"سنواصل حملات فحص الأغذية الصحية والآمنة ولن نسمح بالممارسات التجارية غير العادلة"
قال رئيس الجمهورية السيد رجب طيب أردوغان، في خطاب ألقاه عقب ترأسه اجتماع مجلس الحكومة الرئاسية: "سنواصل جهودنا من أجل ضمان أن تكون كل لقمة طعام تصل إلى موائد مواطنينا حلالا وصحية وآمنة. وبالإضافة إلى حملاتنا التفتيشية على الأغذية الصحية والآمنة، لن نسمح بالأسعار الباهظة والاحتكار والممارسات التجارية غير العادلة".
ترأس الرئيس أردوغان اجتماع مجلس الحكومة الرئاسية في المجمع الرئاسي بالعاصمة أنقرة، وعقب الاجتماع ألقى خطابا موجها للشعب تطرق فيه إلى القضايا التي تم تناولها في الاجتماع، حيث قال:
"لقد قمنا بما مجموعه مليون و103 آلاف عملية تفتيش على الأغذية، في إطار الجهود المبذولة على مستوى البلاد خلال عام 2025. وتم فحص جميع التفاصيل بكل دقة، بدءا من التسجيل والمصادقة إلى النظافة ومن التتبع إلى شروط التخزين. كما فرضنا غرامات إدارية بلغ مجموعها مليارين و206 ملايين ليرة تركية على 25 ألفا و750 شركة لم تلتزم باللوائح. ولم نتوقف عند هذا الحد، بل أحلنا 495 ملفا تمثل قضايا جنائية إلى مكتب المدعي العام. وطبقنا مؤخرا ممارسات جديدة لتعزيز شفافيتنا تجاه شعبنا.
سنواصل جهودنا من أجل ضمان أن تكون كل لقمة طعام تصل إلى موائد مواطنينا حلالا وصحية وآمنة. وبالإضافة إلى حملاتنا التفتيشية على الأغذية الصحية والآمنة، لن نسمح بالأسعار الباهظة والاحتكار والممارسات التجارية غير العادلة.
"تركيا تنظر إلى جميع طوائف سوريا كإخوة لها"
إن تركيا وريثة إمبراطورية ودولة عظيمة. والشعب التركي شعب له أهداف وأحلام طموحة. ومن أجل تحقيق هذه الأهداف، ننتهج سياسة متعددة الجوانب على الصعيدين المحلي والدولي. ونبذل جهودا للعيش بسلام مع جميع أصدقائنا وإخواننا الذين نشاركهم نفس التاريخ والمصير والمستقبل. نحن ندعو إلى السلام والعدالة والاستقرار والتنمية المشتركة والربح الجماعي على طول حدودنا الجنوبية من العراق إلى سوريا. نرحب بسير انتخابات مجلس النواب العراقي التي جرت عن جارنا العراق في 11 نوفمبر/ تشرين الثاني في أجواء هادئة وسلمية. ونسأل الله سبحانه وتعالى أن تعود هذه الانتخابات بالخير والفائدة على الشعب العراقي، وأؤكد وقوفنا إلى جانب أشقائنا العراقيين الآن وفي الفترة المقبلة أيضا.
نتابع بكل ترحيب الزخم الذي اكتسبته سوريا في العلاقات الدولية. ونحافظ على موقفنا الثابت تجاه تنفيذ اتفاقية 10 مارس/ آذار التي نؤمن بأنها ستعزز وحدة هذا البلد المجاور وتضامنه وسلامته. إن تركيا مستعدة للمساهمة بكل السبل في حل هذه القضية بكل سلاسة. ومع اقتراب الذكرى السنوية الأولى لثورة الثامن من ديسمبر/ كانون الأول، لا ينبغي لأحد أن يحلم في الماضي؛ بل على الجميع أن يبحث عن سبل للعمل برؤية مشتركة للمستقبل. ويجب عدم السماح بالإملاءات والترهيب والاستفزازات التي يمارسها أصحاب الطموحات التوسعية في منطقتنا. وكما ذكرت مرارا وتكرارا، إن تركيا تنظر إلى جميع طوائف سوريا كإخوة لها، وتتمنى السلام والأمن والرفاهية للجميع. وانطلاقا من هذا الفهم، سنواصل العمل بالحوار مع جميع الأطراف الفاعلة في المنطقة لإرساء سلام واستقرار دائمين في سوريا خلال الفترة المقبلة.
"نبذل قصارى جهدنا لإيصال المساعدات الإنسانية إلى غزة"
إننا نرى استمرار وقف إطلاق النار في غزة الذي تحقق بمساهمة بلدنا أيضا، رغم الانتهاكات أمرا بالغ الأهمية. إن حماس ملتزمة بتوقيعها وتفي بمسؤولياتها رغم كل استفزازات حكومة نتنياهو. كما أننا نرى أيضا أن الإدارة الأمريكية لا سيما السيد ترامب، يتخذ نهجا بناء في هذه القضية. ورغم أن المساعدات الإنسانية تواجه عقبات مختلفة بسبب إسرائيل، إلّا أننا نبذل قصارى جهدنا لإيصالها إلى غزة. لقد وصلت سفينتنا الثامنة عشرة بـحمولة مقدارها 810 أطنان من المساعدات الإنسانية، إلى ميناء العريش يوم الجمعة الماضي. وأرسلنا منها 47 شاحنة محملة بالإمدادات إلى معبر رفح. إن الوضع يتفاقم في غزة الآن بسبب برودة الطقس وبداية هطول الأمطار. يجب إنقاذ سكان غزة من خيامهم المؤقتة في أسرع وقت ممكن. وسيوفر نقل الحاويات من بلدنا إلى غزة راحة كبيرة للمتواجدين في الميدان. ولا تزال اتصالاتنا بهذا الشأن مستمرة.
"لن ينعم أي بلد في المنطقة بالأمن طالما بقيت الأراضي الفلسطينية مغتصبة"
يجب أن أشير إلى الحقيقة التالية وأوكد عليها، إن من المستحيل أن تنعم المنطقة بالهدوء والاستقرار والأمن بشكل كامل دون قيام دولة فلسطينية. ولن ينعم أي بلد في المنطقة بالأمن طالما بقي احتلال فلسطين مستمرا وبقيت فلسطين تنزف والأراضي الفلسطينية تغتصب. وكلما اقتربنا من حل الدولتين على أساس حدود عام 1967، انفتح باب السلام أكثر، وكلما ابتعدنا عنه سينغلق. أنا أؤمن بضرورة عدم تجاهل هذه الحقيقة أبدا. إن جميع جهود تركيا ومساعيها موجهة نحو هذا الهدف. نحن لا نهدف إلى إنقاذ الوضع الراهن فقط، بل نسعى إلى بناء مستقبل مزدهر. وسنعمل بأكثر جهدا في الفترة القادمة. وبإذن الله تعالى، سنضمن أن يكون طريق السلام الدائم في المنطقة مفتوحا على مصراعيه.