تحميل...

" سننأى ببلدنا من التداعيات السلبية للأزمات المحيطة بنا في المنطقة"

 

قال رئيس الجمهورية السيد رجب طيب أردوغان، في خطاب ألقاه عقب ترأسه اجتماع مجلس الحكومة الرئاسية: إن "ثقة 86 مليون مواطن أمانة بين أيدٍ أمينة وكفؤة. وبمشيئة الله تعالى، لن يستطيع أحد أن يعرقل مسيرة بناء مئوية تركيا. وكما تجاوزنا العديد من الصعاب حتى اليوم بجبين مرفوع، سنواصل حماية بلدنا من التداعيات السلبية للأزمات المحيطة بنا في المنطقة".

ترأس الرئيس أردوغان اجتماع مجلس الحكومة الرئاسية في المجمع الرئاسي بالعاصمة أنقرة، وعقب الاجتماع ألقى خطابا موجها للشعب تطرق فيه إلى القضايا التي تم تناولها في الاجتماع، حيث قال:

إن "ثقة 86 مليون مواطن أمانة بين أيدٍ أمينة وكفؤة. وبمشيئة الله تعالى، لن يستطيع أحد أن يعرقل مسيرة بناء مئوية تركيا. وكما تجاوزنا العديد من الصعاب حتى اليوم بجبين مرفوع، سنواصل حماية بلدنا من التداعيات السلبية للأزمات المحيطة بنا في المنطقة. إن إضعاف بلدنا عبر الاستقطاب السياسي والاجتماعي، أو من خلال إثارة التوتر بسياسات الشارع والخطابات الوطنية الجوفاء لا يصب في مصلحة أي طرف".

" نبذل جهودًا دبلوماسية مكثفة لوقف الصراع"

أشار الرئيس أردوغان، إلى أن المنطقة شهدت توترات وصراعات وحروبا خطيرة، مضيفًا: "ولا تزال الحرب بين روسيا وأوكرانيا مستمرة، بما تخلّفه من عواقب وخيمة ترهق كلا الطرفين. ورغم أن التوتر بين باكستان والهند لم يتحوّل إلى صراع طويل الأمد، فإنه ما زال يُشكّل تهديدًا حقيقيًا نظرًا لما يمتلكه الطرفان من قدرات هائلة. أما المجازر التي ارتكبتها إسرائيل في غزة أمام أنظار العالم، إضافة إلى تصرفاتها المتهورة في لبنان وسوريا، فإنها تدمي قلوبنا جميعًا. واليوم، ها هي إسرائيل تشن هجومًا جديدًا على جارتنا إيران. ويتّضح، يومًا بعد يوم، أن هذا الهجوم الذي زُعِم أنه يستهدف المنشآت النووية، له أهداف خبيثة وشاملة للغاية. لقد دعونا، منذ البداية، إلى ضرورة معالجة الملف النووي الإيراني عبر الحوار والمفاوضات، وما زلنا نؤمن بأن الحوار هو السبيل الأمثل لحل هذا النزاع".

وتابع: "منذ يوم الجمعة بذلت أنا شخصيًا ووزير الخارجية جهودا دبلوماسية مكثفة لوقف الصراع. وخلال هذه الفترة، أجريا اتصالات هاتفية مع العديد من القادة بينهم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، والرئيس الإيراني محمد باقِر قاليباف، والرئيس الروسي فلاديمير بوتين، والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، والملك عبد الله الثاني ملك الأردن، وولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، ورئيس وزراء باكستان شهباز شريف، والرئيس السوري أحمد الشرع، وسلطان عُمان هيثم بن طارق، وأمير الكويت الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح، والرئيس العراقي محمد شياع السوداني. وخلال هذه الاتصالات لفت الانتباه إلى التهديدات الجسيمة والمخاطر المتصاعدة التي يشكّلها العدوان الإسرائيلي، الذي بلغ حدّ قطاع الطرق، على أمن واستقرار منطقتنا بأسرها. وأكدنا أن الحل لا يمكن أن يتحقّق إلا عبر الدبلوماسية والحوار. وقد أبلغنا جميع محاورينا، بكل صراحة، أن تركيا مستعدة للقيام بكل ما يلزم، بما في ذلك الوساطة وتوفير التسهيلات اللازمة لدعم مسار الحل السلمي".

"إسرائيل التي دمرت غزة وتعربد على دول المنطقة قد تدرك خطأها في المستقبل ولكن حينها سيكون الأوان قد فات"

أفاد الرئيس أردوغان، أن إسرائيل التي دمرت غزة وتعربد على دول المنطقة قد تدرك خطأها في المستقبل ولكن حينها سيكون الأوان قد فات، وأضاف بالقول: " علينا أن نتذكّر دومًا أن أي دولة في هذه المنطقة العريقة لا يمكن اختزالها في حدودها الجغرافية أو إدارتها السياسية فقط. فالعلاقات التاريخية العميقة والمتجذّرة، والتي تمتد لآلاف السنين، تجعل من كل حدث يقع في منطقتنا مؤثرًا على الجميع، وله انعكاسات مترابطة على المدى المتوسط والبعيد. في الحقيقة، إن الاعتداء على الشعب الفلسطيني وأرضه لا يُعدّ مجرد حادث يخص بضعة ملايين من البشر هناك، كما أن استهداف الأراضي الإيرانية وشعبها لا يمكن اعتباره شأنًا خاصًا بالدولة الإيرانية وحدها. وينطبق هذا الأمر أيضًا على جغرافيا باكستان وأفغانستان، وعلى الجمهوريات التركية، وشعوب شمال إفريقيا. وعلى وجه الخصوص، عندما يتعلق الأمر بتركيا، فإن الحديث يدور عن قوة حضارية ذات نفوذ يتجاوز حدود القارات. إن كل خطوة تُتخذ في منطقتنا دون مراعاة لهذه الحقائق التاريخية والروابط العميقة، تُمهّد الطريق لكوارث جديدة. وغالبًا ما تؤول هذه الكوارث إلى زوال الظالمين أنفسهم. لذلك، فإن إسرائيل تُخاطر بوجودها ومستقبل مجتمعها، خطوةً بعد خطوة، مع كل قمع تمارسه، وكل دم تريقه، وكل جريمة ضد الإنسانية ترتكبها. لأن القمع لا يَنتج عنه شفاء، ونهايته دائمًا ندمٌ عميق".

"أصبحنا اليوم من بين الدول الرائدة عالميًا في مجال الطائرات المُسيّرة"

قال الرئيس أردوغان: "علينا أن نستوعب جيدًا الرسائل العميقة التي تحملها لنا الأزمات التي تمر بها منطقتنا، والتي تمسّ دولتنا وأمتنا وشعبنا في مختلف جوانب الحياة. إن لم تكن قويًا سياسيًا، واجتماعيًا، واقتصاديًا، وعسكريًا، وإن لم تكن مكتفيًا ذاتيًا وتملك قدرة الردع، فإن مهمتك شاقة للغاية. فمن يرى نفسه أقوى منك قد يهاجمك في أي لحظة، يُخضعك، يفرض عليك شروطه، ويُهين كرامتك. لكن نحن كشعب، نمتلك من العزّة والكرامة ما يجعلنا نُفضّل الموت بشرف على حياة يُرافقها الذلّ والمهانة. لقد قلتها من قبل، وأكررها الآن: نُفضّل أن نُدفن بشرف تحت الأرض، على أن نعيش بذل فوقها. وقد أثبتنا هذه الإرادة مرارًا وتكرارًا في تاريخنا المليء بالتضحيات والنضال. إن مواجهة هذا الواقع لا تكون بالتصريحات الرنانة أو الكلمات المنمّقة الخالية من المضمون، كما يفعل البعض. بل تكون بالعمل الجاد، وبالاجتهاد، وبالتطوّر، وبالإنتاج، وبإثبات الجدارة والنضج أمام العالم أجمع".

وأكد الرئيس أردوغان أن تركيا ستصل خلال مدة ليست بالطويلة إلى مستوى من القدرات الدفاعية بحيث لن يجرؤ أحد على التطاول عليها، وأردف: "في ضوء التطورات الأخيرة نضع خطط إنتاج لرفع مخزوننا من الصواريخ المتوسطة والطويلة المدى إلى مستوى الردع".

وأشار إلى أن تركيا وصلت إلى مرحلة تصنيع منتجاتها الدفاعية شكل وكم يدعمان قدرتها على الردع.

join us icon
انضم إلينا لنكن أقوى.