ألقى الرئيس أردوغان كلمة للأمة بعد اجتماع مجلس الوزراء
قال رئيس الجمهورية السيد رجب طيب أردوغان، في خطاب ألقاه عقب ترأسه اجتماع مجلس الحكومة الرئاسية، إن " تركيا بلد لا يمكن حصره في كتلة معينة نظرا لروابطه الجغرافية والبشرية والاقتصادية والتاريخية. وبالنسبة لنا فإن تحسين علاقاتنا مع الغرب لا يقل أهمية عن تعزيز تعاوننا مع مناطق أخرى بدءا من آسيا وأفريقيا وصولا إلى أمريكا اللاتينية".
علاقاتنا مع الغرب لا يقل أهمية عن تعزيز تعاوننا مع مناطق أخرى بدءا من آسيا وأفريقيا وصولا إلى أمريكا اللاتينية".
ترأس الرئيس أردوغان اجتماع مجلس الحكومة الرئاسية في المجمع الرئاسي بالعاصمة أنقرة، وعقب الاجتماع ألقى خطابا موجها للشعب تطرق فيه إلى القضايا التي تم تناولها في الاجتماع.
" قمة الناتو أعادت التأكيد على الدور الأساسي لتركيا داخل الحلف"
قال الرئيس أردوغان: "لقد شددت قمة رؤساء دول وحكومات حلف شمال الأطلسي (الناتو)، التي عقدت في واشنطن في الفترة من 9 إلى 11 يوليو/تموز دور تركيا الذي لا غنى عنه داخل الحلف. في هذه القمة التاريخية، التي تتزامن مع الذكرى الخامسة والسبعين لتأسيس الحلف، أعربنا عن تطلعاتنا من حلفائنا بشأن القضايا ذات الأهمية الحيوية لبلدنا، ولاسيما الصناعات الدفاعية ومكافحة الإرهاب. وما زلنا بعيدين كل البعد عن التعاون الذي نرغب فيه في كلا الموضوعين. إن الأسلحة التي يمانع حلفاؤنا في تزويدنا بها نعثر عليها في ملاجئ التنظيم الإرهابي الانفصالي (بي كي كي)، ناهيك عن آلاف الشاحنات المحملة بالأسلحة والذخيرة التي تم إرسالها إلى الفرع السوري للتنظيم تحت ستار محاربة داعش. ونلاحظ الجهود المبذولة لرفع التحديات المتعلقة ببعض المواد الحيوية المتعلقة بتجارة الصناعات الدفاعية ومن الواضح أن هذه الأمور تتعارض مع روح التضامن والتحالف التي تشكل الركيزة الداعمة لحلف شمال الأطلسي، شددنا في محادثاتنا على ضرورة حل هذه المشاكل بسرعة".
"تركيا على استعداد للقيام بأي دور بما في ذلك دور الدولة الضامنة من أجل إحلال السلام في المنطقة"
قال الرئيس أردوغان فيما يتعلق بالوضع في غزة: "لقد طرحنا المجزرة التي تعرض لها إخواننا في غزة منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول، سواء في الجلسات أو في لقاءاتنا الثنائية، ولفتنا الانتباه إلى أن وضع حد لإسرائيل ضروري ليس لمنطقتنا فحسب، بل أيضا لسلام وأمن البشرية جمعاء. نحن في تركيا حشدنا كافة الوسائل لإجبار الإدارة الإسرائيلية الحالية على وقف إطلاق النار، من بينها وقف التبادل التجاري بين بلدينا، بالإضافة إلى قرارنا بالتدخل في قضية الإبادة الجماعية المرفوعة ضد إسرائيل في محكمة العدل الدولية. ونحن نستخدم الأدوات المتوفرة لدينا داخل حلف شمال الأطلسي لهذا الغرض. إن تركيا لن توافق على مبادرات التعاون بين إسرائيل وحلف شمال الأطلسي (الناتو) حتى يتحقق السلام الدائم في فلسطين، وقد أكدنا بوضوح على موقفنا الحازم بشأن هذه القضية في القمة. لن نغير موقفنا تجاه إسرائيل طالما استمرت سياسة المجازر والاحتلال والإبادة الجماعية التي تنتهجها في غزة وبقية الأراضي الفلسطينية".
وتابع: "على الرغم من أن إسرائيل أظهرت كافة أنواع القسوة والهمجية والوحشية خلال 285 يومًا منذ 7 أكتوبر، إلا أنها لم تكن قادرة على كسر تصميم الشعب الفلسطيني على المقاومة. حيث يواصل إخواننا وأخواتنا الفلسطينيون الدفاع ببطولة عن أرضهم بكرامة كبيرة، والتي ستكون مثالاً يحتذى به لكافة المسلمين والإنسانية".
كما جدد الرئيس أردوغان، تأكيده على استعداد تركيا للقيام بأي دور، بما في ذلك دور الدولة الضامنة، من أجل إحلال السلام في المنطقة، وقال: إن " تركيا بلد لا يمكن حصره في كتلة معينة نظرا لروابطه الجغرافية والبشرية والاقتصادية والتاريخية. وبالنسبة لنا فإن تحسين علاقاتنا مع الغرب لا يقل أهمية عن تعزيز تعاوننا مع مناطق أخرى بدءا من آسيا وأفريقيا وصولا إلى أمريكا اللاتينية".
كما قال الرئيس أردوغان: "نحن لا ندير ظهرنا للشرق من أجل الغرب، ولا نهمل الغرب من أجل الشرق. بل نحسن علاقاتنا مع الجميع، بدءًا بجيراننا، بما يتماشى مع مصالح بلدنا".
وتابع: إن " حالة عدم الاستقرار في السياسة العالمية تعيق أيضًا حل مشاكل الاقتصاد العالمي. ولم تنتهي بعد أجواء التوقعات المتشائمة فيما يتعلق بالنمو والتوظيف والتضخم. لقد كشفت محاولة الاغتيال الشنيعة التي تعرض لها رئيس الولايات المتحدة السابق والمرشح الرئاسي الجمهوري السيد ترامب خلال عطلة نهاية الأسبوع مرة أخرى عن نقاط الضعف الموجودة في جميع أنحاء العالم. أدين مجددا محاولة الاغتيال هذه وأتمنى للسيد ترامب الشفاء العاجل".