ألقى الرئيس أردوغان كلمة للأمة بعد اجتماع مجلس الوزراء
قال رئيس الجمهورية السيد رجب طيب أردوغان، في خطاب ألقاه عقب ترأسه اجتماع مجلس الحكومة الرئاسية: "سنوجه تركيزنا مع بداية العام التشريعي الجديد بشكل مكثف على مسألة الدستور الجديد والمدني. إن الدستور المدني هو ضرورة وليس احتياجا من أجل أن تستكمل الديمقراطية التركية حساباتها مع الانقلابات والعقلية الانقلابية. نحن لا نرى أنه من الصواب أو العدل أن تيتم إجبار الشعب الذي سطر ملحمة الإرادة الوطنية في 15 يوليو/ تموز على تبني دستور وضعه مدبرو الانقلاب".
رأس الرئيس أردوغان اجتماع مجلس الحكومة الرئاسية في المجمع الرئاسي بالعاصمة أنقرة، وعقب الاجتماع ألقى خطابا موجها للشعب تطرق فيه إلى القضايا التي تم تناولها في الاجتماع، حيث قال:
"سنوجه تركيزنا مع بداية العام التشريعي الجديد بشكل مكثف على مسألة الدستور الجديد والمدني. إن الدستور المدني هو ضرورة وليس احتياجا من أجل أن تستكمل الديمقراطية التركية حساباتها مع الانقلابات والعقلية الانقلابية. نحن لا نرى أنه من الصواب أو العدل أن تيتم إجبار الشعب الذي سطر ملحمة الإرادة الوطنية في 15 يوليو/ تموز على تبني دستور وضعه مدبرو الانقلاب. إن من أهم مسؤوليات الدورة الثامنة والعشرين في البرلمان الذي يتمتع بأوسع تمثيل في السنوات الأخيرة تجاه شعب، هو صياغة دستور جديد ومدني. ونحن بدورنا سنبذل قصارى جهدنا لضمان قيام البرلمان بواجبه في هذا الصدد".
"نحن في حوار وثيق مع مصر حول القضايا الإقليمية"
لقد استضفنا الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي والوفد المرافق له في 4 سبتمبر/ أيلول في المجمع الرئاسي بأنقرة في إطار زيارة رسمية. وبعد زيارتنا التاريخية في فبراير/ شباط الماضي قمنا بتعزيز العلاقات التركية المصرية بشكل أكبر بعد زيارة السيد السيسي الأخيرة. وقد توجت هذه الزيارة المهمة بتوقيع 17 مذكرة تفاهم في مجالات مختلفة.
إننا في حوار وثيق مع مصر بشأن القضايا الإقليمية، لاسيما غزة وشرق المتوسط وشمال إفريقيا. كما أننا ندعم السلطات المصرية فيما يتعلق بجهود الوساطة التي تبذلها للتوصل إلى وقف لإطلاق النار في غزة ودخول المساعدات دون أي عوائق. وفي الوقت الذي تكثف فيه إسرائيل سياساتها التوسعية، فإننا في جميع دول المنطقة بحاجة إلى تعزيز التضامن والتنسيق بيننا. لقد عملنا على تكثسف الجهود لضمان أن يتخذ العالم الإسلامي موقفا أكثر تصميما ضد الإبادة الجماعية في غزة التي دخلت شهرها الثاني عشر.
"يجب على العالم الإسلامي أن يكشف عن موقفه الحازم"
إن الحكومة الإسرائيلية تسعى لتوسيع سياسة الاحتلال والاستيلاء التي تمارسها لتشمل قبلتنا الأولى المسجد الأقصى. ومن غير المعقول أن تبقى منظمة التعاون الإسلامي التي من واجبها الدفاع عن قضية القدس، غير مبالية وغير مهتمة بهذه الاعتداءات التي تزداد وحشية يوما بعد يوم.
إن تحرشات الصهاينة ومداهماتهم للحرم الشريف تتصاعد باستمرار. ونحن نتابع عن كثب كل هذه التطورات. وكما يقول الشاعر المرحوم نوري باكديل: "مكة هي نصف قلبنا والمدينة المنورة هي النصف الآخر، أما القدس فهي فوقهما ستارة خفيفة". ولذلك نحن نقول دائما إن القدس هي خطنا الأحمر. إن من الضروري والعاجل أن تجتمع منظمة التعاون الإسلامي على مستوى القادة دون إضاعة المزيد من الوقت، وأن يكشف العالم الإسلامي عن موقفه الحازم. ونحن بدورنا سنواصل تكثيف اتصالاتنا بهذا الشأن".