"نحن ملزمون بفعل كل ما يلزم لإيقاف الظلم في غزة"

قال رئيس الجمهورية السيد رجب طيب أردوغان، في مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره الغابوني نغيما: "إن أولويتنا هي إيصال المساعدات الإنسانية إلى أشقائنا في غزة. وبصفتنا من الذين يقفون مع الجبهة الإنسانية، فنحن ملزمون بفعل كل ما يلزم لإيقاف هذا الظلم".
عقد الرئيس أردوغان مؤتمرا صحفيا مشتركا مع نظيره الغابوني برايس كلوتير أوليغي نغيما، في المجمع الرئاسي بالعاصمة أنقرة، وذلك في أعقاب اجتماع ثنائي بينهما واجتماع آخر على مستوى الوفود، وتوقيع عدد من الاتفاقيات بين البلدين.
وفي بداية كلمته رحّب الرئيس أردوغان بنظيره الغابوني نغيما والوفد المرافق له. قائلا: "كما تعلمون أن الغابون أجرت انتخاباتها الرئاسية بنجاح بعد الفترة الانتقالية التي دخلتها عام 2023. أتمنى أن تسهم الانتخابات البرلمانية المقرر إجراؤها في الأشهر المقبلة في استقرار البلاد وسلامها. كما أود أن أهنئ الرئيس نغيما الذي نال دعما شعبيا قويا في الانتخابات".
"لا يمكن لأحد أن يبقى صامتا أمام هذه الوحشية التي يموت فيها أطفال أبرياء من الجوع"
قال الرئيس أردوغان إنه تناول مع السيد الرئيس الغابوني الإبادة الجماعية التي تمارسها إسرائيل في غزة. مستطردا بالقول: "كما تعلمون أن هناك تضامنا قويا من أشقائنا الأفارقة مع الشعب الفلسطيني. إن القارة الإفريقية هي إحدى المناطق التي برزت فيها أوضح وأقوى ردود الفعل على سياسة الإبادة الجماعية الإسرائيلية المستمرة منذ 22 شهرا في غزة. ولا يمكن لأحد أن يبقى صامتا أمام هذه الوحشية التي يموت فيها أطفال أبرياء من الجوع، ويطلق النار فيها عمدا على المدنيين المتجمعين للحصول على المساعدات الغذائية".
وأشار الرئيس أردوغان إلى أن كل شخص لديه ذرة من الضمير والرحمة والكرامة الإنسانية على وشك أن يفقد صبره في مواجهة هذه الظلم الواقع في غزة. متابعا حديثه: "إن أولويتنا هي إيصال المساعدات الإنسانية إلى أشقائنا في غزة. وبصفتنا من الذين يقفون مع الجبهة الإنسانية، فنحن ملزمون بفعل كل ما يلزم لإيقاف هذا الظلم".
"نرحب بكل خطوة يتم اتخاذها نحو الاعتراف بدولة فلسطين"
أكد رئيس الجمهورية أنه يرى أن ردود الفعل الإنسانية التي ظهرت مؤخرا من أوروبا، لاسيما في فرنسا وبريطانيا، ذات قيمة كبيرة. مضيفا: "كما نرحب بكل خطوة يتم اتخاذها نحو الاعتراف بدولة فلسطين. إن من أكثر ردود الفعل تأثيرا ضد سياسات الإبادة الجماعية الإسرائيلية هي دعم حل الدولتين على أساس حدود عام 1967. لقد أجريت مؤخرا اتصالا هاتفيا مع الرئيس الفرنسي السيد ماكرون وهنأته على قراره الشجاع. كما رأيت اليوم أن الرئيس السيد نغيما يشاركنا نفس المشاعر بشأن منع كارثة إنسانية في غزة. سنكثف عملنا في الأيام المقبلة من أجل زيادة الضغوطات على الحكومة الإسرائيلية. وسنظهر أيضا أن أشقاءنا في غزة ليسوا وحدهم. وسنبذل كل ما في وسعنا للتوصل إلى وقف إطلاق نار وإحلال سلام دائم في المنطقة في أقرب وقت ممكن".
وتابع السيد الرئيس حديثه بالقول: "وهنا، أودّ التأكيد على ما يلي: نحن في الحكومة لا نركض وراء جدالات سياسية بشأن غزة. إن همّنا هو تخفيف معاناة أشقائنا في غزة، وتضميد جراحهم، ومد يد العون لأطفال غزة الأبرياء الذين أصبحوا جلدا فوق عظم من الجوع. وننتظر من جميع الأطراف السياسية في بلدنا التعامل مع هذه القضية بنفس الحساسية العالية، والامتناع عن الخطاب الجاهل الذي من شأنه أن يقوّض جهود تركيا التي يشيد بها العالم بأسره".
الرئيس الغابوني برايس كلوتير أوليغي نغيما: نأمل أن يحل السلام في غزة في أقرب وقت ممكن
من جانبه قدم الرئيس الغابوني برايس كلوتير أوليغي نغيما جزيل الشكر إلى الرئيس أردوغان وتركيا حكومة وشعبا على حسن الاستضافة وحفاوة الاستقبال.
وقال الرئيس الغابوني نغيما إنهم شهدوا بأعينهم عراقة هذه المدينة وتاريخها المجيد منذ الزيارة الأولى لأنقرة. مضيفا: "لقد رأينا اليوم في لقاءاتنا المستوى المتميز الذي وصلت له علاقاتنا الثنائية، واتفقنا على تعزيزها بشكل أكبر".
وأوضح الرئيس الغابوني نغيما أن العديد من القمم المختلفة تم عقدها بين تركيا وإفريقيا ساهمت بشكل كبير في تعزيز العلاقات الثنائية بين تركيا وبلدان القارة. مستطردا بالقول: "كما ساهمت هذه القمم بشكل كبير في حل النزاعات بشكل سلمي في القارة. ونأمل أن يحل السلام في غزة في أقرب وقت ممكن".
توقيع الاتفاقيات
وعقب اللقاء الثنائي للزعيمين والاجتماع على مستوى الوفدين وقبيل المؤتمر الصحفي أبرمت تركيا والغابون عددا من اتفاقيات التعاون بحضور الرئيس رجب طيب أردوغان ونظيره الغابوني برايس كلوتير أوليغي نغيما.