الرئيس أردوغان يتحدث في "الجلسة الموسعة لمجموعة البريكس+"

قال رئيس الجمهورية السيد رجب طيب أردوغان، في كلمته في قمة "بريكس": "نحن على ثقة أن مجموعة البريكس تقدم مساهمات فريدة لبناء نظام عالمي أكثر عدالة من خلال خدمة تعزيز التجارة العالمية والنمو الاقتصادي وأهداف التنمية المستدامة".
حضر الرئيس أردوغان، أعمال القمة الـ 16 لقادة دول "بريكس" المنعقدة في مدينة قازان عاصمة جمهورية تتارستان.
أعرب الرئيس أردوغان، في مستهل كلمته عن سعادته بتواجده في القمة، وتوجه بجزيل الشكر لنظيره الروسي فلاديمير بوتين على حسن ضيافته ودعوته، وهنأه على استضافته الناجحة للقمة، متمنيا النجاح للبرازيل التي ستتولى الرئاسة اعتبارا من شهر يناير / كانون الثاني المقبل.
وقال: " أود أن أشكر كافة أصدقائنا الذين قدموا تعازيهم وأعربوا عن تضامنهم معنا إثر الهجوم الإرهابي الغادر في أنقرة أمس. إن هذا الهجوم الدنيء زاد أكثر من عزيمة تركيا وإصرارها على دحر الإرهاب".
كما أشار الرئيس أردوغان، إلى وجود تحديات خطيرة تظهر آثارها في كل المجالات، بدءا من الاقتصاد والأمن، وصولا إلى الظلم على المستوى العالمي وتغير المناخ، مشيدا بشعار قمة "بريكس" الذي يركز على "تعزيز التعددية من أجل التنمية والأمن العالميين العادلين"، في هذا السياق.
"عازمون على تعزيز حوارنا مع مجموعة البريكس"
قال الرئيس أردوغان: إن "الآليات السياسية والمالية التي ظهرت بعد الحرب العالمية الثانية لا ترقى إلى مستوى التوقعات في ظل الظروف الحالية، حيث تتزايد الهشاشة الاجتماعية والاقتصادية وتتغير موازين القوى. وفي مثل هذه البيئة، نتصرف وفقا للمبدأ القائم على "إمكانية إنشاء عالم أكثر عدلا". ونحن نولي أهمية للالتقاء مع أصدقائنا على منصات متعددة الأطراف وإيجاد حلول للمشاكل المشتركة التي تهمنا جميعًا بحكمة جماعية. ونحن نؤمن بأن مجموعة البريكس تقدم مساهمات فريدة في بناء نظام عالمي أكثر عدالة من خلال خدمة تعزيز التجارة العالمية والنمو الاقتصادي وأهداف التنمية المستدامة".
وأكد أن تركيا عضو مؤسس في العديد من المنظمات الدولية، مثل مجلس أوروبا ومنظمة الدول التركية، ومنظمات إقليمية مثل منظمة الدول الثماني النامية للتعاون الاقتصادي ومنظمة التعاون الاقتصادي للبحر الأسود، وأضاف: "نحن أيضًا أعضاء فعالون في مجموعة العشرين ومنظمة ميكتا. إن آليات تعاوننا مع أمريكا اللاتينية ورابطة دول الكاريبي وكذلك شراكاتنا مع الاتحاد الأفريقي ورابطة دول جنوب شرق آسيا تتعزز بشكل تدريجي. ونحن عازمون على تعزيز حوارنا مع عائلة البريكس أيضًا، والتي طورنا معها علاقات وثيقة على أساس الاحترام المتبادل والنهج القائم على الربح المتبادل".
"لقد تجاوز الموقف العدواني الإسرائيلي كافة الحدود"
شدد الرئيس أردوغان، على أنه لا يمكن تحقيق نظام عادل وتنمية على مستوى عالمي إلا من خلال إحلال السلام والأمن خارج الحدود، وأضاف بالقول: "طالما لم تُوقف إراقة الدماء بالشرق الأوسط لا يمكن الحديث عن العدالة والسلام والتنمية لأجل المستقبل. إن الموقف العدواني الذي تتبناه إسرائيل على حساب جرّ المنطقة برمتها إلى النار قد تجاوز بالفعل كل الحدود، وخاصة القانون والضمير. حيث يعاني الشعب الفلسطيني من إبادة جماعية في غزة. كما واصلت إسرائيل قمعها بمهاجمة لبنان أيضًا. إن تجاهل هذه المأساة الإنسانية التي تحدث في القرن الحادي والعشرين لا يمكن أن يعفي أحدًا من المسؤولية. إن إنشاء دولة فلسطينية مستقلة وذات سيادة ومتكاملة جغرافيًا داخل حدود عام 1967، وعاصمتها القدس الشرقية، أمر ضروري لتحقيق السلام الدائم والعادل في المنطقة. بهذه المناسبة أدعو الدول التي لم تعترف بعد بفلسطين إلى اتخاذ خطوة في هذا الاتجاه. إن مواصلة تقديم الدعم غير المشروط بالسلاح والذخيرة لإسرائيل يجعلها أكثر تهورا في هجماتها. أطلقنا مبادرة في الأمم المتحدة من أجل حظر بيع السلاح لإسرائيل، وأثق بالدعم الذي ستقدمونه بهذا الشأن. دعونا نوحد قوانا ونضع حدا فوريا للمجازر والدموع في منطقتنا".