تحميل...

"نسعى جاهدين بكل قدراتنا لضمان استمرار الجمهورية التركية ودوامها إلى الأبد"

 

قال رئيس الجمهورية، رجب طيب أردوغان، في رسالة نشرها بمناسبة الذكرى الـ 102 لتأسيس الجمهورية التركية: إن "الجمهورية التركية هي آخر سقف يحتضن الشعب التركي المضحي الذي تمسّك بحريته واستقلاله بأقصى قوته رغم ما عاناه من صعوبات ومشقات وحرمان في أكثر أيام تاريخه ألما، وهي آخر حلقة في سلسلة الدول عبر التاريخ. وبهذا الوعي السامي، نسعى بكل ما أوتينا من عزمٍ وإرادة إلى صون إرث شهدائنا ومحاربينا القدامى، وضمان خلود جمهورية تركيا التي شُيّدت بسواعدٍ شجاعةٍ ومضحية".

نشر الرئيس أردوغان رسالة بمناسبة الذكرى الـ 102 لتأسيس الجمهورية التركية، هنأ فيها المواطنين المقيمين في تركيا وحول العالم، جاء فيها:

"في هذا اليوم المجيد، الذي يُعدّ من أهم المحطات في تاريخنا الحافل بالانتصارات، أهنئ من صميم قلبي جميع أبناء شعبنا البالغ عددهم 86 مليونًا داخل حدود وطننا، والشعب القبرصي التركي الشقيق، وإخواننا وأخواتنا في المهجر، بمناسبة عيد الجمهورية الموافق 29 أكتوبر/ تشرين أول من كل عام.

وبالنيابة عن بلدي وشعبي، أود أن أقدم الشكر إلى جميع أصدقائنا الذين أسهموا معنا في إثراء حضارتنا، وشاركونا إرثًا ثقافيًا وماضيًا مشتركًا، وعبّروا عن فرحتهم معنا في هذه المناسبة العزيزة. نحن اليوم، كأمة واحدة، نحتفل بكل فخر واعتزاز بالذكرى الثانية بعد المائة لتأسيس جمهوريتنا.

"استذكر برحمة أرواح أبطالنا الذين رووا بدمائهم هذه الأرض وجعلوها وطنًا لنا عبر القرون"

آمل أن يكون هذا اليوم المجيد، الذي تجسّد فيه حُلمنا بالاستقلال والمستقبل في السيادة المطلقة للأمة، وسيلة خير لوطننا وأمتنا، وللبشرية جمعاء.

اليوم، استذكر مجددًا بامتنانٍ وإجلالٍ جميع أعضاء مجلسنا الذين مهدوا طريق الجمهورية بقيادة حرب الاستقلال، وفي طليعتهم غازي مصطفى كمال أتاتورك، مؤسس جمهوريتنا.

وأحي برحمة أرواح أبطالنا الذين رووا بدمائهم هذه الأرض وجعلوها وطنًا لنا عبر القرون، بدءًا من الغزوات الأولى في أخلاط وملاذكرد مرورًا بملحمة جناق قلعة، وحرب الاستقلال وصولًا إلى مقاومة الخامس عشر من يوليو.

واليوم، أودّ أن أُؤكد على حقيقة باتت معروفة للعالم أجمع: نحن أمة قوية، ودولة عريقة.

إن الشمس والنجوم الستة عشر في الختم الرئاسي، ترمز إلى تقاليد دولتنا العريقة الممتدة عبر آلاف السنين. وكل دولة أسسناها وفق فكرة 'الدولة الخالدة' تعكس فخر هويتنا الوطنية وقوة أمتنا ورحمتها، التي تقود العالم.

"تماشيا مع أهداف مئوية تركيا فإننا نتخذ مبادرات رائدة في جميع المجالات"

أما الجمهورية فهي آخر سقف يحتضن الشعب التركي المضحي الذي تمسّك بحريته واستقلاله بأقصى قوته رغم ما عاناه من صعوبات ومشقات وحرمان في أكثر أيام تاريخه ألما، وهي آخر حلقة في سلسلة الدول عبر التاريخ.

وبهذا الوعي السامي، نسعى بكل ما أوتينا من عزمٍ وإرادة إلى صون إرث شهدائنا ومحاربينا القدامى، وضمان خلود جمهورية تركيا التي شُيّدت بسواعدٍ شجاعةٍ ومضحية.

تماشيًا مع أهدافنا لـ "مئوية تركيا"، الذي سنترك به بصماتنا على هذا القرن، نُحقق إنجازاتٍ رائدة في شتى الميادين؛ بدءًا من الصناعات الدفاعية والاقتصاد وصولًا إلى التعليم والزراعة والسياحة والطاقة والسياسة الخارجية.

كما نواصل، بعزمٍ لا يلين، مداواة جراح كارثة الزلزال التي شهدناها في 6 فبراير/شباط 2023، ونعمل على إعادة مواطنينا إلى منازلهم الآمنة في أقرب وقت ممكن. وبمشيئة الله تعالى، سنكون قد سلّمنا 453 ألف منزل بحلول نهاية هذا العام، كما وعدنا شعبنا.

"نحن نتقدم بخطوات ثابتة نحو هدف تركيا خالية من الإرهاب"

وفي الوقت ذاته، نخطو بثباتٍ نحو تركيا خالية من الإرهاب، حيث يعيش أبناء وطننا البالغ عددهم 86 مليونًا في ظلّ السلام والأمن والطمأنينة والازدهار.

سنواصل تذليل العقبات وإحباط المؤامرات، وكبح طموحات أصحاب النزعات التوسعية، دون افساح المجال لتجار الفوضى الذين يستهدفون وحدتنا الوطنية وتضامننا.

من ناحيةٍ أخرى، وفي زمنٍ تُقوَّض فيه القيمُ العالمية بفعل الحروب والصراعات والأزمات، نواصل في تركيا، بصفتنا المدافعين عن الحقيقة والعدالة، العمل بكل ما أوتينا من قوة من أجل بناء عالمٍ أكثر عدلًا وإنصافًا.

ومن خلال جهود الوساطة، والمبادرات الدبلوماسية، والمساعدات الإنسانية التي نُقدّمها في مناطق الأزمات، ولا سيما في غزة وفلسطين، نسعى جاهدين إلى وقف إراقة الدماء، وتضميد الجراح، وتمهيد الطريق نحو سلامٍ دائمٍ وشامل.

وبفضل رؤيتنا الشاملة للسياسة الخارجية، المستوحاة من النسر السلجوقي ذي الرأسين، سنواصل أداء مسؤولياتنا بكل عنايةٍ وإخلاص، بما يليق بتاريخنا المجيد وهويتنا الحضارية العريقة.

"سنبني معًا تركيا العظيمة والقوية والمزدهرة"

وسنبني معًا تركيا العظيمة، القوية، المزدهرة؛ الرائدة في منطقتها، والتي تحظى بالتقدير والاحترام في العالم أجمع. اللهم احفظ وطننا وأعنّا على خدمته، واغمر شهداءنا الأبرار برحمتك، وأنعم على محاربينا القدامي بالصحة والعافية. أهنئ من صميم قلبي جميع مواطنينا، وجميع أصدقائنا وحلفائنا الذين يشاركوننا هذه الفرحة، بمناسبة عيد الجمهورية الموافق 29 أكتوبر/ تشرين أول من كل عام. عيدٌ سعيد بمناسبة الذكرى السنوية الثانية بعد المائة لإعلان جمهوريتنا. دمتم بخيرٍ وعزةٍ وسلام".

join us icon
انضم إلينا لنكن أقوى.