"سنقدم الدعم اللازم لأشقائنا السوريين في المرحلة الجديدة أيضا"

قال رئيس الجمهورية السيد رجب طيب أردوغان، في مؤتمر صحفي مشترك مع رئيس الجمهورية السورية أحمد الشرع: "نحن في تركيا، سنقدم الدعم اللازم إلى أشقائنا السوريين في المرحلة الجديدة أيضا، مثلما لم نتركم لوحدهم في أيامهم البائسة والصعبة".
عقد الرئيس أردوغان مؤتمرا صحفيا مشتركا مع رئيس الجمهورية السورية أحمد الشرع، في المجمع الرئاسي بالعاصمة أنقرة، وذلك في أعقاب اجتماع ثنائي بينهما.
وفي بداية حديثه أعرب الرئيس أردوغان عن سعادته البالغة لاستضافة الرئيس السوري السيد أحمد الشرع والوفد المرافق له في أنقرة. مضيفا: "أقدم التهنئة مرة أخرى إلى أخي العزيز أحمد الشرع وإلى الشعب السوري بأكمله على كفاحه وتحقيقه الانتصار. وأسأل الله تعالى أن يرحم جميع إخواننا الذين استشهدوا في معركة الحرية في سوريا".
"أساس سياستنا تجاه جارتنا سوريا منذ فترة طويلة هو الحفاظ على سلامة ووحدة أراضيها"
قال الرئيس أردوغان إنه تم فتح صفحة جديدة ليس في سوريا فحسب، بل في المنطقة بأكملها، بعد 13 عاما من الدماء والدموع. مضيفا: "كما أقول دائما، إن كان هناك إيمان فهذا يعني أن هناك إمكانيات. نحن أناس نؤمن بأن مع كل عسر يسرا، ونسلّم بذلك. نحن في تركيا، سنقدم الدعم اللازم إلى أشقائنا السوريين في المرحلة الجديدة أيضا، مثلما لم نتركم لوحدهم في أيامهم البائسة والصعبة. إن أساس سياستنا تجاه جارتنا سوريا منذ فترة طويلة هو الحفاظ على سلامة ووحدة أراضي هذا البلد. وكان اللقاء الذي عقدناه اليوم مع السيد الشرع مبنيا على هذا المبدأ أيضا.
وقد أسعدني أن أرى أننا متفقون تماما بشأن جميع القضايا تقريبا. لقد قمت وأخي العزيز بتقييم الخطوات المشتركة التي يمكن اتخاذها من أجل إرساء الأمن والاستقرار الاقتصادي في سوريا".
وأوضح السيد الرئيس أنه بحث مع الرئيس السوري الخطوات التي يجب اتخاذها ضد المنظمة الإرهابية الانفصالية التي تحتل شمال شرقي سوريا وداعميها. مستطردا بالقول: "لقد أكدت له أننا مستعدون لتقديم الدعم اللازم إلى سوريا في مكافحة تنظيمي داعش وبي كي كي وكل أشكال الإرهاب. وأكدنا لهم مجددا وقوفنا بجانبهم في إطار السيطرة على المعسكرات في شمال شرقي سوريا. وأود أن أعرب مرة أخرى عن ترحيبنا بالإرادة القوية التي أبداها أخي أحمد الشرع فيما يتعلق بمكافحة الإرهاب. وأنا على ثقة أنه من خلال التحرك في نطاق التضامن بيننا، فإننا سنتمكن من ضمان أن يسود جو من السلام والأمن، خالٍ من الإرهاب في مناطقنا الجغرافية المشتركة".
"نولي أهمية كبيرة لبناء نظام في سوريا بنهج شامل يعكس إرادة جميع السوريين"
أكد الرئيس أردوغان أن تركيا في هذه المرحلة الحرجة، تولي أهمية كبيرة لبناء نظام في سوريا بنهج شامل يحتضن الجميع ويعكس إرادة السوريين. متابعا حديثه: "إضافة للمساعدات الإنسانية، نحن مستعدون أيضا لتقديم الدعم اللازم لإعادة إعمار المدن المدمرة والبنية التحتية الحيوية في سوريا. وكلما تسارعت التنمية الاقتصادية في سوريا، فإن العودة الطوعية لمواطنيها ستكتسب زخما أيضا. ومن ناحية أخرى، فإن سلسلة العقوبات الدولية المفروضة على سوريا تشكّل عقبة أمام تعافي البلاد من الناحية الاقتصادية والبنية التحتية. وبفضل جهودنا الرامية إلى رفع العقوبات، تم تحقيق تخفيف جزئي للعقوبات التي كانت مفروضة على النظام المخلوع. لكننا سنواصل جهودنا حتى تحقيق النتائج بشكل كامل".
وأضاف رئيس الجمهورية أنهم أثبتوا منذ اليوم الأول بخطوات ملموسة ودون تردد أنهم يقفون إلى جانب الشعب السوري. قائلا: "بعد أن أعدنا فتح سفارتنا في دمشق، قمنا بفتح قنصليتنا العامة في حلب. كما بدأت الخطوط الجوية التركية رحلاتها إلى دمشق. وبذلنا قصارى جهدنا على الصعيد الدبلوماسي خلال الشهرين الأولين للإدارة الجديدة، من أجل جعل صوتها ونواياها الصادقة مسموعة في المنطقة وعلى الصعيد الدولي. وقام مسؤولون في الإدارة الجديدة بزيارات إلى بلدنا، كما أجرى العديد من الوزراء والبيروقراطيين الأتراك زيارات إلى دمشق، وسيواصلون القيام بذلك. وسنعمل على تطوير علاقاتنا بشكل متعدد الأبعاد وفي جميع المجالات، بدءا من التجارة إلى الطيران المدني، ومن الطاقة إلى الصحة والتعليم. ليس لدينا أدنى شك في أن أشقاءنا السوريين الذين ألهموا المنطقة والمظلومين بعزيمتهم على المقاومة، سيتمكنون بإذن الله تعالى من إعادة إحياء بلدهم مرة أخرى. وإن أطال الله في عمرنا، سننظر في المستقبل إلى الماضي وسنرى جميعا بكل فخر ما حققه الشعب السوري من إنجازات".