تحميل...

جاء ذلك خلال مؤتمر صحفي مشترك عقده الرئيس أردوغان مع الرئيس المصري السيسي

 

قال رئيس الجمهورية السيد رجب طيب أردوغان، في مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره المصري عبد الفتاح السيسي، "لا نريد أبدًا صراعًا أو توترًا أو أزمة في أفريقيا أو الشرق الأوسط أو في مناطق أخرى تجمعنا بها علاقات مودة. لذلك نحن عازمون على زيادة الاتصالات مع مصر على كافة المستويات من أجل إحلال السلام والاستقرار في المنطقة".

جاء ذلك في مؤتمر صحفي مشترك عقده الرئيس أردوغان، مع نظيره المصري عبد الفتاح السيسي، عقب لقاء ثنائي بينهما وآخر بين وفدي البلدين.

أعرب الرئيس أردوغان في مستهل كلمته عن سعادته البالغة بتواجده في القاهرة مجددا بعد غياب دام اثني عشر عامًا، تلبية لدعوة نظيره المصري عبد الفتاح السيسي، متوجها بجزيل للشعب المصري ورئيسه السيسي، على حسن الاستقبال والضيافة له وللوفد المرافق له.

"التجارة والاقتصاد يشكلان قاطرة تعاوننا"

لفت الرئيس أردوغان، إلى أن تركيا لديها تاريخ وثقافة مشتركة متشابكة مع مصر يعود تاريخها إلى أكثر من ألف عام. مؤكدا أنه وحكومته يسعون جاهدين لرفع العلاقات التركية المصرية إلى المستوى الذي تستحقه، عبر القوة التي المستمدة من هذا التراث العميق المتجذر وأن هناك إرادة قوية مماثلة في هذا السياق من الجانب المصري.

وشدد على أنه وحكومته رفعوا مجلس التعاون الاستراتيجي رفيع المستوى إلى مستوى الرؤساء، مضيفا: " أخبرت أخي العزيز أنني أنتظره في أنقرة في أول فرصة لعقد اجتماع مجلسنا. وأعتقد أن هذه الزيارة ستكون نقطة تحول جديدة في علاقاتنا. إن التجارة والاقتصاد يشكلان قاطرة تعاوننا. اتفقنا في مشاوراتنا اليوم على رفع حجم التجارة إلى 15 مليار دولار في وقت قصير. كما أننا عازمون على زيادة استثماراتنا التي تقترب من 3 مليارات دولار. لقد تبادلنا خلال اجتماعاتنا وجهات النظر بشأن الخطوات الإضافية التي يمكننا اتخاذها في هذا السياق. إن الصناعات الدفاعية هو المجال الأخر الذي لدينا فيه إمكانات جادة. ومصر تقوم باستثمارات مهمة في قطاع الدفاع، وأنا واثق بأننا سنتعاون معها لتطوير مشاريع مشتركة. كما نقيم فرص تطوير تعاوننا في مجالات الغاز الطبيعي المسال والطاقة النووية والمتجددة".

وأفاد الرئيس أردوغان، أنه وحكومته سيبذلون جهودًا لتعزيز العلاقات القائمة مع مصر في مجالات السياحة والتعليم والثقافة، مشيرا إلى أن معهد يونس إمري بالقاهرة هو الفرع الذي يلاقي أكثر اهتمامًا بدورات اللغة التركية في العالم، وأعرب عن سروره بتسجيل 22 ألف طالب مصري لدورات تعلم اللغة التركية العام الماضي.

"إدارة نتنياهو تواصل سياسة المجازر بطيش"

أوضح الرئيس أردوغان أن المأساة الإنسانية التي تشهدها الأراضي الفلسطينية المحتلة، وخاصة غزة، كانت في طليعة بنود جدول أعمال مباحثاته مع الرئيس المصري السيسي، واستطرد قائلا: "لقد استشهد في الهجمات الإسرائيلية أكثر من 28 ألف فلسطيني، معظمهم من الأطفال والنساء، وأصيب نحو 70 ألف فلسطيني بريء. لقد تم قصف المساجد والكنائس والمستشفيات والمدارس ومباني الأمم المتحدة، التي لا ينبغي المساس بها حتى في الحرب. إن إدارة نتنياهو تواصل سياسة الاحتلال والتدمير والمجازر بطيش وتهور رغم كل ردود الفعل".

وأكد أن أولوية تركيا هي التوصل إلى وقف إطلاق نار في أقرب وقت وإيصال المساعدات الإنسانية إلى غزة دون معوقات، واستطرد قائلا: "لقد أرسلنا حتى الآن أكثر من 34 ألف طن من إمدادات المساعدات الإنسانية إلى المنطقة بالطائرات والسفن. وأود هنا أن أسلط الضوء على دعم السلطات المصرية في توصيل المساعدات، وأتوجه بجزيل الشكر لكافة المؤسسات ذات الصلة في مصر، بما في ذلك الهلال الأحمر ووزارة الصحة والسكان".

"تركيا ستواصل التعاون والتضامن مع الأشقاء المصريين لوقف إراقة الدماء في قطاع غزة"

ذكر الرئيس أردوغان، أنه بالإضافة إلى المساعدات الإنسانية التي تقدمها تركيا، تم جلب أكثر من 700 فلسطيني إلى تركيا عبر مصر لتلقي العلاج، وقال: " يعمل خبراؤنا على بناء مستشفى ميداني في غزة. ونحن على ثقة من أن إخواننا وأخواتنا المصريين سيقدمون الدعم لتشغيل المستشفى في أسرع وقت ممكن. إن محاولات تهجير سكان غزة من أراضيهم هي بحكم العدم وأن إخلاء القطاع من سكانه أمر لا يمكن قبوله على الإطلاق في نظرنا. ونحن نرحب ونؤيد موقف مصر الحازم بشأن هذه القضية. ويتعين على إدارة نتنياهو أن تمتنع عن توسيع مجازرها إلى رفح، الملجأ الأخير للمدنيين في غزة. ويتعين على المجتمع الدولي، وفي مقدمته العالم الإسلامي والأمم المتحدة، ألا يسمح بمثل هذا الجنون الذي قد يؤدي إلى إبادة جماعية. وسنواصل التعاون والتضامن مع إخواننا وأخواتنا المصريين لوضع حد لسفك الدماء في غزة. نحن على استعداد للعمل مع مصر من أجل إنعاش وإعادة إعمار غزة على المدى المتوسط".

وأشار إلى أنه تم التطرق إلى التطورات في ليبيا والسودان والصومال أيضًا، معربا عن دعم تركيا الكامل لوحدة وسلام وسلامة أراضي هذه الدول الشقيقة الثلاثة، وأضاف: "لا نريد أبدًا صراعًا أو توترًا أو أزمة في أفريقيا أو الشرق الأوسط أو في مناطق أخرى تجمعنا بها علاقات مودة. لذلك نحن عازمون على زيادة الاتصالات مع مصر على كافة المستويات من أجل إحلال السلام والاستقرار في المنطقة".

join us icon
انضم إلينا لنكن أقوى.