"يظل الهلال الأحمر حاضرًا حيثما دعت الحاجة"
قال رئيس الجمهورية السيد رجب طيب أردوغان، في كلمة له أمام الجمعية العامة للهلال الأحمر التركي: إن "الهلال الأحمر، أعرق منظمة من بين منظمات المجتمع المدني في بلدنا، ويظل حاضرًا حيثما دعت الحاجة. فنحن أمام جيش عريق للخير، ومصدر فخر بما يحمله من تاريخ مشرّف وخدمات إنسانية جليلة".
حضر الرئيس أردوغان اجتماع الجمعية العامة الـ 105 للهلال الأحمر التركي، والذي عُقد في مركز المؤتمرات في العاصمة أنقرة.
" الهلال الأحمر لا يقتصر نشاطه على حدود وطننا، بل يتقدّم الصفوف على خطوط المواجهة في مختلف مناطق الأزمات"
وفي كلمة القاها أمام الحضور قال الرئيس أردوغان: " لقد رأينا أن نشاط الهلال الأحمر لا يقتصر على حدود وطننا فحسب، بل يتقدّم الصفوف على خطوط المواجهة في مختلف مناطق الأزمات. حيث مدّ يد العون للمتضررين من الحروب في فلسطين وسوريا والصومال وأفغانستان والبوسنة والعراق، وغيرها من الدول التي أنهكتها المآسي. وكان في طليعة من لبّى نداء المتضررين من الكوارث، سواء الناجمة عن الأوبئة أو في المناطق المحرومة، وفي أي مكان أحتاج إلى دعم بلدنا. ولامست يداه حياة اللاجئين، والفقراء، والمحتاجين، والضحايا. وبمعنى آخر، كلّما توجّهت الأنظار إلى الهلال الأحمر، وجدناه حاضرًا بكل ما يمتلك من إمكانات. جزى الله جمعية الهلال الأحمر خير الجزاء، فهي لا تزال تمدّ يد العون والتضامن لأمتنا في كلّ أصقاع الأرض. إن الهلال الأحمر، أعرق منظمة من بين منظمات المجتمع المدني في بلدنا، ويظل حاضرًا حيثما دعت الحاجة. لقد قدمت لنا رئيسة جمعية الهلال الأحمر، قبل قليل، عرضًا مفصّلًا حول أنشطة مؤسستنا، وخدماتها، وجهودها المخلصة في الميدان. نحن أمام جيش عريق للخير، ومصدر فخر بما يحمله من تاريخ مشرّف وخدمات إنسانية جليلة".
وتابع: " بعد الرحلة التي بدأت قبل 157 عامًا بنوايا صادقة، أصبح الهلال الأحمر مؤسسةً تسهم بأعمال قيمة في نطاق واسع. فهو يمتلك 513 فرعًا، وحوالي 400 ألف متطوع، و18 مركزًا إقليميًا للدم، و69 مركزًا للتبرع بالدم، بالإضافة إلى 4 مستشفيات، و2 مركزين طبيين، و5 مراكز إقليمية لإدارة الكوارث، و13 مركزًا للتدخل في حالات الطوارئ، و13 وفدًا ميدانيًا، و94 منطقة نشاط للمهاجرين، إلى جانب مطابخ الحساء، ودور رعاية المسنين، ومراكز المتطوعين، ومتاجر المحبة. في عام 2024، وصل الهلال الأحمر إلى 33 مليون شخص داخل الدولة وأكثر من 14 مليون شخص خارجها، مما يعكس التزامه الكامل بأداء واجبه على أكمل وجه. ومن الجدير بالذكر أيضًا أن الهلال الأحمر، الذي كان قد تمكن من تلبية 19% فقط من احتياجات بلدنا من الدم في عام 2005، أصبح الآن يوفر 97% من إجمالي الطلب. كما شهدنا زيادة ملحوظة في عدد المتبرعين النشطين بالخلايا الجذعية، حيث بلغ عددهم حتى شهر أبريل/نيسان مليونًا ومائة وتسعة وسبعين ألفًا. وأنا على يقين أن هذه الأرقام ستستمر في الارتفاع. كما أتابع بكل تقدير جهود الهلال الأحمر المستمرة لتقليل الاعتماد على الأدوية والمعدات الطبية المستوردة. وأتمنى النجاح لمصنع أكياس الدم لدينا، الذي سيتم الانتهاء منه قريبًا ويبدأ في تقديم خدماته. يُعد مشروع إنتاج الأدوية من البلازما محليًا، والذي سيتم فيه إنتاج أدوية حيوية باستخدام البلازما البشرية كمادة خام، دليلًا واضحًا على التقدم الكبير الذي أحرزه الهلال الأحمر في مجال التكنولوجيا الحيوية. وأهنئ الهلال الأحمر على هذا المشروع القيم الذي لا يزال العمل جارٍ فيه، وأتوجه بالشكر إلى جميع إخوتي وأخواتي الذين ساهموا في إنجاحه".
"الهلال الأحمر لم يترك أبدا إخواننا في غزة بمفردهم منذ بدء الهجمات الإسرائيلية الوحشية في 7 أكتوبر 2023"
لفت الرئيس أردوغان، إلى أن الهلال الأحمر التركي لم يترك أبدا الأخوة والأخوات في غزة بمفردهم منذ بدء الهجمات الإسرائيلية الوحشية في 7 أكتوبر 2023، مضيفًا " يلعب الهلال الأحمر دورًا مهمًا في التخفيف من الأزمة الإنسانية في غزة عبر تزويد سفن المساعدات، التي تم إرسالها بالتنسيق مع هيئة إدارة الكوارث والطوارئ التركية، بالمواد الغذائية ومواد التنظيف والمأوى والأدوية والإمدادات الطبية. حتى الآن، قدم مطبخ غزة الخيري 5.2 مليون وجبة لشعب غزة الذي يعاني من المجاعة، كما وزع مليونًا و606 آلاف لتر من المياه. علاوة على ذلك، قام الهلال الأحمر بتوزيع لحوم الأضاحي والوجبات المعلبة الجاهزة في مختلف أنحاء فلسطين، وأقام موائد إفطار لـ840 ألف شخص خلال شهر رمضان المبارك. بالإضافة إلى المساعدات الأخرى، يتم توزيع وجبات ساخنة على 15 ألف شخص يوميًا في غزة. أينما وجد إنسان مظلوم ينتظر الهلال، يسعى الهلال الأحمر التركي لمساعدته دون توقف، بدءًا من أفغانستان وبنغلاديش، مرورًا بالبوسنة والهرسك وباكستان، وصولًا إلى الصومال وسوريا واليمن. إن الهلال الأحمر يزرع الأمل في القلوب الحزينة في مناطق جغرافية يصعب الوصول إليها، وفي أماكن لا يهتم بها أحد. أسأل الله أن يبارك فيكم، إخوتي وأخواتي الأعزاء، الذين تؤدون أعمالكم جميعها بقلب صادق وروح مخلصة. أتمنى لكم من أعماق قلبي النجاح في مساعيكم المستقبلية".
