رئيس الجمهورية أردوغان: توسع الناتو مهم بقدر الاحترام الواجب إظهاره لحساسياتنا
جاء ذلك في كلمة ألقاها رئيس الجمهورية رجب طيب أردوغان، خلال اجتماع الكتلة البرلمانية لحزبه "العدالة والتنمية" الحاكم، في البرلمان بالعاصمة أنقرة.
أشار الرئيس أردوغان، إلى إن العالم يمر بضغوط وتهديدات أكبر وأشمل إثر الحرب الأوكرانية الروسية، وأردف قائلًا: إن "نظام الإدارة والاقتصاد العالمي يكاد أن يتزعزع من أساسه. كما إن المشاكل الاقتصادية وأبرزها التضخم الناجم عن الارتفاع الشديد في أسعار الطاقة والمواد الخام، تدفع الجميع ولا سيما البلدان المتقدمة إلى التفكير مليًا في هذا الصدد. إن حقيقة أن البشرية على شفا صراع كبير مجددًا بعد الحرب العالمية الثانية، وذلك إثر الحرب في أوكرانيا أعادت إلى الواجهة مجددًا التوازنات الأمنية. إن حلف شمال الأطلسي "ناتو" يقوم بمبادرات مختلفة لتعزيز حدوده الشرقية، وفي هذا السياق يتم اتخاذ بعض الخطوات تجاه التوسع".
كما شدد على أن تركيا تتابع باستغراب التضامن والتعاون وحشد الموارد والتسامح، الذي يظهر في المنطقة في أعقاب الأزمة الأوكرانية وأردف قائلًا: " وذلك نظرًا لكوننا حليفًا في الناتو حارب الإرهاب لسنوات، تعرضت حدودنا للمضايقة، وكانت هناك صراعات كبيرة بجواره، لكننا لم نتلقى مثل هذا الدعم مطلقًا. إن كل تطلعاتنا من الناتو تتمحور حول أن تُقابل جهود تركيا لحماية حدودها وتعزيز أمنها واستقرارها بنفس النوايا الحسنة. نأمل من حلفائنا أن يتفهموا حساسياتنا أولاً، ثم يحترموها وفي الختام يقدمون الدعم لنا إذا أمكن".
"لا يمكننا أن ندير ظهرنا لأولئك الذين تربطنا بهم روابط تاريخية وتراثية وحضارية مشتركة"
لفت الرئيس أردوغان، إلى حساسية تركيا تجاه الأنظمة التي أصبحت مصدرًا لعدم الاستقرار بجوار حدودها، مضيفًا "لقد دفعنا ومازلنا ندفع ثمن هذه المشكلة باستضافة ملايين اللاجئين. لكننا لم نتمكن من رؤية أي حلفاء يشاركوننا مشاكلنا في هذا الشأن طالما أن اللاجئين لا يتجهون إلى الدول الغربية. في الواقع، نحن شهدنا حلفاء مزعومين استفزوا خفية هذه القضية لمجرد وضع تركيا في موقف صعب. لدينا حساسيات ناشئة عن مسؤولياتنا تجاه إخواننا الذين تربطنا بهم روابط تاريخية وإنسانية قوية. مهما كانت الظروف، لا يمكننا أن ندير ظهورنا لأولئك الذين تربطنا بهم روابط تاريخية وتراثية وحضارية مشتركة. من الواضح أن حلفاءنا لا يشاركون هذا النهج، رغم أنهم يظهرون تسامحًا غير محدود مع بعض الدول المتغطرسة داخل الناتو والاتحاد الأوروبي والتي تستغل الموارد الضخمة المخصصة لها".
وشدد الرئيس أردوغان على أن تركيا تواصل دائمًا الوفاء بمسؤولياتها داخل الحلف على الرغم من كافة مواقف حلفاء الناتو تجاهها، وأضاف بالقول: إن" تركيا تعد في طليعة الدول الداعمة لأنشطة الناتو. لكن هذا لا يعني أننا سنقول "نعم" ونوافق على كل اقتراح يعرض علينا. إن توسيع حلف الناتو مهم بقدر الاحترام الواجب إظهاره لحساسياتنا. إن توقع دعمنا لعضوية الناتو مع تقديم كافة أنواع الدعم لمنظمتي بي كي كي-واي بي جي يرقى إلى درجة التناقض على أقل تقدير".
