"نريد أن تكون هذه المنطقة التي تعود جذورها إلى تاريخ البشرية منطقة أمن وسلام"

قال رئيس الجمهورية السيد رجب طيب أردوغان في كلمة ألقاها خلال افتتاح منتدى أنطاليا الدبلوماسي الرابع: "إننا نريد أن تكون هذه الرقعة الجغرافية التي تعود جذورها إلى تاريخ البشرية، منطقة للحضارة والسلام والهدوء، بما يتناسب مع تاريخها العريق. نحن نريد رؤية منطقة تشهد مصالحة وليس صراعات، واتفاقا وليس انقسامات، ويسودها الرخاء والاستقرار وليس الدماء والدموع والألم والتوترات، نحن نسعى لأن نعيش في منطقة كهذه وأن نورث مثل هذه المنطقة إلى أبنائنا".
شارك الرئيس أردوغان وعقيلته السيدة الأولى أمينة أردوغان في افتتاح منتدى أنطاليا الدبلوماسي الرابع المنعقد في مدينة أنطاليا تحت شعار "التمسك بالدبلوماسية في عالم منقسم". وفي المنتدى الذي يقام في مقر نيست للمؤتمرات، ألقى السيد الرئيس كلمة بهذه المناسبة.
وقال الرئيس أردوغان في كلمته: "نحن لسنا دولة تقع في منطقة جغرافية مريحة بعيدة عن المشاكل. نحن في بلد له أهمية استراتيجية كبيرة، لكنه في الوقت نفسه مليء بالأزمات. وهذا هو الحال على مر التاريخ. لم تغب عن بيئتنا محاولات الاحتلال والحروب الصليبية والألاعيب الإمبريالية ومساعي خلق الفوضى وزعزعة الاستقرار. وكانت هذه المنطقة هي الأكثر تضررا والأكثر تأثرا سلبا من التنافس المدمر بين القوى العظمى من الحرب العالمية الأولى إلى الحرب الباردة. واليوم تجري العديد من المشاكل والحروب والأزمات والتوترات التي تهيمن على أجندة السياسة الدولية في جوارنا المباشر. لكنني أقول وبكل فخر: نحن لسنا فقط سكان هذه المنطقة الجغرافية، بل نحن أصحابها أيضا. إننا هنا منذ ألف عام، وبإذن الله تعالى سنبقى هنا لقرون عديدة أخرى. إننا نريد أن تكون هذه الرقعة الجغرافية التي تعود جذورها إلى تاريخ البشرية، منطقة للحضارة والسلام والهدوء، بما يتناسب مع تاريخها العريق. نحن نريد رؤية منطقة تشهد مصالحة وليس صراعات، واتفاقا وليس انقسامات، ويسودها الرخاء والاستقرار وليس الدماء والدموع والألم والتوترات، نحن نسعى لأن نعيش في منطقة كهذه وأن نورث مثل هذه المنطقة إلى أبنائنا. وبالطبع نعرف أن هذا الأمر لن يكون سهلا. إننا ندرك جيدا أن تحقيق السلام يتطلب جهدا أكبر من الحرب. لكننا اخترنا ونختار دائما الصعب وليس السهل، واليوم نحن نقف في الجانب الصعب. وفي إطار هذا الفهم، نسعى جاهدين لتحقيق السلام والاستقرار الدائمين في جوارنا القريب مثل أوكرانيا والسودان وليبيا والصومال، كما أننا نضطلع بمسؤولياتنا أيضا في أماكن أخرى من خلال مبادرات مثل الوساطة والتوافق في قارتي إفريقيا وآسيا. نحن نرغب في إقامة علاقات طيبة مع جيراننا، وتوسيع فرص التعاون والتجارة بيننا، كما أننا نسعى لبناء جسور الحوار بين الأطراف المتنازعة، وتشكيل حزاما من السلام والأمن حول بلدنا".