"ليس هناك أي تفسير لعدم القدرة على وقف الوحشية في غزة"

قال رئيس الجمهورية السيد رجب طيب أردوغان في كلمة ألقاها خلال الجلسة الموسّعة للقمة الخامسة والعشرين لرؤساء دول وحكومات منظمة شنغهاي للتعاون: "ليس هناك أي تفسير ولا يمكن أن يكون، لعدم القدرة على وقف الوحشية التي يموت فيها الرضّع والأطفال وكبار السن من الجوع منذ 23 شهرا. أنا أؤمن أن من مسؤوليتنا جميعا أن نجعل الأمم المتحدة منصة قادرة على تمثيل العدالة العالمية في مواجهة الظلم الذي يتعرض له الشعب الفلسطيني منذ سنوات عديدة".
شارك الرئيس أردوغان في الجلسة الموسّعة للقمة الخامسة والعشرين لرؤساء دول وحكومات منظمة شنغهاي للتعاون التي عقدت في مدينة تيانجين الصينية، وألقى كلمة بهذه المناسبة.
وفي بداية كلمته أكد الرئيس أردوغان أنه لا يمكن حل المشكلات العالمية إلا من خلال تكثيف الجهود المشتركة القائمة على التعاون والتعددية الفاعلة. مستطردا بالقول: "نحن نقول إن ذلك سيتحقق من خلال نظام متعدد الأطراف في مركزه الأمم المتحدة. لكننا نرى أن الأمم المتحدة اليوم في حاجة ماسة إلى الإصلاح، من أجل أن تتمكن من الاضطلاع بما يقع على عاتقها. إن من الصعب جدا القول إن النظام الحالي الذي فرضته ظروف ما قبل 80 عاما، قد نجح في إنهاء الظلم في الشرق الأوسط أو الحفاظ على النظام الدولي القائم على القواعد والقوانين، رغم الجهود الحثيثة التي يبذلها صديقي العزيز السيد غوتيريش".
"أشكر جميع أصدقائي الذين رفعوا أصواتهم من أجل فلسطين"
وأوضح السيد الرئيس أنه إذا عجز المجتمع الدولي عن منع قتل أكثر من 63 ألفا من سكان غزة معظمهم من الأطفال والنساء وكبار السن، ومنع تحوّل الأطفال الأبرياء إلى هياكل بسبب الجوع، فعلى الجميع أن يقف لحظة تأمل وتفكير. متابعا حديثه بالقول: "ليس هناك أي تفسير ولا يمكن أن يكون، لعدم القدرة على وقف الوحشية التي يموت فيها الرضّع والأطفال وكبار السن من الجوع منذ 23 شهرا. أنا أؤمن أن من مسؤوليتنا جميعا أن نجعل الأمم المتحدة منصة قادرة على تمثيل العدالة العالمية في مواجهة الظلم الذي يتعرض له الشعب الفلسطيني منذ سنوات عديدة. ومن أهنا أود أن أشكر جميع أصدقائي وجميع أصحاب الضمائر الحيّة الذين رفعوا أصواتهم من أجل الشعب الفلسطيني بأكمله سواء في قطاع غزة أو في الضفة الغربية".
"الخطوات التي تم اتخاذها في الفترة الأخيرة إيجابية"
لفت الرئيس أردوغان إلى أن أبواب عهد جديد فتحت في سوريا، متيحة فرصا تاريخية لتحقيق سلام واستقرار إقليميين دائمين. مستطردا بالقول: "إن الدعم الذي سنقدمه من أجل نهضة سوريا بشرط الحفاظ على وحدة أراضيها ووحدتها السياسية، سيصب في صالح منطقتنا بأكملها. ونؤكد أننا سنواصل الوقوف ضد أي مبادرة من شأنها تهديد أمن وسلامة أراضي جارتنا سوريا. إن الخطوات التي تم اتخاذها في الفترة الأخيرة لإرساء السلام الدائم والاستقرار والازدهار في جنوب القوقاز وآسيا الوسطى هي خطوات إيجابية. ونأمل أن تساهم هذه الخطوات في تطوير العلاقات الإنسانية والاقتصادية والتجارية وفتح خطوط النقل والمواصلات. إن تعاوننا الوثيق مع دولنا الشقيقة في آسيا الوسطى المستمر على الصعيدين الثنائي والمتعدد الأطراف، يتزايد يوما بعد يوم. كما أن الخطوات التي نتخذها في سياق منظمة الدول التركية لا تسهم في استقرار دولنا الشقيقة فحسب، بل تسهم أيضا في استقرار منطقتنا الأوسع".
"رؤية تركيا قائمة على حل المشاكل بروح الحوار والدبلوماسية والتعاون"
قال الرئيس أردوغان إن رؤية تركيا تعتمد على حل المشاكل بروح الحوار والدبلوماسية والتعاون، على أساس احترام سيادة وسلامة أراضي جميع البلدان. مضيفا: "إن منظمة شنغهاي للتعاون تعد منصة مهمة فيما يتعلق بتعزيز أمن الطاقة وتطوير الشراكات في مشاريع البنية التحتية الاستراتيجية. نحن نعتبر التطورات في مجال الطاقة والترابط أمرا مصيريا للاستقرار العالمي والتنمية الاقتصادية والنمو المستدام. أتمنى أن نعزز تعاوننا مع منظمة شنغهاي للتعاون التي تمثل اليوم تقاليد إيجاد الحلول المشتركة للمشاكل".