"هدفنا هو الارتقاء الدائم برفاهية 86 مليون نسمة"
قال رئيس الجمهورية، رجب طيب أردوغان، في كلمة له خلال اجتماع الكتلة النيابية لحزبه العدالة والتنمية: إن "هدف تركيا ومسارها وخطّ سيرها واضح المعالم. حيث يتمثّل هذا الهدف في الارتقاء المستمر برفاهية جميع أبناء شعبنا البالغ عددهم 86 مليون نسمة، وتحقيق حجم اقتصادي يصل إلى 1.9 تريليون دولار بحلول عام 2028".
حضر الرئيس أردوغان، اجتماع الكتلة النيابية لحزبه العدالة والتنمية، في مجلس الأمة التركي الكبير (البرلمان) في العاصمة أنقرة.
أكد الرئيس أردوغان، في خطابه أمام النواب أن الاقتصاد التركي في الربع الثالث من عام 2025، سيواصل مسار النمو الذي حافظ عليه على مدى 21 ربعًا متتاليًا، مضيفًا: "لقد حافظ اقتصادنا على مساره المستقر، مسجِّلًا نموًا بنسبة 3.7% على أساس سنوي في الربع الثالث. وبهذه النسبة، احتلّت تركيا المرتبة الرابعة بين دول منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية، والخامسة بين دول مجموعة العشرين".
وتابع: "شهدنا بطبيعة الحال انكماشًا غير مرغوب في القطاع الزراعي نتيجة موجات الصقيع والجفاف. ونأمل أن يستعيد هذا القطاع عافيته هذا العام بهطول أمطار غزيرة ووفيرة بمشيئة الله تعالى".
"تجاوز دخلنا القومي حاجز 1.5 تريليون دولار"
قال الرئيس أردوغان: "لقد تجاوز دخلنا القومي السنوي 1.5 تريليون دولار. وآمل أن تكون مؤشرات نمونا الاقتصادي فاتحةَ خيرٍ وبركةٍ لشعبنا. ومن التطورات المهمة الأخرى الانخفاض الملحوظ في علاوة المخاطر في بلدنا؛ إذ تراجع مؤشر مقايضة مخاطر الائتمان (CDS) إلى 233 نقطة أساس، مسجّلًا أدنى مستوى له خلال السنوات السبع الماضية. تم الإعلان هذا الصباح عن أرقام التضخم لشهر نوفمبر الماضي، وجاءت النتائج مبشّرة. فقد سجل معدل التضخم لشهر نوفمبر 0.87%، كما انخفض تضخم السلع الأساسية إلى نحو 18%، بينما يواصل تضخم قطاع الخدمات اتجاهه الهبوطي بشكل تدريجي. نتوقع انخفاضًا سريعًا في تضخم الإيجارات بفضل مشاريع الإسكان في مناطق الزلزال ومشاريع الإسكان الاجتماعي. آمل أن يعود هذا الخبر السار بالخير على لبلدنا وشعبنا".
وتابع: إن" هدف تركيا ومسارها وخطّ سيرها واضح المعالم. حيث يتمثّل هذا الهدف في الارتقاء المستمر برفاهية جميع أبناء شعبنا البالغ عددهم 86 مليون نسمة، وتحقيق حجم اقتصادي يصل إلى 1.9 تريليون دولار بحلول عام 2028".
"الموقف التركي الثابت يحظى في المحافل الدولية بتقدير متزايد"
تطرق الرئيس أردوغان، إلى القمة العشرين لزعماء مجموعة العشرين في جمهورية جنوب إفريقيا، وقال: "ألاحظ في العديد من الدول التي أزورها، مشهدًا صادمًا يتمثّل في قلة من النخب ترتدي أفخر العلامات التجارية العالمية، في حين يكافح ملايين البشر من أجل البقاء بدخل لا يتجاوز دولارًا واحدًا في اليوم. أؤكد في كل فرصة أن هذا النظام، الذي يثري الأغنياء ويفاقم من وضع الفقراء، نظامٌ غير قابل للاستمرار. لقد لاحظنا أن الرسائل التي وجهناها خلال قمة العشرين لقيت صدى إيجابيًا متزايدًا، خصوصًا لدى أشقائنا في أفريقيا. إن موقف تركيا الحازم والشجاع في المنصات الدولية أصبح محل تقدير واسع، وتجد دعواتها صدىً أقوى".
كما أشار إلى تنامي العلاقات التركية الأفريقية، قائلاً: "خلال العشرين عامًا الماضية، ارتفع عدد سفاراتنا في أفريقيا من 12 سفارة إلى 44، كما ازداد عدد السفارات الأفريقية في أنقرة من 10 إلى 38 سفارة. وارتفع حجم تجارتنا مع القارة إلى 37 مليار دولار خلال الفترة نفسها بعد أن كان لا يتجاوز 5 مليارات دولار، ونهدف إلى الوصول إلى 50 مليار دولار. وقد بلغت استثماراتنا المباشرة 10 مليارات دولار، فيما نفذت شركاتنا أكثر من 2000 مشروع بقيمة 97 مليار دولار. أما الخطوط الجوية التركية، التي تُسيّر رحلات إلى 64 وجهة في 41 دولة أفريقية، فقد أصبحت من أكبر شبكات الطيران في القارة. كما توفر مدارس مؤسسة المعارف التركية التعليم لـ 22 ألف طالب، ويشغل العديد من خريجي المؤسسات التعليمية في تركيا مناصب بارزة كوزراء وسفراء وبيروقراطيين وأكاديميين في مختلف الدول الأفريقية".
"عام 2026 سيكون عامًا حافلًا بالقمم الدولية في تركيا"
قال الرئيس أردوغان: إن " عام 2026 سيكون عامًا للقمم الدولية في بلادنا. حيث سنستضيف في أنطاليا ممثلي نحو 200 دولة خلال مؤتمر المناخ. وفي شهر يوليو، ستُعقد قمة حلف شمال الأطلسي (الناتو) في عاصمتنا أنقرة. كما ستستضيف تركيا القمة الثالثة عشرة لمنظمة الدول التركية. وسنواصل في عام 2026 تعزيز مكانة تركيا وسمعتها على الساحة الدولية."
من جهة أخرى سلط الضوء على إنجاز عالمي جديد حققته الصناعات الدفاعية التركية قبل يومين، قائلاً: "لقد نجحت المقاتلة المسيرة "قزل إلما" في إسقاط طائرة رصدها رادار "مراد" باستخدام صاروخ "غوك دوغان"، محققة إصابة مباشرة في الجو. وبهذا أصبحت "قزل إلما" أول مقاتلة مسيّرة في العالم قادرة على تنفيذ مهام جو–جو تتجاوز مدى الرؤية. إن هذه الميزة منحتنا تفوقا استراتيجيا في مجال الدفاع الجوي. أتوجه بالشكر والامتنان إلى جميع مؤسساتنا وخبرائنا وعمالنا وقطاعنا الخاص على هذا الإنجاز الذي أضاف مصدر فخر جديد لأمتنا".