ألقى الرئيس أردوغان كلمة للأمة بعد اجتماع مجلس الوزراء
قال رئيس الجمهورية السيد رجب طيب أردوغان، في خطاب ألقاه عقب ترأسه اجتماع مجلس الحكومة الرئاسية: "سنتغلب على التضخم وسنواصل النمو وسنقوّي دولتنا وسنزيد دخل الموظفين والمتقاعدين".
ترأس الرئيس أردوغان اجتماع مجلس الحكومة الرئاسية في المجمع الرئاسي بالعاصمة أنقرة، وعقب الاجتماع ألقى خطابا موجها للشعب تطرق فيه إلى القضايا التي تم تناولها في الاجتماع، حيث قال: قبل الانتقال إلى تقييم اجتماع مجلس الحكومة الرئاسية الذي عقدناه اليوم، أود أن أذكركم بإيجاز بالجهود التي بذلناها لخدمة بلدنا وشعبنا منذ الاجتماع الأخير لمجلس الحكومة الرئاسية.
"كانت زياراتنا إلى الإمارات العربية المتحدة ومصر فعّالة وودية وناجحة للغاية"
توجهنا بعد انتهاء اجتماع مجلس الحكومة الرئاسية في 12 فبراير/ شباط مباشرة إلى الإمارات العربية المتحدة ومصر، والحمد لله كانت زياراتنا التي قمنا بها استجابة لدعوة رئيسي البلدين مثمرة وصادقة وناجحة للغاية.
وشاركنا خلال زيارتنا لدولة الإمارات العربية المتحدة، في القمة العالمية للحكومات التي عقدت في مدينة دبي، حيث تمت دعوتنا كضيف شرف. وعلى هامش القمة عقدنا عدة اجتماعات مع فخامة الرئيس الشيخ محمد ورؤساء الدول والحكومات المشاركين في القمة.
وبعد زيارة دبي توجهنا إلى القاهرة وعقدنا لقاءات ثنائية مع الرئيس السيسي بمشاركة وفدي البلدين. وتحدثنا بالتفصيل عن القضايا الثنائية، لاسيما التجارة والدفاع، وعلى الأخص القضية الفلسطينية.
وإضافة إلى ذلك، تناولنا الخطوات المشتركة التي يمكننا اتخاذها من أجل وقف المجازر المرتكبة في قطاع غزة وضمان وصول المساعدات إلى المنطقة دون أي عراقيل. لقد قدمت مصر دعما جديا سواء في نقل الجرحى إلى بلدنا أو في إيصال أكثر من 37 ألف طن من مواد المساعدات الإنسانية التي أرسلناها إلى قطاع غزة. وسنستضيف غدا الرئيس الفلسطيني محمود عباس في تركيا لبحث هذه القضايا.
منتدى أنطاليا الدبلوماسي
خصصنا اليوم الأول من شهر مارس/ آذار لمنتدى أنطاليا الدبلوماسي الذي أصبح الآن أحد أهم الفعاليات الدولية في العالم، حيث شارك في المنتدى الذي عقد للمرة الثالثة هذا العام نحو 4700 شخص من 148 دولة. وعلى هامش المنتدى، التقينا 11 رئيس دولة وحكومة. وكانت القضية الأكثر أهمية على جدول أعمالنا في خطابنا في افتتاح المنتدى وفي اجتماعاتنا، هي قضية غزة وفلسطين، إضافة إلى قضايانا الثنائية. كما رأينا مرة أخرى في منتدى أنطاليا الدبلوماسي، أن إنجازات تركيا قوبلت باهتمام في مختلف أنحاء العالم.
"تركيا تبذل قصارى جهدها من أجل فلسطين"
إن من الواضح بشكل جلي من الذي يسمح ويؤيد ويقف متفرجا، بل ويبتهج سرا بالمجازر التي ارتكبتها وترتكبها إسرائيل في قطاع غزة. نحن في تركيا نحاول دعم إخواننا في غزة من خلال مبادراتنا الدبلوماسية ومساعداتنا الإنسانية وصرخاتنا الصادقة.
إن تركيا تبذل قصارى جهدها من أجل قطاع غزة وفلسطين، وستواصل القيام بذلك. ولكن حل هذه المشكلة يعتمد على تحقيق وحدة نهج فعّال وحازم على المستوى الدولي. وعلى وجه الخصوص، هناك حاجة ماسّة أكثر من أي وقت مضى إلى تحرك العالم الإسلامي في إطار كيان واحد، تماما مثل طوب الجدار المتماسك ببعضه البعض. ولا داعي للحديث عن إصابة المؤسسات الدولية بالشلل وهي التي من المفترض أن تحول دون وقوع هذه الوحشية، وكيف تم قمع حتى أولئك الذين أرادوا فقط التحدث بالكلام عن الوحشية، وكيف أصبحت الشراسة الصهيونية الفاشية بلا حدود.
إن أول بناء استيطاني يهودي سيتم تشييده في قطاع غزة. سيكون وحده كافيا لإظهار أن سبب هذه الوحشية ليس سوى السرقة وانعدام الأخلاق وانعدام الشرف. إن مستقبل أي بلد أو أي شعب يضفي الشرعية على الاغتصاب المستمر بشكل ممنهج للأراضي الفلسطينية منذ الحرب العالمية الثانية، لن يكون آمنا. وعندما يتعرض هؤلاء غدا إلى أعمال القتل والسرقة التي لا يبالون لها وهي تحدث للفلسطينيين اليوم، فلن يكون لهذه الدول وشعوبها وجه لطلب المساعدة من أحد. إن الهدف من هذا الحديث المؤلم ولكنه حقيقي في نفس الوقت ليس تهديدا لأحد، بل فقط للتذكير بما سيحدث في المستقبل.