تحميل...

ألقى الرئيس أردوغان كلمة في افتتاح الاجتماع التشاوري العالمي لعلماء المسلمين

 

قال رئيس الجمهورية السيد رجب طيب أردوغان في كلمة له خلال مشاركته في الجلسة الافتتاحية للقمة التشاورية لعلماء العالم الإسلامي: "نحن نبذل جهودا حثيثة لوقف إراقة الدماء في غزة ومنع الهجمات الإسرائيلية. تركيا هي الدولة الأكثر تقديما للمساعدات الإنسانية إلى غزة بنحو 54 ألف طن".

شارك الرئيس أردوغان، في الجلسة الافتتاحية للقمة التشاورية لعلماء العالم الإسلامي في إسطنبول.

"إسرائيل تواصل سفك دماء الأبرياء"

وفي كلمة القاها خلال الافتتاح أشار الرئيس أردوغان، إلى أن غزة تشهد منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول إحدى أكثر المجازر وحشية في تاريخ البشرية، مضيفا: إن "إسرائيل التي وسعت أراضيها منذ إنشائها عبر الاحتلال والقمع واللصوصية تواصل إراقة دماء الأبرياء. وحتى الآن، قُتل 15 ألف طفل بطريقة وحشية، واستشهد 35 ألف من إخوتنا في فلسطين معظمهم من النساء والمدنيين، وأصيب 80 ألفاً. واضطر نحو مليوني شخص إلى الهجرة من ديارهم وبلادهم. إن غزة كانت سجناً مفتوحا قبل 7 أكتوبر، وقد تحولت خلال الـ 219 يوما الماضية إلى معسكر اعتقال وإبادة، وهو ما لم نر مثالا عليه سوى في ألمانيا إبان عهد هتلر. لقد رأينا مشاهد تعجز الكلمات عن وصفها، حيث أمطرت القنابل على المستشفيات ودور العبادة والمدارس والأماكن السكنية المدنية التي كان لا يمكن المساس بها حتى في الحرب. إن إسرائيل ضربت عرض الحائط بكل المبادئ والقواعد والأعراف المتعلقة بحقوق الإنسان والحريات على مرأى ومسمع من العالم".

"غزة أصبحت بمثابة اختبار حقيقي للقيم التي تم الترويج لها منذ عقود"

لفت الرئيس أردوغان إلى أنه تم استهداف 150 صحفيا بالإضافة إلى موظفي الأمم المتحدة والعاملين في مجال الإغاثة الإنسانية على يد القوات الإسرائيلي، إلى جانب الأعمال الوحشية والفظائع التي ارتكبت في غزة والأراضي الفلسطينية المحتلة على مدار 219 يومًا الماضية.

وأشار إلى أن غزة أصبحت بمثابة اختبار حقيقي للقيم التي تم الترويج لها منذ عقود، واستطرد قائلا: " لقد تم الكشف عن الوجه الحقيقي للنظام الدولي والمنظمات الدولية. لقد رأينا الكثير في هذه الأثناء. قد رأينا دولاً تلقننا دروسا حول حقوق الإنسان والحريات بشكل مستمر وتدعم علناً قتلة 35 ألف من سكان غزة. لقد رأينا وسائل الإعلام العالمية لم تنطق ولو بجملة واحدة عن الصحفيين الـ 150 الذين سفكت إسرائيل دماءهم. وشهدنا فشل الأمم المتحدة في حماية حياة الفلسطينيين، ناهيك عن حماية موظفيها. لقد رأينا من يعتبر حق الاحتجاج مقدسا لا يتسامح مع المسيرات التي تقام لدعم فلسطين".

"نحن نتضامن بشكل كامل مع الشعب الفلسطيني منذ الوهلة الأولى"

أشار الرئيس أردوغان إلى أن تركيا متضامنة تمامًا مع الشعب الفلسطيني منذ الوهلة الأولى أمام هذا المشهد الخطير، مضيفا: "نحن نبذل جهودا حثيثة لوقف إراقة الدماء في غزة ومنع الهجمات الإسرائيلية. تركيا هي الدولة الأكثر تقديما للمساعدات الإنسانية إلى غزة بنحو 54 ألف طن. نحن نرسل 127 طنًا من مياه الشرب النظيفة أسبوعيًا إلى غزة، التي دمرت إسرائيل مواردها المائية. كما نعالج في مستشفيات بلادنا ما يزيد على 400 مريض وجريح من غزة، بينهم مرضى سرطان. ونرسل "سفن الخير" الخاصة بنا إلى المنطقة بشكل دوري. نحن نقدم كافة أنواع الدعم لفلسطين رغم كافة محاولات التخويف والترهيب التي تمارسها الشبكة الصهيونية العالمية".

"أوقفنا التجارة مع إسرائيل بالكامل"

شدد الرئيس أردوغان، على أنه وحكومته على اتصال وثيق للغاية مع الحكومة الفلسطينية وقادة حماس، وأردف بالقول: "بالإضافة إلى المساعدات الإنسانية، اتخذنا العديد من الخطوات في مجالات الدبلوماسية والتجارة والقانون من أجل تكثيف الضغط على إسرائيل. في المرحلة الأولى، فرضنا قيودًا على تصدير منتجات من 54 فئة مختلفة إلى إسرائيل. وفي وقت لاحق، أوقفنا التجارة مع إسرائيل بالكامل لإجبار إسرائيل على إعلان وقف إطلاق النار والسماح بمرور المزيد من المساعدات الإنسانية. بالقرار الذي اتخذناه، تخلينا عن حجم تجارة قدره 9.5 مليار دولار. ومن خلا انضمامنا إلى دعوى الإبادة الجماعية المرفوعة ضد إسرائيل في محكمة العدل الدولية، فإننا نهدف إلى التأكد من محاسبة القتلة".

"الإدارة الإسرائيلية لا تعترف بأي قواعد أو حدود"

أشار الرئيس أردوغان، إلى أن إسرائيل لا تهاجم الأراضي الفلسطينية للمرة الأولى، مضيفا: إن "إسرائيل لا ترتكب إبادة جماعية ضد الشعب الفلسطيني للمرة الأولى. إننا نشهد اعتداءات إسرائيل كل يوم تقريبا منذ عام 1948. وسياسات الاحتلال والمجازر، التي بدأت منذ 76 عاما، تتصاعد يوما بعد يوم. إن التوسعية الصهيونية ترى أن لها الحق في اغتصاب أراضي الشعب الفلسطيني، وإراقة دماء الأبرياء إذا لزم الأمر من أجل هذا الغرض. وحلم الأرض الموعودة أعماهم، والإدارة الإسرائيلية لا تعترف بأي قواعد أو حدود أو أخلاق من أجل تحقيق هذا الهدف. لا يمكننا أن نتطلع إلى الإنسانية من أولئك الذين يتصرفون كتنظيم إرهابي تلطخت يداه بالدماء بدلاً من أن يكونوا دولة تلتزم بالقانون الدولي".

"من العبث انتظار ممارسة الضغط على إسرائيل من قبل أسياد النظام العالمي"

لفت الرئيس أردوغان، إلى أن الدول الغربية ستواصل دعم إسرائيل من خلال تجاهل الإبادة الجماعية في غزة واستخدام "حماس" كذريعة. مؤكدا أن ما حدث خلال الـ 219 يومًا الماضية أوضح أنه من العبث انتظار ممارسة الضغط على إسرائيل من قبل "أسياد النظام العالمي" باستثناء الدول والمجتمعات صاحبة الضمير الحي.

وشدد على أن رد إسرائيل على موافقة حماس على اقتراح وقف إطلاق النار يوم الاثنين كان بمهاجمة الأبرياء في رفح، وأكد أنه لا أوروبا ولا الولايات المتحدة لم تتخذا أي خطوات حاسمة لإجبار إسرائيل على وقف إطلاق النار.

"أدعو جميع الدول التي لم تعترف بعد بدولة فلسطين الاعتراف بها في أقرب وقت"

ذكّر الرئيس أردوغان، بالمتعاونين مع إسرائيل ووقوفهم إلى جانبها في التصويت الأخير في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، واستخدامهم حق النقض ضد العضوية الكاملة لفلسطين، وأضاف بالقول: إن " تصويت 143 دولة بـ "نعم" في الجمعية العامة للأمم المتحدة لصالح عضوية كاملة لدولة فلسطين، يغد بمثابة مؤشرا على عزلة إسرائيل والمتعاونين معها على المستوى الدولي".

وأعرب عن امتنانه ودعم بلاده الكبير لقرار الجمعية العامة الأممية قائلاً: "ندعو جميع الدول التي لم تعترف بعد إلى الاعتراف بدولة فلسطين في أقرب وقت".

كما شدد الرئيس أردوغان، على أن تركيا ستواصل الدفاع عن إخوانها وأخواتها الفلسطينيين بكافة إمكاناتها، وأنها لن تسمح لإسرائيل بإسكات صوت كل صاحب ضمير من خلال عصا معاداة السامية.

join us icon
انضم إلينا لنكن أقوى.