"نحن بحاجة إلى نظام عالمي جديد لحل المشاكل في كافة المجالات"

قال رئيس الجمهورية، السيد رجب طيب أردوغان، في كلمة له خلال مشاركته في ملتقى "التعاون الاستراتيجي بين تركيا وماليزيا في القرن الجديد"، الذي عُقد في العاصمة الماليزية كوالالمبور: "نحن بحاجة إلى فهمٍ ونظام عالمي جديد لحل كافة المشاكل، بدءًا من الاقتصاد والدبلوماسية، وصولًا إلى التجارة والأمن. إن بناء نظام عادل يحتضن الجميع، تشاركي، ويرى الاختلافات ثراءً قائمًا على الثقة، ضرورةٌ ملحة وليس خيارًا".
شارك الرئيس أردوغان، برفقة عقيلته السيدة الأولى أمينة أردوغان، في اجتماع التعاون الاستراتيجي التركي الماليزي في القرن الجديد، الذي نُظِّم في مركز بوتراجايا الدولي للمؤتمرات في ماليزيا.
وقال الرئيس أردوغان: "نحن بحاجة إلى فهمٍ ونظام عالمي جديد لحل كافة المشاكل، بدءًا من الاقتصاد والدبلوماسية، وصولًا إلى التجارة والأمن. إن بناء نظام عادل يحتضن الجميع، تشاركي، ويرى الاختلافات ثراءً قائمًا على الثقة، ضرورةٌ ملحّة وليس خيارًا" لقد أصبح شعارنا العالم أكبر من خمسة أحد رموز البحث عن نظام جديد.
لفت الرئيس أردوغان إلى تضامن تركيا مع ماليزيا في العديد من القضايا، ولا سيما تلك التي تهم العالم الإسلامي، وقال: "إنني أتابع بكل تقدير الدعم الذي تقدمه ماليزيا لغزة والقضية الفلسطينية على وجه الخصوص. أرحّب بالموقف الحازم الذي اتخذته ماليزيا في مكافحة الإسلاموفوبيا. ونحن عازمون أيضًا على تعزيز علاقاتنا مع ماليزيا في إطار مجموعة الدول الثماني النامية، وزيادة التعاون في مجال التنمية الاقتصادية".
وتابع: "لقد أجرينا اتصالات دبلوماسية مكثفة للغاية منذ اليوم الأول لبدء المجازر في غزة، حيث ارتكبت إسرائيل جرائم إبادة جماعية. لفتنا الانتباه عبر كافة المنصات، بما في ذلك الجمعية العامة للأمم المتحدة، إلى الإرهاب الذي تمارسه الدولة الإسرائيلية. أدنّا الظلم وأصبحنا بمثابة صوت فلسطين. بالإضافة إلى إرسال أكثر من 100 ألف طن من المساعدات الإنسانية إلى غزة، أبدينا ردّة فعل واضحة من خلال وقف العلاقات التجارية مع إسرائيل بشكل كامل. لقد بذلنا قصارى جهدنا لضمان انتهاء هذه الهجمات ومحاسبة المسؤولين عنها أمام القانون الدولي. وبطبيعة الحال، تعرضنا لكثير من الضغوط والتهديدات وحملات التشهير من قبل اللوبي الصهيوني بسبب جهودنا التي استمرت دون انقطاع لمدة 15 شهرًا، لكننا لم ننحنِ أبدًا أمام الطغيان والظلم. ولم نتخلَّ عن الشعب المضطهد في غزة وفلسطين ولو للحظة واحدة. أظهرت لنا هذه المرحلة عجز النظام الدولي أيضًا. وللأسف، فإن مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة لم يتمكن من وقف المجازر التي ارتكبتها إسرائيل في غزة، والتي راح ضحيتها أكثر من 61 ألف فلسطيني، معظمهم من الأطفال والنساء، وذلك للأسباب التي ذكرتها للتو. لقد خاض العالم الغربي على وجه الخصوص اختبارًا صعبًا للغاية لمدة 471 يومًا. كما فشلت في الاختبار المنظمات الصحفية الدولية ومنظمات حقوق الإنسان، التي راقبت مقتل المئات من الصحفيين في غزة. لقد شهد مليونا إنسان، محصورون في مساحة تبلغ 360 كيلومترًا مربعًا، واحدة من أكثر عمليات الإبادة الجماعية وحشية وبربرية في القرن الماضي".
"لا يمكن لأحد أن يدفع الشعب الفلسطيني باتجاه نكبة تهجير جديدة"
كما لفت الرئيس أردوغان إلى أن أهالي غزة، الذين جسّدوا كلمة الكرامة، لم يستسلموا ولم يركعوا أمام الظالم، ولم يتخلّوا عن وطنهم، مضيفًا: "بفضل المقاومة (الفلسطينية) البطولية، فشلت إسرائيل في تحقيق أهدافها الاستراتيجية، وفي نهاية المطاف تم التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بين حركة المقاومة الفلسطينية حماس وإسرائيل في 19 كانون الثاني/يناير بمساهمتنا. لكننا نرى أن إسرائيل مستمرة في سلوكها الخارج عن القانون والمتهور. ولا نعتقد أن المقترحات الرامية إلى طرد الفلسطينيين من الأراضي التي عاشوا فيها لآلاف السنين يمكن أن تُؤخذ على محمل الجد. وبإذن الله تعالى، لن يقوى أحد على دفع الشعب الفلسطيني باتجاه نكبة تهجير جديدة، ولن يقوى على ذلك".
"يجب على نتنياهو البحث عن موارد لتعويض الأضرار البالغة 100 مليار دولار، بدلًا من البحث عن مكان للفلسطينيين"
أشار الرئيس أردوغان إلى تدمير ما يقرب من 80% من المباني في غزة، مع وجود كومة ضخمة من الحطام يصل وزنها إلى أكثر من 50 مليون طن، واستطرد قائلًا: "إن التكلفة المالية للدمار الذي لحق بقطاع غزة تُقدّر بـ 100 مليار دولار، والمتسبب في ذلك هي إسرائيل وحكومة نتنياهو. يجب تحصيل التعويض من الإدارة الإسرائيلية عن الدمار الذي تسببت به في غزة، ومن ثم البدء بعملية إعادة إعمار القطاع. إن أي ضرر لا يتم تعويضه سيجعل الجاني أكثر شراسة. بعد أن تسببت في كل هذا الدمار، وكل هذه المعاناة، وكل هذه المجازر، لا يمكن السماح لإسرائيل بمواصلة مسيرتها وكأن شيئًا لم يكن. يجب على نتنياهو البحث عن موارد لتعويض الأضرار البالغة 100 مليار دولار التي تسبب بها في غزة، بدلًا من البحث عن مكان للفلسطينيين".
وتابع: "يجب أن تعود المنازل والأراضي وأماكن العمل التي اغتصبتها إسرائيل والمستوطنون إلى الفلسطينيين أصحابها الحقيقيين".