تحميل...

"سنواصل نضالنا معًا حتى قيام دولة فلسطينية مستقلة"

 

قال رئيس الجمهورية، رجب طيب أردوغان، في كلمته خلال الاجتماع الحادي والأربعين للجنة الدائمة للتعاون الاقتصادي والتجاري لمنظمة التعاون الإسلامي (الكومسيك): "سنواصل نضالنا معًا حتى قيام دولة فلسطينية مستقلة، ذات سيادة، وموحدة جغرافيًا، على حدود عام 1967، وعاصمتها القدس الشرقية".

حضر الرئيس أردوغان، الاجتماع الحادي والأربعين للجنة الدائمة للتعاون الاقتصادي والتجاري لمنظمة التعاون الإسلامي (الكومسيك)، الذي عُقد في مركز إسطنبول للمؤتمرات.

"بفضل جهودنا بدأت تُرفع تدريجيًا العقوبات التي تعيق مسار التنمية الاقتصادية في سوريا"

وفي كلمة القاها أمام الحضور لفت الرئيس أردوغان، إلى التطورات التاريخية في جميع أنحاء العالم ولاسيما في منطقة الشرق الأوسط، وقال: "كما تعلمون، بصفتي رئيسًا للكومسيك، تحدثتُ إليكم على مدى سنوات طويلة من على هذا المنبر عن المعاناة التي تكبّدها الشعب السوري. فعلى مدى ما يقرب من أربعة عشر عامًا، دفع أشقاؤنا السوريون ثمنًا باهظًا للغاية. إذ فقد نحو مليون من إخواننا وأخواتنا حياتهم جرّاء الهجمات التي شنّها نظام البعث والتنظيمات الإرهابية، واضطرّ ملايين آخرون إلى الهجرة واللجوء إلى بلدان مختلفة، من بينهم 3.6 ملايين لجؤوا إلى تركيا. وخلال هذه الفترة، استضفنا اللاجئين السوريين بروح الأنصار، وبذلنا ما في وسعنا لأداء واجب الأخوّة وحسن الجوار على أكمل وجه. والحمد لله، في نهاية المطاف، كان النصر حليف المظلومين من أبناء سوريا. مع ثورة الثامن من ديسمبر/كانون الأول، انتهت أخيرًا المجازر التي حوّلت سوريا إلى حمّام دم طيلة أربعة عشر عامًا، لتدخل البلاد مرحلة تعاف بالقيادة الحكيمة للرئيس السوري أحمد الشرع".

كما أعرب عن بالغ سروره بتمثيل سوريا في الاجتماع الوزاري للكومسيك بعد غياب طويل، وأضاف بالقول: "نحن في تركيا، نواصل دعمنا للشعب السوري في شتّى المجالات، بدءًا من النقل والتعليم والأمن والتجارة، مرورًا بالرعاية الصحية وصولًا إلى الخدمات الاجتماعية. إن دعم منظمتنا والعالم الإسلامي يُعدّ أمرًا حيويًا للحفاظ على الوحدة السياسية وسلامة أراضي البلاد، ولتمكين إخوتنا وأخواتنا السوريين، على اختلاف فئاتهم، من بلوغ ازدهار دائم. كما أن اندماج سوريا مجددًا في الاقتصادات الإقليمية سيُسهم بفوائد ملموسة تعود بالنفع على سوريا والمنطقة بأسرها. ولا شك أن التركيز على تنفيذ مشاريع النقل، التي تُشكّل الركيزة الأساسية للتكامل الإقليمي، يُعدّ خطوة بالغة الأهمية في هذا السياق".

وتابع: " ويسعدني أيضًا أن أفيد أنه بفضل جهودنا بدأت تُرفع تدريجيًا العقوبات التي تعيق مسار التنمية الاقتصادية في سوريا بشكل كبير. وفي هذه المرحلة، نشجع القطاع الخاص على توجيه استثماراته نحو سوريا، إذ تُعدّ أولويتنا الأساسية ضمان تعافي جارتنا وعودتها إلى سابق عهدها في أقرب وقت ممكن. في هذا الصدد، نعلن اليوم عن إطلاق برنامج دعم خاص لسوريا تحت مظلة الكومسيك، يهدف إلى تعزيز القدرات البشرية والمؤسسية، وتقديم الدعم للمشروعات في مجالات التدريب، وتبادل الخبراء، وتقييم الاحتياجات، وإعداد دراسات الجدوى. وأنا على ثقة تامة بأن دولنا الأعضاء ستسهم بمشيئة الله تعالى إسهامًا قيّمًا في مرحلة تنفيذ هذا البرنامج".

"حماس ملتزمة للغاية باتفاق وقف إطلاق النار"

تطرق الرئيس أردوغان، إلى آخر المستجدات في اتفاقية وقف إطلاق النار في غزة وقال: إن "حماس ملتزمة للغاية باتفاق وقف إطلاق النار، إلا أن سجل إسرائيل في هذا الصدد سيء جدًا. نحن أمام إدارة قتلت أكثر من 200 بريء في غزة منذ بدء سريان وقف النار، إلى جانب مواصلتها احتلالها وهجماتها بالضفة الغربية".

وتابع: إن "هذه الهجمات، التي لا تستهدف المدنيين فقط بل تقوّض أيضًا مسار السلام، لن تُعيق عزيمتنا على مواصلة السعي نحو حلٍّ عادلٍ ودائم للصراع الفلسطيني–الإسرائيلي. في هذه المرحلة، نحتاج إلى تقديم المزيد من المساعدات الإنسانية لشعب غزة، ومن ثم الشروع في جهود إعادة الإعمار. إلا أن الحكومة الإسرائيلية تبذل كل ما في وسعها لمنع ذلك. نرى أن تنفيذ خطة إعادة الإعمار، التي أعدتها جامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي، بات ضرورة ملحّة لا تحتمل التأجيل. ولابد أن تضطلع منظمة التعاون الإسلامي، ولجنة الكومسيك على وجه الخصوص، بدورٍ قيادي في جهود إعادة إعمار غزة. لن نسمح بضم الضفة الغربية، أو بتغيير وضع القدس، أو بأي محاولة تمسّ حرمة قبلتنا الأولى، المسجد الأقصى. سنواصل نضالنا معًا حتى إقامة دولة فلسطينية مستقلة، ذات سيادة، ومتكاملة جغرافيًا، على حدود عام 1967، وعاصمتها القدس الشرقية".

"لا يمكن لأي شخص يملك قلبا غير متحجر أن يقبل المجازر بحق المدنيين في الفاشر"

لفت الرئيس أردوغان، الانتباه إلى الصراع الدائر في السودان منذ 29 شهرًا، وقال: "لا يمكن لأي شخص يملك قلبا غير متحجر أن يقبل المجازر بحق المدنيين في الفاشر ولا يمكننا أن نبقى صامتين إزاءها".

وتابع: "تقع المسؤولية الكبرى، بلا شك، على عاتق العالم الإسلامي لإنهاء إراقة الدماء في السودان في أقرب وقت ممكن. وكمجتمعٍ إسلاميٍ أخوي، يجب أن نتحمّل مسؤولياتنا ونسعى لمعالجة مشكلاتنا بأنفسنا بدلًا من انتظار الحلول من الآخرين. ومن الضروري حماية وحدة أراضي السودان وسيادته واستقلاله، والوقوف إلى جانب شعبه في هذه الأوقات العصيبة عبر مواصلة تقديم المساعدات الإنسانية ودعم جهود التنمية. وأنا أؤمن أيمانًا راسخًا بأن جميع الدول الأعضاء في منظمتنا ستبذل قصارى جهدها لضمان تحقيق السلام والاستقرار والأمن في السودان، انطلاقًا من روابط الأخوّة والمسؤولية المشتركة".

join us icon
انضم إلينا لنكن أقوى.