تحميل...

"عضوية تركيا الكاملة وحدها القادرة على إنقاذ الاتحاد الأوروبي من المأزق الذي وقع فيه"

 

قال رئيس الجمهورية السيد رجب طيب أردوغان، في خطاب ألقاه عقب ترأسه اجتماع مجلس الحكومة الرئاسية: "إن تركيا وحدها القادرة على إنقاذ الاتحاد الأوروبي من المأزق الذي وقع فيه، بدءا من المجالات الاقتصادية والسياسية وصولا إلى الصناعات الدفاعية والسمعة الدولية".

ترأس الرئيس أردوغان اجتماع مجلس الحكومة الرئاسية في المجمع الرئاسي بالعاصمة أنقرة، وعقب الاجتماع ألقى خطابا موجها للشعب تطرق فيه إلى القضايا التي تم تناولها في الاجتماع، حيث قال:

"نحن نواصل كفاحنا بصبر لبناء تركيا عظمى وقوية"

لقد أنهينا قبل قليل اجتماع مجلس الحكومة الرئاسية الذي بحثنا فيها العديد من القضايا من الاقتصاد إلى السياسة الخارجية، ومن الصناعة إلى الأمن الداخلي والخارجي. إننا نواصل كفاحنا بصبر ليلا ونهارا من أجل بناء تركيا عظمى وقوية.

لقد كانت زيارة الرئيس الألماني السيد شتاينماير إلى بلدنا ذات معنى كبير بالنسبة لنا. حيث تشاورنا معه بشكل مفصل حول العديد من القضايا المدرجة على جدول أعمالنا، مثل مكافحة الإرهاب والهجرة غير النظامية، ومشاكل التأشيرات لمواطنينا، والصناعات الدفاعية إضافة إلى القضايا المتعلقة بالجالية التركية في ألمانيا.

نحن نشاهد منذ فترة صعود الحركات اليمينية المتطرفة المناهضة للهجرة والمعادية للإسلام في الدول الغربية، لاسيما في أوروبا. مع الأسف الشديد، كانت مخاوفنا في محلها حيث شهدت العديد من الانتخابات الأخيرة فوز المتطرفين. وأصبحت الحركات اليمينية المتطرفة اليوم هي الجهات الفاعلة الحاسمة في السياسة في أوروبا.

"الديمقراطية الليبرالية دخلت في أزمة خطيرة"

إن أحد الأسباب الرئيسية وراء ذلك إضافة إلى العوامل الاقتصادية، هو فشل السياسة المركزية في أوروبا في قراءة روح العصر بشكل صحيح. من المعروف أن الديمقراطية الليبرالية، وهي الأيديولوجية الأكثر جاذبية في القرن الماضي، دخلت في أزمة خطيرة وعنق الزجاجة. كما أن الديمقراطية الليبرالية التي كان يُنظر إليها في وقت ما على أنها العلاج الشافي لجميع المشاكل، فقدت قوتها واعتبارها ونفوذها السابق. إنها غير كافية لرسم مسار المجتمع، وإعطاء معنى للسياسة، ومنح الأمل والثقة للناس.

إن السياسة شأنها شأن الحياة لا تقبل الفراغ. وهذا هو الوضع في الغرب اليوم. وهذا رأيناه في الانتخابات الأخيرة. حيث ملأ الديماغوجيون اليمينيون المتطرفون الفراغ الذي نشأ في الديمقراطيات الأوروبية. وبالطبع، يجب علينا أن نضيف إلى هذا، الموقف المتناقض الذي يتبناه الغرب تجاه الإبادة الجماعية التي استمرت 471 يوما في غزة.

"منظمات وقادة الغرب فشلوا في اختبار الإنسانية في غزة"

لقد فشلت منظمات وقادة الغرب الذين شاهدوا المجازر التي راح ضحيتها أكثر من 61 ألف مدني معظمهم من الأطفال والنساء، في اختبار الإنسانية في غزة. وأصبح واضحا مرة أخرى لاسيما في هذه المرحلة، أن القيم الغربية التي كانت تعتبر مثالا للعالم لسنوات طويلة، ليس لها هدف مشترك لتحقيق المنفعة للبشرية. وليس من الممكن إعادة الاعتبار والثقة المفقودة إليها في وقت قصير. وأمام هذا الوضع، فإن ما يهمنا هو حماية مصالحنا. كما أننا نولي أهمية كبيرة للسلام ورفاهية مواطنينا الذين يعيشون في أوروبا منذ أربعة أو خمسة أجيال. نحن نتابع التطورات عن كثب للتأكد من أن الواقع اليميني المتطرف لا يشكل تهديدا للأتراك والمسلمين الأوروبيين.

إننا نولي أهمية كبيرة لاستعادة علاقاتنا مع الاتحاد الأوروبي إيقاعها السابق. إن النقاشات في سياق الحرب الأوكرانية إضافة إلى التطورات التي جرت في سوريا، تؤكد مرة أخرى على حاجة أوروبا لتركيا. لكنني أود أن أقول بشكل واضح. إن تركيا وحدها وعضوية تركيا الكاملة وحدها القادرة على إنقاذ الاتحاد الأوروبي من المأزق الذي وقع فيه، بدءا من المجالات الاقتصادية والسياسية وصولا إلى الصناعات الدفاعية والسمعة الدولية. كما أن تركيا هي التي ستمنح الحياة أيضا إلى أوروبا التي يشيخ اقتصادها وبنيتها الديموغرافية بسرعة.

الجهود الدبلوماسية لإنهاء الحرب بين روسيا وأوكرانيا

بعد أن أنهينا أمس مؤتمرنا العام، سنولي أهمية أكبر لاستقبال القادة الأجانب والاتصالات الدولية. كما تعلمون، استضفنا الأسبوع الماضي في بلدنا الرئيس الأوكرانيا السيد زيلينسكي. كما استقبلت اليوم وزير الخارجية الروسي السيد لافروف.

نحن نرى أن هذه الزيارات تكتسب أهمية كبيرة في الوقت الذي نكثف فيه الجهود الدبلوماسية لإنهاء الحرب بين روسيا وأوكرانيا. لقد سعينا دائما إلى إحلال السلام منذ اليوم الأول للصراع، تحت شعار أنه لا منتصر في الحرب ولا خاسر في السلام. لقد نجحنا في بناء علاقات متوازنة مع البلدين الجارين. واستضفنا مفاوضات مباشرة بين البلدين في إسطنبول في مارس/آذار 2022. ونتيجة لاتصالاتنا مع الأطراف، نجحنا في تنفيذ مبادرة الحبوب في البحر الأسود. وتمكنّا من ضمان وصول إجمالي 33 ألف طن من الحبوب إلى الأسواق العالمية عبر المضايق التركية، وبذلك منعنا حدوث أزمة غذائية عالمية.

join us icon
انضم إلينا لنكن أقوى.