رئيس الجمهورية أردوغان: الحرب الأوكرانية أظهرت مرة أخرى مدى صحة مساعينا لإقامة نظام عالمي عادل
التقى رئيس الجمهورية رجب طيب أردوغان السفراء المقيمين في أنقرة على مأدبة إفطار رمضاني في المجمع الرئاسي بالعاصمة أنقرة، وألقى كلمة بهذه المناسبة.
وفي بداية كلمته رحّب الرئيس أردوغان بالسفراء المشاركين في المأدبة قائلا: "أدعو الله سبحانه وتعالى أن يعود شهر رمضان المبارك بالسلام والأمن والطمأنينة على أمتنا والإنسانية جمعاء".
"التزاماتنا تجاه بعضنا البعض تتزايد مع العولمة"
قال السيد الرئيس: "نحن بشر قبل أن نكون أفارقة أو آسيويين أو أوروبيين أو أمريكيين. وبغض النظر عن المكان الذي نعيش فيه أو عقيدتنا أو ثقافتنا أو لغتنا أو لون بشرتنا، فنحن جميعا أفراد في عائلة الإنسانية التي تبلغ 8.5 مليار نسمة. وكأفراد ننتمي لهذه العائلة نحن لسنا مسؤولين فقط تجاه بعضنا البعض، بل أيضا تجاه أطفالنا والأجيال القادمة. لا أحد منا لديه الحق في تجاهل مشاكل الآخرين ومصاعبهم وكوارثهم".
"تركيا تبدي التضامن المطلوب في الناتو منذ أكثر من 70 عاما"
أشار الرئيس أردوغان إلى أن تركيا تبدي التضامن المطلوب في الناتو منذ أكثر من 70 عاما. مستطردا بالقول: "لقد أثبتت تركيا مرارا وتكرارا أنها حليف لا غنى عنه. وعلى عكس المزاعم التي لا أساس لها من الصحة والخطاب الغامض والتقييمات الضحلة، فإن التطورات الأخيرة في أوكرانيا تؤكد بوضوح أهمية تركيا لحلف شمال الأطلسي".
وأضاف الرئيس أردوغان أن عضوية الاتحاد الأوروبي لا تزال تمثل الهدف الاستراتيجي لتركيا. متابعا: "إن الآثار السلبية للحرب في أوكرانيا التي وصلت إلى أبعاد عالمية، تظهر مدى استراتيجية تركيا بالنسبة للاتحاد الأوروبي في العديد من المجالات، لا سيما في مجال الأمن و الطاقة".
وشدد الرئيس أردوغان على أنه في الوقت الذي تتواصل فيه الأزمة الأوكرانية لا يمكن تجاهل المآسي الإنسانية الأخرى حول العالم. مستطردا بالقول: "إن ملايين الأبرياء في اليمن والصومال وميانمار وليبيا وأفغانستان وفلسطين وسوريا يقضون رمضانا حزينا. كما أن الأطفال النساء والمدنيين يدفعون في كل هذه المناطق ثمن فقدان المجتمع لقدرته على حل الأزمات. إن الإنسانية تموت مع كل بريء يموت بسبب عدم اتخاذ أي إجراء أو عدم وجود يد عون أو قطعة خبز".
"نواصل التمسك بالقضية الفلسطينية وندعم إخواننا الفلسطينيين بكل إمكانياتنا"
قال الرئيس أردوغان إنه ينتظر الدعم القوي من جميع الأصدقاء فيما يتعلق بقطع المصادر التي تمول المنظمات الإرهابية. مضيفا: "يجب منع استغلال الإرهابيين والنازيين الجدد للنظام الديمقراطي. يجب عدم السماح لهم بمعاداة الإسلام والأجانب واستهداف حريات المسلمين وحرية العبادة ومعتقداتهم ومقدساتهم ودور عبادتهم. ها نحن نرى ما يحدث في المسجد الأقصى. هذا يمثل لنا مصدر حزن شديد. نحن لا نريد أن نرى تكرار هذه المشاهد. لقد تحدثت مع الرئيس عندما جاء إلى تركيا. أتمنى ألّا تتكرر هذه المشاهد".
وأوضح الرئيس أردوغان أن تركيا عازمة على الحفاظ على الزخم الذي حققته في علاقاتها مع دول الشرق الأوسط، لاسيما الإمارات العربية المتحدة وإسرائيل. مستطردا بالقول: "نحن نواصل التمسك بالقضية الفلسطينية الجرح النازف للأمة، كما ندعم إخواننا الفلسطينيين بكل إمكانياتنا. إن حساسيتنا تجاه المسجد الأقصى القبلة الأولى للمسلمين والقدس الشريف معروفة للعالم أجمع. لقد أجريت أمس اتصالين هاتفيين مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس وأمين عام الأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش حول الأحداث التي وقعت خلال الأيام الأخيرة. مستطردا بالقول: "أعربت بكل وضوح أننا ندين بشدة الاعتداءات التي تجري على حرمة المسجد الأقصى الشريف، وأكدت أننا لا نقبل محاولات منع المسلمين من تأدية عباداتهم. كما أعربت لكلا الرئيسين عن استعدادنا للقيام بما يقع علينا من أجل عدم زيادة التوتر أكثر من ذلك وألّا تقع هذه الأحداث المؤسفة مرة اخرى".