"من العار أن تظل الدول الغربية صامتة أمام المجازر المستمرة في فلسطين"
قال رئيس الجمهورية السيد رجب طيب أردوغان، في كلمة ألقاها خلال مشاركته في القمة المشتركة الاستثنائية لمنظمة التعاون الإسلامي والجامعة العربية: "إن من العار أن تظل الدول الغربية التي لا تترك الحديث بتاتا عن حقوق الإنسان والحريات، صامتة أمام المجازر المستمرة في فلسطين".
شارك الرئيس أردوغان في القمة المشتركة الاستثنائية لمنظمة التعاون الإسلامي والجامعة العربية التي تستضيفها العاصمة السعودية الرياض، وألقى كلمة أمام القمة.
"نحن نواجه بربرية غير مسبوقة في التاريخ"
قال الرئيس أردوغان في كلمته: "لم تعد الكلمات كافية لوصف ما يحدث في قطاع غزة ورام الله منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول. إننا نواجه بربرية غير مسبوقة في التاريخ، حيث يتم قصف المستشفيات ودور العبادة والمدارس ومخيمات اللاجئين وسيارات الإسعاف، ويتم قتل المدنيين الذين يهاجرون إلى ما يسمى بالمناطق الآمنة".
وأضاف السيد الرئيس أن من العار أن تظل الدول الغربية التي لا تترك الحديث بتاتا عن حقوق الإنسان والحريات، صامتة أمام المجازر المستمرة في فلسطين. مستطردا بالقول: "لقد قتل ما يقرب من 12 ألف شخص في قطاع غزة، وتم تدمير معظم سكان غزة تقريبا، لكن هذه الدول لا تقوم حتى بدعوة إسرائيل لوقف إطلاق النار، ولا يستطيعون فعل ذلك".
"يجب إيصال المساعدات الإنسانية دون انقطاع وبشكل مستمر"
وتابع رئيس الجمهورية حديثه بالقول: "إننا في العالم الإسلامي، أظهرنا بكل وضوح تضامننا مع الشعب الفلسطيني، من خلال قمة منظمة التعاون الإسلامي التي عقدناها في العاصمة السعودية الرياض. وسنعزز رسالة التضامن هذه بكل إصرار وعزيمة، بالقرارات التي سنتخذها وسننفذها. إن أولويتنا هي تحقيق وقف إطلاق النار وإيصال المساعدات الإنسانية دون انقطاع. كما أن الأمر العاجل ليس "استراحة لعدة ساعات" بل هو وقف دائم لإطلاق النار".
وأكد الرئيس أردوغان ضرورة تقديم المساعدات الإنسانية دون انقطاع وبشكل مستمر. مستطردا بالقول: "لقد انطلقت أمس سفينتنا المدنية التي تحمل إجمالي 666 طنا من المساعدات الإنسانية، وبإذن الله تعالى ستصل اليوم إلى ميناء العريش. كما يجب علينا أيضا أن نبذل الجهد من أجل محاسبة إسرائيل أمام القانون على ما ارتكبته من جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية. وإضافة إلى ذلك، يجب التحقيق في مسألة الأسلحة النووية التي اعترف بوجودها وزراء إسرائيليون، وإذا كانت هناك قنابل نووية تم تهريبها من تفتيش الوكالة الدولية للطاقة الذرية فلابد من الكشف عنها".
"نحن في تركيا لن نتوانى عن تقديم كافة أنواع الدعم لبناء وإحياء قطاع غزة"
أشار الرئيس أردوغان إلى أن العامل الذي يجعل إسرائيل أكثر تهورا في كل مرة؛ هو عدم تقديمها تعويضات عن الأضرار إلى الناس التي قتلتها واحتلت أرضها وأحرقتها ودمرتها وظلمتها. مضيفا: "إن الإدارة الإسرائيلية التي تتصرف مثل "الطفل المدلل" للغرب، ملزمة بدفع التعويضات عن الأضرار التي تسببت بها. نحن في العالم الإسلامي، لا يمكننا نهائيا أن نترك إخواننا الفلسطينيين لوحدهم دون دعم وحلول. وأريد أن أشير إلى أننا في تركيا، لن نتوانى عن تقديم كافة أنواع الدعم لبناء وإحياء قطاع غزة".
"أمنيتنا جميعا أن تعود القدس وجميع أراضي فلسطين إلى أيامها القديمة"
أوضح الرئيس أردوغان أن السلام الدائم سيوفر الأمن والاستقرار ليس للفلسطينيين فحسب، بل للمنطقة بأكملها، بما في ذلك الشعب الإسرائيلي. مستطردا بالقول: "يجب علينا أيضا أن نكون يقظين ضد انتهاك قدسية الحرم الشريف ووضعه التاريخي، والذي يقع فيه المسجد الأقصى قبلتنا الأولى. لأن من المحتمل جدا أن تستغل إسرائيل ما يحدث الآن وتفرض الأمر الواقع على الحرم الشريف. والدليل الواضح على ذلك، أوهام "الأرض الموعودة" التي تهدد أمن وسلامة أراضي العديد من دول المنطقة، بما في ذلك تركيا. وكما أقول دائما، إن القدس هي خطنا الأحمر. نتمنى أن تعود القدس مدينة السلام وجميع الأراضي الفلسطينية إلى أيامها القديمة. ونأمل أن يترك إخواننا الفلسطينيون خلافاتهم وراء ظهورهم وأن يدافعون عن حقوقهم بوحدة وتضامن".