ألقى الرئيس أردوغان كلمة في الجلسة العامة للقمة الخامسة للمجموعة السياسية الأوروبية

قال رئيس الجمهورية السيد رجب طيب أردوغان في كلمة ألقاها، خلال الجلسة الافتتاحية لقمة المجموعة السياسية الأوروبية: "لا يوجد تفسير منطقي لعرقلة عملية انضمام دولة مرشحة مثل تركيا، لسنوات إلى الاتحاد الأوروبي، بالرغم مما تقدمه من مساهمات كبيرة في رخاء وأمن القارة. من الواضح أن تعزيز منظور عضويتنا في الظروف الجيوسياسية الحالية سيصب في صالح أوروبا وجغرافيتنا القريبة".
شارك الرئيس أردوغان في الجلسة الافتتاحية لقمة المجموعة السياسية الأوروبية المنعقدة في العاصمة المجرية بودابست.
وفي كلمة القاها في الجلسة لفت الرئيس أردوغان، الانتباه إلى أن التحديات الأمنية لم تعد مجرد تهديدات عسكرية أو هجمات إرهابية وتكتيكات حرب هجينة، محذرا من التحديات الناجمة عن الخلل في إمدادات الطاقة، والهجمات السيبرانية وحركات الهجرة غير النظامية والأوبئة والانتهاك الممنهج للقانون الدولي.
"السلبيات الناجمة عن الحرب الجارية في أوكرانيا تزداد عمقا يوما بعد آخر"
أكد الرئيس أردوغان، أن تركيا في ظل هذه الظروف والتحديات، ستواصل العمل كجزيرة استقرار بفضل علاقاتها الثقافية الوثيقة مع المناطق المحيطة بها، وجيشها القوي، وسياستها الخارجية المبدئية ومواردها البشرية المدربة. إن السلبيات الناجمة عن الحرب في أوكرانيا تزداد عمقا يوما بعد آخر وكلما طال أمد الحرب ضاقت مساحة الدبلوماسية. نحن دعمنا الحوار بين الطرفين منذ البداية، وبذلها الجهود لتحقيق السلام الدائم والعادل".
"الإبادة الجماعية المتواصلة في غزة منذ عام عار مشترك للإنسانية"
ذكّر الرئيس أردوغان، أنه التقى نظيره الروسي بوتين بمدينة قازان الروسية الأسبوع الماضي، والتقى وزير الخارجية الأوكراني في العاصمة أنقرة. مؤكدا أنه أبلغهما بضرورة فتح المجال أمام الجهود الدبلوماسية بوصفها وسيلة لإنهاء الحرب.
ذكر الرئيس أردوغان أن الشرق الأوسط شهد مأساة إنسانية أكبر بكثير من حرب أوكرانيا من حيث الدمار والخسائر في صفوف المدنيين التي تسببت فيها، مضيفا: " الإبادة الجماعية المتواصلة في غزة منذ عام عار مشترك للإنسانية جمعاء. فيما أضيفت إليها الهجمات غير الأخلاقية ولا القانونية على الضفة الغربية ولبنان. إن كل من له ضمير يرى ويقبل ويعترف بأن وقف إطلاق النار أمر لا بد منه، مع اقتراب الخسائر في الأرواح من 50 ألفا. لابد من الضغط على إسرائيل من أجل الإعلان الفوري عن وقف إطلاق النار وضمان وصول كميات كافية من المساعدات الإنسانية. ولابد أن يدرك داعمو العدوان الإسرائيلي دون شرط أو قيد، أنهم أصبحوا شركاء في الجرائم المرتكبة".
"أدعو كافة الدول إلى الاعتراف بدولة فلسطين"
لفت الرئيس أردوغان الانتباه إلى المبادرة التي أطلقتها الأمم المتحدة لوقف نقل الأسلحة والذخيرة إلى إسرائيل، كما سلط الضوء على أهمية الاعتراف بفلسطين كدولة، وتابع: "نقدر الخطوات التي اتخذتها أيرلندا والنرويج وإسبانيا وسلوفينيا في هذا السياق. أهنئهم نيابة عن بلدي، وأنا على ثقة تامة أن قرارهم بالاعتراف سيشكل سابقة للدول الأوروبية الأخرى التي تسعى إلى السلام في المنطقة. أدعو كافة الدول التي لم تتخذ هذه الخطوة إلى الاعتراف بدولة فلسطين وبالتالي المساهمة في السلام والعدالة العالميين".
"تركيا مستعدة للحوار والتعاون لتطوير وتعزيز علاقاتها مع الاتحاد الأوروبي على أرضية سليمة"
أكد الرئيس أردوغان أن الإدماج الكامل لتركيا في جهود الدفاع التي يبذلها الاتحاد الأوروبي أمر ضروري من أجل السلام والأمن في أوروبا، واستطرد قائلا: " نتطلع من الاتحاد الأوروبي، التمهيد لانضمامها إلى وكالة الدفاع الأوروبية المسؤولة عن تطوير القدرات الدفاعية للدول الأعضاء. إن دعم تركيا أمر ضروري لإيجاد حلول للقضايا واسعة النطاق التي تؤثر على أوروبا وخارجها. من جهة أخرى، إن الكراهية وكراهية الإسلام والعنصرية تقوض التماسك الاجتماعي والاستقرار في أوروبا، والتهميش المتصاعد ضد المهاجرين، وخاصة ضد المسلمين، يظهر كوجه جديد للعنصرية".
ولفت إلى أن سياسة التوسع العادلة هي الأداة الجيوسياسية الأكثر أهمية للاتحاد، وأردف بالقول: "لا يوجد تفسير منطقي لعرقلة عملية انضمام دولة مرشحة مثل تركيا، لسنوات إلى الاتحاد الأوروبي، بالرغم مما تقدمه من مساهمات كبيرة في رخاء وأمن القارة. إن تعزيز الاتحاد الأوروبي لمنظوره الخاص بالعضوية في ظل الظروف الجيوسياسية الحالية، سيصب لصالح أوروبا ومحيطها المجاور. إن تركيا مستعدة للحوار والتعاون لتطوير وتعزيز علاقاتها مع الاتحاد الأوروبي على أرضية سليمة".