"أعظم ما يخشاه أولئك الذين يوجّهون أصابع الاتهام إلى القضاة والمدّعين العامّين هو أن تُنزَع الأقنعة عن وجوههم"
قال رئيس الجمهورية، رجب طيب أردوغان، في كلمة له خلال مشاركته في حفل قرعة لتعيين القضاة والمدعين العامين في المحاكم القضائية والإدارية: "طغت في الأشهر الأخيرة، على الساحة السياسية لهجة غير مسؤولة استهدفت أعضاء سلطتنا القضائية، بل بلغت حدّ التلويح بالتهديد. ويعود ذلك إلى خطورة الادعاءات المطروحة وأبعادها. إن أكبر ما يخشاه أولئك الذين يسعون إلى شلّ منظومة العدالة عبر توجيه أصابع الاتهام إلى القضاة والمدّعين العامّين، وتهديدهم ومضايقتهم كلما سنحت لهم الفرصة، هو قلقهم العميق من أن تُنزَع الأقنعة عن وجوههم أمام العدالة".
شارك الرئيس أردوغان في حفل قرعة لتعيين القضاة والمدعين العامين في المحاكم القضائية والإدارية، في المجمع الرئاسي بالعاصمة أنقرة.
وفي كلمة القاها أمام الحضور قال الرئيس أردوغان: "لا ينبغي أن يُفسَّر هدوء أعضاء السلطة القضائية، الذين يقتصر دورهم على التعبير عن آرائهم، على أنه ضعف، ولا يجوز لأي جهة استغلال هذا الأمر. ويؤسفني أن أقول إن هذا الجانب لا ينال القدر الكافي من الاهتمام. طغت في الأشهر الأخيرة، على الساحة السياسية لهجة غير مسؤولة استهدفت أعضاء سلطتنا القضائية، بل بلغت حدّ التلويح بالتهديد. ويعود ذلك إلى خطورة الادعاءات المطروحة وأبعادها. إن أكبر ما يخشاه أولئك الذين يسعون إلى شلّ منظومة العدالة عبر توجيه أصابع الاتهام إلى القضاة والمدّعين العامّين، وتهديدهم ومضايقتهم كلما سنحت لهم الفرصة، هو قلقهم العميق من أن تُنزَع الأقنعة عن وجوههم أمام العدالة".
وتابع: "من المبادئ الأساسية في القانون ما يلي: عندما تتوافر لدى المدّعين العامّين شبهة كافية بارتكاب جرائم خطيرة مثل الرشوة والتلاعب في المناقصات في عمليات الشراء العام، فإن رفع دعوى الحق العام لا يكون خيارًا، بل يصبح التزامًا قانونيًا واجب النفاذ. ومن الضروري، في تقديري، أن يتعلّم أولئك الذين يوجّهون أصابع الاتهام إلى القضاء في كل مناسبة هذا المبدأ القانوني أولًا. إن من يتهمون القضاء بـ"التسييس"، هم في الحقيقة من يُسيّسونه بأنفسهم عبر جرّ السلطة القضائية إلى سجالاتهم مستخدمين لغة مسيئة. وأودّ أن أُشير هنا بوضوح إلى خطورة هذا السلوك. إن حماية سيادة القانون والتمسك بمبادئ العدالة واجبٌ مشترك، لا يقع على عاتق القضاء ورجال القانون وحدهم، بل علينا جميعًا، بمن في ذلك السياسيون والصحفيون وسائر فئات المجتمع".