"يجب على العالم التركي أن يلعب دورا أكثر فاعلية في استقرار وأمن منطقتنا"
قال رئيس الجمهورية السيد رجب طيب أردوغان في كلمة ألقاها خلال مشاركته في القمة الثانية عشرة لمنظمة الدول التركية المنعقدة في مدينة غابالا الأذربيجانية: "إننا نؤمن بأن العالم التركي قادر على لعب دور أكثر فاعلية في استقرار وأمن منطقتنا بطرق متعددة. ومن المهم لمنظمتنا أن تتخذ موقفا حازما تجاه العديد من الصراعات والحروب وانتهاكات القانون الدولي التي تحدث في منطقتنا المجاورة اليوم".
شارك الرئيس أردوغان في القمة الثانية عشرة لرؤساء دول ورؤساء حكومات بلدان منظمة الدول التركية المنعقدة في مدينة غابالا الأذربيجانية تحت عنوان "السلام والأمن الإقليميان"، وألقى كلمة بهذه المناسبة.
وفي بداية حديثه رحّب الرئيس أردوغان بالمشاركين، معربا عن سعادته بحضور القمة في غابالا المدينة التي تحمل بصمات التاريخ التركي العريق. وقدم السيد الرئيس شكره الجزيل إلى نظيره الأذربيجاني إلهام علييف لاستضافة القمة.
"يجب أن تتحوّل منظمتنا إلى هيكل يتخذ موقفا مشتركا تجاه القضايا الدولية"
أشار الرئيس أردوغان إلى أن المنظمة حققت إنجازات جديدة على مدار السنوات الست عشرة الماضية، مستمدة قوتها من وحدة اللغة والفكر والعمل، مؤكدا أنهم سيواصلون تعزيز هذه الإنجازات انطلاقا من هذا الفهم.
وتابع السيد الرئيس حديثه بالقول: "نحن نواجه نظاما دوليا تتآكل فيه التعددية كل يوم، ولا يزال مجلس الأمن الدولي لا يولي أهمية للعديد من القضايا التي تؤلم ضمير الإنسانية. واليوم، ينظر الرأي العام إلى العديد من المنظمات الدولية والإقليمية على أنها هياكل هشة لأنها لا تستند إلى قيم نبيلة مثل تاريخنا وثقافتنا ومثلنا العليا. إن من الضروري أن تتكيّف منظمتنا مع هذه الظروف المتغيرة، وأن تتحوّل إلى هيكل يتخذ موقفا مشتركا تجاه القضايا الدولية، وأن تحظى بالثقة، وأن تقف إلى جانب الحق. نحن في تركيا، نرى أن من الصائب انعقاد قمتنا تحت عنوان "السلام والأمن الإقليميان" في مثل هذا الوقت".
الاعتداءات الإسرائيلية
قال الرئيس أردوغان إن الهجمات التي تنفذها إسرائيل والتي بدأت في لبنان وسوريا واستمرت في اليمن وإيران واستهدفت مؤخرا دولة قطر، تؤكد أن التهديد الأكبر لاستقرار المنطقة ينبع من الإدارة الحالية لهذا البلد.
وأعرب الرئيس أردوغان عن ترحيبه بالتطورات الأخيرة في غزة التي تهدف إلى وقف المجازر التي أودت بحياة 66 ألف شخص بريء. مستطردا حديثه بالقول: "نحن نؤمن أن حل الدولتين القائم على حقوق الشعب الفلسطيني النابعة من الشرعية والقانون الدوليين، هو وحده الكفيل بفتح الباب أمام سلام دائم وعادل. ونحن من جانبنا نواصل جهودنا في هذا الاتجاه بكل عزيمة".
"إرساء الاستقرار في سوريا ضروري لأمن منطقتنا"
أكد الرئيس أردوغان أن إرساء الاستقرار في سوريا ضروري للغاية ولا غنى عنه لضمان الأمن في المنطقة وخارجها. مضيفا: "إن التقدم الذي أحرزته الحكومة السورية خلال الأشهر التسعة الماضية رغم التحديات العديدة التي تواجهها، يدفعنا للتطلع إلى المستقبل بأمل. ويجب أن نركز في هذه المرحلة على تحسين البيئة السياسية والاقتصادية والأمنية في سوريا على أساس الحفاظ على سلامة أراضيها ووحدتها. يجب علينا في الدول التركية أن نعزز تعاوننا مع الحكومة السورية. إننا لا نتابع التطورات في جنوب القوقاز فحسب، بل ندعم أيضا بكل صدق الخطوات المتخذة لإرساء السلام والاستقرار في المنطقة. ونعتبر الإعلان المشترك الموقع بين أذربيجان وأرمينيا في 8 أغسطس/ آب خطوة بناءة في هذا الصدد، ونأمل أن يستمر".