جاء ذلك خلال المؤتمر الصحفي المشترك الذي عقده الرئيس أردوغان مع المستشار الألماني شولتس

قال رئيس الجمهورية السيد رجب طيب أردوغان، في مؤتمر صحفي مشترك مع المستشار الألماني أولاف شولتس: إن " تعاوننا في مجال الصناعات الدفاعية كان أحد أهم المواضيع التي ركزنا عليها مع المستشار شولتس. ونحن نرغب بتعزيز تعاوننا مع ألمانيا في هذا المجال، وذلك من خلال ترك بعض المشاكل التي شهدناها في الماضي في سياق توريد منتجات الصناعة الدفاعية خلفنا".
جاء ذلك في مؤتمر صحفي مشترك عقده الرئيس أردوغان، مع المستشار الألماني أولاف شولتس، عقب لقاء ثنائي بينهما في مكتب رئاسة الجمهورية بقصر دولمه بهتشه في إسطنبول.
أعرب الرئيس أردوغان عن سعادته باستضافة المستشار الألماني أولاف شولتس، والوفد المرافق له في تركيا، ولفت الانتباه إلى العلاقات التي تربط تركيا بألمانيا حليفتها في حلف شمال الأطلسي، وأضاف: "إن الزيارات المتبادلة رفيعة المستوى الأخيرة بين بلدينا هي خير دليل على هذه الحقيقة".
وتابع: " إن " تعاوننا في مجال الصناعات الدفاعية كان أحد أهم المواضيع التي ركزنا عليها مع المستشار شولتس. ونحن نرغب بتعزيز تعاوننا مع ألمانيا في هذا المجال، وذلك عبر تجاوز بعض المشاكل التي شهدناها في الماضي والمتعلقة بتوريد منتجات الصناعات الدفاعية".
ولفت إلى أنه توصل مع شولتس إلى إرادة مشتركة لمكافحة التنظيمات الإرهابية وخاصة "بي كي كي" و"غولن" اللذين يشكلان تهديدا خطيرا لألمانيا أيضا.
"نحن كمجتمع دولي يتعين علينا بذل قصارى جهدنا"
أفاد الرئيس أردوغان، أنه أكد خلال اللقاء على أن الخطوات التي يتعين على الاتحاد الأوروبي اتخاذها، وخاصة تحديث الاتحاد الجمركي وتحرير التأشيرات، تصب في صالح الجميع، وقال: " أما المواضيع المهمة الأخرى التي ناقشناها هي الإبادة الجماعية التي ارتكبتها إسرائيل في غزة والأراضي الفلسطينية المحتلة والهجمات في لبنان. مع الأسف الشديد أن المأساة الإنسانية في المنطقة لا تزال مستمرة. كما قلت مرارا وتكرار من قبل، نحن كمجتمع دولي يتعين علينا بذل قصارى جهدنا لضمان وقف دائم لإطلاق النار، وتقديم المساعدات الإنسانية وممارسة الضغط اللازم على إسرائيل".
"نتطلع من كافة الجهات السياسية الفاعلة أن تضع حدا لسياسات إسرائيل العدوانية"
أكد الرئيس أردوغان، أنه طالما استمرت المجازر في فلسطين ولبنان، فلن تتمكن المنطقة وما بعدها من تحقيق السلام.
وأشار إلى أن أكثر من 50 ألف شخص قتلوا في المنطقة، وأردف بالقول: "نتطلع من كافة الجهات السياسية الفاعلة التي تتمتع بالضمير والبصيرة أن تأخذ زمام المبادرة وتضع حدا لسياسات إسرائيل العدوانية. ونحن في تركيا سنواصل موقفنا القائم على الضمير الحي الذي أظهرناه منذ الوهلة الأولى".
"أبوابنا مفتوحة دائمًا للاجئين القادمين إلى بلدنا من سوريا"
وفي معرض رده على سؤال بشأن الهجرة قال الرئيس أردوغان: كما تعلمون، استقبلنا في البداية حوالي 4 ملايين لاجئ من سوريا. ويوجد حاليًا حوالي 3.5 مليون لاجئ سوري في بلادنا. نحن نستضيفهم حاليًا في بلدنا، وقد تمكنا من إنجاح هذه العملية من خلال مناقشتها معًا وتقديم كل أنواع الدعم لهم خلال فترة ولاية السيدة ميركل، وحتى الآن، أبوابنا مفتوحة دائمًا للاجئين القادمين إلى بلدنا من سوريا، وهو مفتوح بشكل خاص الآن خلال الحرب، إذا كان هناك أشخاص يمكنهم القدوم إلى تركيا من هناك، بما في ذلك لبنان، فقد أبقينا أبوابنا مفتوحة لهم. خصوصا أن هناك أعداد كبيرة من التركمان في لبنان، ونحن نرحب بأبناء جلدتنا من التركمان".
ردًا على سؤال بشأن الإسلاموفوبيا، قال الرئيس أردوغان: "مع الأسف الشديد تتصاعد الإسلاموفوبيا على نطاق واسع بشكل رئيسي في أوروبا. يؤسفني مجددا أن أقول إن الإسلاموفوبيا، التي تقودها منظمات مثل بي كي كي ومنظمة غولن الإرهابية، تستمر على نطاق واسع في ألمانيا. لقد اتفقنا اليوم، مع صديقي العزيز السيد المستشار، على خوض معركة مشتركة من خلال إظهار موقف مشترك تجاه هذه المنظمات الإرهابية. وسنواصل هذه المعركة ضد الإرهاب في ألمانيا. وسيكون وزير خارجيتنا وجهازنا الاستخباراتي على اتصال بنظرائهما وبمشئية الله تعالى سنواصل هذه المعركة بتضامن".
"إسرائيل تواصل مجازرها بلا رحمة في لبنان"
وردا على سؤال حول استمرار دعم بعض الدول لإسرائيل في مهاجمة غزة ولبنان، أشار الرئيس أردوغان، إلى أن عقلية إسرائيل ونتنياهو قائمة على توسيع هذه الحرب لا إبقاؤها ضمن دائرة معينة، مضيفا: "من الواضح أن الوسائل التي تمتلكها إسرائيل لا تقارن بالدول الأخرى. لقد بدأوا الآن في وضع يسمح لهم باستخدام طائرات إف-35. إسرائيل لديها كل الوسائل، مثل الصواريخ والقذائف وما إلى ذلك. وماذا تفعل الآن؟ إنها تدخل الآن فترة التمديد. وخلال هذه الفترة، امتدت الحرب التي بدأت في غزة الآن إلى لبنان. مع الأسف الشديد تواصل إسرائيل مجازرها بلا رحمة في لبنان أيضًا. نتنياهو يواصل المجازر".
وفي إشارة إلى النهج الذي يتبناه الغرب، والولايات المتحدة على وجه الخصوص، قال الرئيس أردوغان: "إن توريد الأسلحة والذخيرة والمركبات والمعدات ليس بالأمر الصعب بالفعل بالنسبة لإسرائيل. إنهم يرسلونها إلى إسرائيل بكميات كبيرة، وتستمر إسرائيل في ارتكاب مجازرها في المنطقة بهذه الوسائل. وفي مواجهة كل هذا، تدرس تركيا ما يمكنها فعله فيما يتعلق بالأغذية والذخيرة بشكل خاص. نحن نرسل ما نستطيع عبر الهلال الأحمر على وجه الخصوص، وسنواصل القيام بذلك".