رئيس الجمهورية أردوغان: سنبدأ إرسال مواطن تركي إلى محطة الفضاء الدولية
جاء ذلك في تصريحات أدلى بها رئيس الجمهورية رجب طيب أردوغان، عقب اجتماع الحكومة بالعاصمة أنقرة، بخصوص برنامج تركيا الوطني للفضاء.
أوضح أردوغان أنهم أنشأوا موقعًا إلكترونيًا من أجل طلبات التقديم للبرنامج، مؤكدًا إمكانية تقديم الطلبات لكافة المواطنين ممن يستوفون الشروط المطلوبة ولم يصلوا إلى سن الـ 45.
وقال: "ضمن إطار برنامجنا الوطني للفضاء سنبدأ رسميا بإرسال مواطن تركي إلى محطة الفضاء الدولية".
وأضاف: "في نهاية تدريبهم، سيتم إرسال واحد من المرشحين إلى محطة الفضاء الدولية عام 2023، من أجل المهمة التاريخية التي كلف بها".
وأشار أردوغان إلى أنهم أعلنوا برنامج الفضاء الوطني تقريبًا قبل عام، قائلًا: " كنت قد أعلنت الأهداف العشرة الطموحة الواقعية التي حددناها لحماية حقوق بلدنا ومصالحه في الفضاء، وبما يليق بتركيا وحضارتنا".
وفي شباط/ فبراير 2021 استعرض أردوغان 10 أهداف لبرنامج الفضاء التركي، خلال حفل تعريفي بالبرنامج بأنقرة، من أبرزها إرسال مركبة للقمر بحلول 2023، وتأسيس ميناء فضائي (موقع لإطلاق واستقبال المركبات الفضائية)، وإنشاء منطقة لتطوير تقنيات الفضاء.
ولفت الرئيس التركي إلى أن بلاده تتقدم خطوة بخطوة في مجموعة واسعة من الأهداف منها الوصول إلى القمر وإنشاء نظام بيئي للفضاء، وإقامة شراكات دولية دائمة إلى تنمية الموارد البشرية.
وأردف:" نعمل في تركيا على تأهيل الموارد البشرية اللازمة لترسيخ استقلالنا التكنولوجي، وبناء البنية التحتية والفوقية، وزيادة الوعي في هذا المجال.
وشدد على الحاجة إلى الحصول على الحصة التي تستحقها تركيا من الخبرات المكتسبة في مجال الفضاء كي تكون رائدة في مجال التكنولوجيا.
وبين أن كل هدف ستحققه تركيا في نطاق برنامج الفضاء الوطني سيكون بمثابة نجاح تركيا في القرن الجديد.
"أعتقد أن الولايات المتحدة لن تنظر إلى ما يقوله ميتسوتاكيس (رئيس الوزراء اليوناني) عندما تعطي قراراها بشأن تزويدنا بمقاتلات إف-16"
أعلن أردوغان إلغاء بلاده عقد اجتماع المجلس الاستراتيجي مع اليونان.
وتطرق أردوغان خلال خطابه إلى عضوية فنلندا والسويد في حلف شمال الأطلسي "الناتو"، مؤكدا أن مقاربة بلاده بشأن توسيع "الناتو" نابع من موقفها المبدئي في مسألة مكافحة الإرهاب، لا من العداوة أو التعصب.
وأفاد أنه ضمن هذا السياق أجرى دبلوماسية هاتف مكثفة يومي الجمعة والسبت الفائتين، باحثا هذه المسائل بإسهاب مع أمين عام "الناتو" ينس ستولتنبرغ، والرئيس الفنلندي ساولي نينيستو، ورؤساء وزراء بريطانيا بوريس جونسون، وهولندا مارك روته، والسويد ماجدالينا أندرسون.
وأوضح انه شاركهم بوضوح مقاربة بلاده حول توسيع "الناتو" مؤكدا على مكافحة الإرهاب وتضامن الحلف.
وأشار أن تركيا لا يمكن أن تتقبل وجود تنظيمات إرهابية داخل حلف "الناتو".
ولفت أردوغان إلى دعم تركيا في الماضي لفرنسا واليونان، بعد خروجهما من الناتو، متسائلا "ماذا حدث؟ ما شكل علاقة اليونان معنا اليوم؟ أليست اليونان الآن ممرا لعناصر تنظيم غولن نحو أوروبا؟ وفوق كل شيء يوجد حاليا حوالي 10 قواعد عسكرية في اليونان، فمن تهدد يا ترى من خلال هذه القواعد؟ أو لماذا يتم إنشاؤها في اليونان؟".
وأشار أن تركيا أجرت محادثات مع اليونان واتفقت معها على عدم إدخال طرف ثالث بين البلدين، ورغم ذلك قام رئيس الوزراء اليوناني كيرياكوس ميتسوتاكيس بزيارة الولايات المتحدة وألقى في الكونغرس الأمريكي كلمة تضمنت تصريحات ضد أنقرة.
وذكر أن ميتسوتاكيس حرض الأمريكيين على عدم تزويد تركيا بطائرات إف-16.
وتابع: "كنا سنعقد هذه السنة اجتماع المجلس الاستراتيجي المشترك (مع اليونان)، لم يعد هناك أحد اسمه ميتسوتاكيس بالنسبة لي، ولا أقبل بعقد لقاء كهذا معه إطلاقا، لأننا نواصل طريقنا مع الأشخاص الشرفاء الذين يحفظون عهودهم".
وحول تزويد بلاده بمقاتلات إف-16، أعرب الرئيس التركي عن اعتقاده بأن الولايات المتحدة لن تأبه لما يقوله ميتسوتاكيس عند اتخاذها قرارا في هذا الشأن.
وموجها خطابه لرئيسة وزراء السويد، انتقد أردوغان خروج مناصري تنظيمي "بي كا كا/ ي ب ك" و "د ه ك ب – ج" الإرهابيين قبل عدة أيام في مسيرة طافت شوارع ستوكهولم رافعين ملصقات لزعمائهم، وتحت حماية الشرطة.
وبيّن أن السلام والصداقة لا يمكن أن يتحققا في ظل هذه الممارسات، مردفا بالقول: "نعرف كيف نتصرف، ونعلم أيضا كيف نتخذ الخطوات اللازمة".
وأوضح أن هذه الدول عليها أن تختار بين دعم التنظيمات الإرهابية وبين انتظار موافقة تركيا لحصولها على عضوية "الناتو"، وأن تكشف عن دلائل ملموسة بشأن ذلك.
واستطرد: "أود أن أؤكد مرة أخرى أن أولئك الذين يحمون الإرهابيين من خلال تقديم جميع أنواع الدعم للتنظيمات الإرهابية التي تشكل تهديدا لتركيا، يجب أن يتخلوا أولاً عن مواقفهم غير القانونية والعبثية والمتغطرسة التي كانوا يبدونها ضدنا منذ زمن. وعندما نرى هذا التغيير عبر ممارسات ملموسة، لا ينبغي أن يساور أحد أدنى شك في أننا سنقوم بما يترتب علينا".
"نشرع قريبا باستكمال المناطق الآمنة على حدودنا الجنوبية"
كشف أردوغان، أن بلاده ستشرع قريبا باستكمال إنشاء المناطق الآمنة بمحاذاة حدودها الجنوبية، شمالي سوريا.
وقال: "سنبدأ قريبا باتخاذ خطوات تتعلق بالجزء المتبقي من الأعمال التي بدأناها لإنشاء مناطق آمنة على عمق 30 كيلومترا، على طول حدودنا الجنوبية (مع سوريا)".
ولفت إلى أن المناطق التي تعد مركز انطلاق للهجمات على تركيا والمناطق الآمنة، ستكون على رأس أولويات العمليات العسكرية، في إشارة إلى المناطق التي يحتلها تنظيم "ي ب ك/ بي كا كا" الإرهابي.
وأفاد أن العمليات ستبدأ بمجرد انتهاء تحضيرات الجيش والاستخبارات والأمن.
وأردف: "سنتخذ قراراتنا بهذا الخصوص خلال اجتماع مجلس الأمن القومي الخميس".
كما أشار الرئيس أردوغان إلى أنه سيقوم بإجراء المحادثات اللازمة لضمان سير الأمور على ما يرام.
وأوضح أن "تركيا ستميز مجددا في هذه المرحلة، بين من يحترمون حساسياتها الأمنية، والذين لا يكترثون سوى لمصالحهم، وأنها ستصوغ سياساتها مستقبلا على هذا الأساس".
وكانت القوات التركية بالتعاون مع الجيش الوطني السوري، نفذت عمليات "درع الفرات" و"غصن الزيتون" و"نبع السلام" شمالي سوريا، ضد تنظيمي "داعش" و"بي كا كا/ ي ب ك".
وطهرت تلك القوات آلاف الكيلومترات من الأراضي من الإرهابيين، وأتاحت الفرصة لآلاف السوريين للعودة إلى أراضيهم والعيش فيها بأمان.