"تاريخنا خالٍ من أي وصمة عار قد تُخجلنا في ميدان حقوق الإنسان"
قال رئيس الجمهورية، رجب طيب أردوغان، في كلمته خلال فعالية تحت عنوان "تركيا قوية من أجل الإنسانية" بمناسبة اليوم العالمي لحقوق الإنسان: "لا تاريخُنا ولا إرثُنا الثقافي يحملان أيَّ وصمة عار قد تُخجلنا في ميدان حقوق الإنسان. على العكس تمامًا، نملك سجلًّا أنقى وعقليةً أوسع من أولئك الذين حاولوا تلقيننا دروسًا في الحقوق والحريات. نحن ندافع بشجاعة عن الحقوق والعدالة والسلام والكرامة الإنسانية، ليس في منطقتنا فحسب، بل في مختلف أنحاء العالم".
شارك رئيس الجمهورية رئيس حزب العدالة والتنمية السيد رجب طيب أردوغان، في فعالية تحت عنوان "تركيا قوية من أجل الإنسانية"، نظمت من قبل رئاسة حقوق الإنسان في حزب العدالة والتنمية بمناسبة اليوم العالمي لحقوق الإنسان.
وفي كلمة ألقاها أمام الحضور، حيا الرئيس أردوغان الإخوة والأخوات في غزة والسودان، وكافة المظلومين والمضطهدين بدءًا من أفريقيا وصولًا إلى آسيا، معربًا عن احساسه بمعناتهم رغم بُعد المسافات. وقال: "كما أحيّي بصدق الأطفال الأبرياء الذين يُجبَرون على حمل أعباء الحروب والصراعات والحرمان والفقر فوق أكتافهم الصغيرة، وأمهاتهم وآباءهم الصابرين المُضحّين. وأوجّه اليوم تحية احترام وإجلال إلى إخوتي وأخواتي الفلسطينيين، على نضال الشعب الفلسطيني المشرف، الذي يدعو إلى الفخر والاعتزاز، نضالٍ عازمٍ ومجيد. أتمنى لهم الصبر والثبات مجددًا، وأؤكد أن تركيا والأمة التركية ستقفان إلى جانبهم دائمًا".
"نحن ندافع بشجاعة عن الحقوق والعدالة والسلام والكرامة الإنسانية، ليس في منطقتنا فحسب، بل في مختلف أنحاء العالم"
قال الرئيس أردوغان: "لا تاريخُنا ولا إرثُنا الثقافي يحملان أيَّ وصمة عار قد تُخجلنا في ميدان حقوق الإنسان. على العكس تمامًا، نملك سجلًّا أنقى وعقليةً أوسع من أولئك الذين حاولوا تلقيننا دروسًا في الحقوق والحريات. نحن ندافع بشجاعة عن الحقوق والعدالة والسلام والكرامة الإنسانية، ليس في منطقتنا فحسب، بل في مختلف أنحاء العالم".
وتابع: "أينما وُجد الظلم، وقفنا شامخين، إلى جانب المظلوم في وجه الظالم. ونحن ندافع بشجاعة عن الحقوق والعدالة والسلام والكرامة الإنسانية، ليس في منطقتنا فحسب، بل في جميع أنحاء العالم. ويشرّفني أن أؤكد أننا حين نتحدث عن تركيا، فإننا نتحدث عن دولةٍ لا تكتفي بحماية حدودها، بل تُرسّخ السلام وتُشكّل الدبلوماسية أيضًا. وبوصفها دولةً تُقيم ركائز النظام، فإن وجود تركيا يغرس الطمأنينة في قلوب مئات الملايين عبر مناطق واسعة، ولا سيما لدى الدول الصديقة والشقيقة، بدءًا من الشرق الأوسط والقوقاز، وصولًا إلى أفريقيا وجنوب آسيا".
"تركيا تدعم بكل قوة جهود السوريين في إعادة إعمار بلدهم"
أشار الرئيس أردوغان إلى أن تركيا تسعى جاهدة للوفاء بمسؤولياتها في مختلف مناطق الأزمات، بدءًا من غزة وسوريا، وصولًا إلى الحرب الروسية الأوكرانية والتوترات في شرق أفريقيا، انطلاقًا من شعار تركيا القوية من أجل الإنسانية. وأضاف: إن "موقف تركيا الصادق في مواجهة أحداث سوريا وغزة هو بحد ذاته درس في حقوق الإنسان، بل هو ملحمة حقوقية بكل معنى الكلمة. لقد أوضحنا موقفنا بجلاء منذ اليوم الأول في كلتا القضيتين. لم نأبه للضغوط أو التهديدات، ولأولئك المفلسين إنسانيا ممن اصطفوا مع الظالمين لدوافع مختلفة. لقد عملنا بأيدينا وبكلماتنا وبقلوبنا على وضع حدٍّ للظلم".
وتابع "كما تعلمون، صادف أمس الذكرى السنوية الأولى للثورة السورية. لقد كان الثامن من ديسمبر يوم الحرية للشعب السوري. وفي هذه الذكرى الأولى للثورة، أجدد التهنئة للشعب السوري الشقيق، الذي صمد في وجه الظلم ثلاثة عشر عامًا ونصفًا، رغم كل أشكال القمع والاستبداد والوحشية والتعذيب الذي يندى له جبين الإنسانية. وباسم وطني وشعبي، أقدّم لهم أصدق التهاني، وأستذكر برحمةٍ وإجلال إخواننا وأخواتنا السوريين الذين ضحّوا بأرواحهم في هجمات نظام الأسد والتنظيمات الإرهابية الدنيئة. وأسأل الله تعالى أن يتغمد شهداءنا، الذين ارتقوا في العمليات العابرة للحدود التي نفذناها في إطار القانون الدولي لحماية أمن دولتنا ووطننا العزيز، بواسع رحمته ويسكنهم فسيح جناته. وأتقدم بأحرّ التعازي إلى أسر شهدائنا الأبرار".
وأضاف: تسعدنا رؤية الشعب السوري يكافح منذ عام لإعادة بناء بلاده رغم كل الصعوبات والدمار الذي خلفته ديكتاتورية الأسد. إن تركيا وشعبها يدعمان بكل قوة جهود أشقائنا السوريين في إعادة إعمار وإحياء بلدهم".
كما أكد الرئيس أردوغان، أن التنفيذ السلس لاتفاق 10 مارس/ آذار، سيقلب رأسًا على عقب حسابات بؤر الشر التي تراهن على سوريا غير مستقرة ومنقسمة وضعيفة.