"كنا صوت المظلومين بثباتٍ لا يعرف التردد في كل مكان قصدناه وفي كل اجتماع شاركنا فيه"
قال رئيس الجمهورية، رجب طيب أردوغان، في كلمة له خلال مشاركته في افتتاح مجموعة من المشاريع التنموية في مدينة ريزه: " في الوقت الذي تلوذ فيه الدول التي تُسمّى متحضّرة بالصمت، ولا تُبدي أدنى ردة فعل تجاه المآسي الإنسانية، نُعيد نحن بشجاعة هذه القضايا إلى صدارة جدول أعمال البشرية. فعلنا ذلك في قمة منظمة شنغهاي للتعاون، وفي القمة الاستثنائية لمنظمة التعاون الإسلامي، وفي الجمعية العامة للأمم المتحدة، وكررنا ذلك مؤخرًا في اجتماع منظمة الدول التركية. كنا صوت المظلومين بثباتٍ لا يعرف التردد في كل مكان قصدناه وفي كل اجتماع شاركنا فيه".
افتتح الرئيس أردوغان مجموعة من المشاريع التنموية في مدينة ريزه، والقى كلمة بهذه المناسبة.
أكّد الرئيس أردوغان في كلمته أنّهم، في الوقت الذي يواصلون فيه الاستثمار داخل تركيا، ينخرطون أيضًا في جهودٍ دبلوماسية مكثّفة خارجها، مشيرًا إلى أنّهم يعزّزون مكانة تركيا وسمعتها على الساحة الدولية، ويمثّلون الوطن والأمّة بفخر في القمم الكبرى التي يشارك فيها قادة العالم.
وقال: " ندافع بحزم عن حق وحقوق الأمة التركية وقوانينها ومصالحها. ففي الوقت الذي تلوذ فيه الدول التي تُسمّى متحضّرة بالصمت، ولا تُبدي أدنى ردة فعل تجاه المآسي الإنسانية، نُعيد نحن بشجاعة هذه القضايا إلى صدارة جدول أعمال البشرية. فعلنا ذلك في قمة منظمة شنغهاي للتعاون، وفي القمة الاستثنائية لمنظمة التعاون الإسلامي، وفي الجمعية العامة للأمم المتحدة، وكررنا ذلك مؤخرًا في اجتماع منظمة الدول التركية. كنا صوت المظلومين بثباتٍ لا يعرف التردد في كل مكان قصدناه وفي كل اجتماع شاركنا فيه. لأننا أبناء هذه الأرض، وكما كانت ريزه دائمًا إلى جانب الحق والصواب، وإلى جانب الضمير والكرامة والوطنية، فإننا نقف بدورنا إلى جانب المظلومين والمظلومات. وبقوة ريزه التي نستمدها، وبالإلهام الذي نستقيه منكم، نقف دولةً وحكومةً شامخين لا ننحني في وجه الظالمين".
"لقد وقع الاتفاق أخيرًا، وتمهد الطريق نحو سلام دائم في غزة"
لفت الرئيس أردوغان، إلى أنه تمّ التوصّل إلى اتفاقٍ في المحادثات بين حركة حماس والحكومة الإسرائيلية، مضيفًا: "ولأول مرة منذ عامين، ارتسمت الابتسامة على وجوه أبناء غزة. خرج الناس إلى الشوارع فرحين، لا خائفين، وسعادتهم كانت سعادتنا، وابتسامات أطفال غزة أثلجت صدورنا. أمّا مشهد سجودهم شكرًا لله، فكان لحظةً غمرت قلوبنا بعاطفةٍ لا توصف، ونقلتنا إلى عالمٍ آخر من المشاعر الإنسانية الصافية. إنّ فرحتنا عظيمة لأنّ غزة بدأت تستعيد عافيتها بعد عامين من الظلم والمعاناة. ولقد كانت تركيا من الدول التي أسهمت إسهامًا كبيرًا في هذه العملية منذ اليوم الأول، إذ كان الهدف الرئيس من مباحثاتنا في نيويورك وواشنطن هو وقف إراقة الدماء في غزة. وفي هذا السياق عقدنا لقاءً مثمرًا وودّيًا مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، أعقبه إرسال مدير جهاز الاستخبارات الوطنية إلى الدوحة، ووزير خارجيتنا إلى المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة. كما أجرينا محادثاتٍ شاملة مع حركة حماس، والتقينا بأشقائنا في المنطقة، ولا سيما في قطر ومصر. باختصار، بذلنا كل ما في وسعنا من أجل إحلال السلام والهدوء والأمن في غزة بأسرع ما يمكن، وحشدنا كافة امكاناتنا في سبيل ألا يُراق دم بريء واحد بدءًا من أجهزة استخباراتنا ودبلوماسيينا وصولًا إلى مؤسسات دولتنا".
وتابع: "لقد وقع الاتفاق أخيرًا، وتمهد الطريق نحو سلام دائم في غزة. ورغم كل التحديات فأننا ندرك تمامًا أهمية هذه الخطوة. لأننا نقول لا مزيد من سفك الدماء، ولا يجوز أن يموت الأطفال جوعًا، ولا ينبغي أن تلبس الأمهات الفلسطينيات أكفان أطفالهن البيضاء".
"ثمن العودة إلى أجواء الإبادة الجماعية سيكون باهظًا للغاية"
أشار الرئيس أردوغان، إلى أهمية التنفيذ الصارم للاتفاق، وأضاف بالقول: "بمشيئة الله تعالى سنتحمل كامل المسؤولية خلال عملية التنفيذ. وسنُسرّع إيصال المساعدات الإنسانية من سفننا المنتظرة في ميناء العريش بمصر إلى غزة، وكلما زادت المساعدات التي نستطيع إيصالها قبل أن يبرد الطقس، كان عملنا أكثر جدوى وفاعلية. بالطبع، نحن ندرك السجل الكارثي لإسرائيل في نكث الوعود؛ فقد أخلّت بالتزاماتها متذرعة بحجج واهية، وخانت للأسف الشديد، التوقيعات التي وضعت اسمها عليها. نحن نعمل جاهدين لاتخاذ جميع التدابير اللازمة لضمان عدم تكرار هذه الانتهاكات. بعد عامين من القصف العنيف، خلّفت غزة دمارًا هائلًا وأنقاضًا واسعة، وبإذن الله، سنبذل قصارى جهدنا لإزالة هذا الدمار وإعادة إعمار غزة بما يليق بأهلها وكرامتهم".
كما شدد الرئيس أردوغان، على أن ثمن العودة إلى أجواء الإبادة الجماعية سيكون باهظًا للغاية، وقال: إن "منطقتنا، وخصوصًا غزة، تشبعت بالدماء والمجازر والدموع. ينبغي منح السلام فرصةً حقيقيةً، وتجنُّب كل أشكال التخريب التي تقوّض أي أمل في المصالحة والاستقرار. نحن في تركيا، كما وقفنا دائمًا إلى جانب شعب غزة في مسيرة نضاله الطويل وجهوده المستمرة للتفاوض، سنواصل دعم إخواننا وأخواتنا الفلسطينيين بكل ما أوتينا من قوة وإمكانيات. وأتوجه بكل الاحترام والتقدير إلى إخواني وأخواتي في غزة، الذين يواصلون مقاومة الظلم بشجاعة وإصرار منذ عامين. أسأل الله تعالى الرحمة إلى كافة إخواننا وأخواتنا الذين استشهدوا في مقاومة غزة، وأن يمنّ بالشفاء العاجل على إخواننا وأخواتنا الجرحى".