"اليوم ينبثق فجر تركيا العظيمة والقوية"

قال رئيس الجمهورية السيد رجب طيب أردوغان، في كلمة له خلال الاجتماع التشاوري والتقييمي الثاني والثلاثين لحزبه العدالة والتنمية بشأن نزع سلاح المنظمة الإرهابية: "اليوم، تُستعاد روح ملاذكرد، ويتجدد تحالف القدس، وينبثق جوهر حرب الاستقلال. اليوم، يشرق فجرُ تركيا العظيمة والقوية".
شارك الرئيس أردوغان، في الاجتماع التشاوري والتقييمي الثاني والثلاثين لحزبه العدالة والتنمية في منطقة كيزلجاهامام التابعة للعاصمة أنقرة.
وفي كلمة القاها بهذه المناسبة استذكر الرئيس أردوغان أن المنظمة الإرهابية الانفصالية شنت أول هجماتها في 14 أغسطس/آب 1984، ومنذ ذلك الحين استشهد قرابة عشرة آلاف من أفراد قوات الأمن خلال عمليات مكافحة الإرهاب، فيما فقد نحو خمسين ألف مواطن حياتهم في اعتداءات إرهابية، مضيفًا: "أولًا وقبل كل شيء، أسأل الله أن يتغمد شهداءنا ومواطنينا الذين ضحّوا بأرواحهم بواسع رحمته. لم ولن ننساهم أبدًا. سيبقى وطننا، بإذن الله تعالى، خالدًا إلى الأبد. وبمشيئة الله تعالى سيظل علمنا، الذي يزدان بالهلال والنجمة، يرفرف في سمائنا حرًّا مرفوعًا مدى الدهر. إن شهداءنا، الذين رووا تراب الوطن بدمائهم، وصبغوا علمنا بلونهم القاني، سيظلون دائمًا تاج فوق رؤوسنا".
وتابع: "للأسف، منذ الهجوم الأول الذي وقع عام 1984، تصاعدت وتيرة الإرهاب يومًا بعد يوم في تركيا. ومنذ ذلك الحين، تعاقبت حكومات عديدة، وكلّها وعدت بالقضاء على الإرهاب."
وأضاف: "لكن الواقع أن الإرهاب أنه لم يتم القضاء على الإرهاب، لا داخل حدودنا، ولا خارج البلاد في الأراضي التي اتخذها التنظيم مقرًا له. ولا شك أن بعض السياسات والممارسات الخاطئة من جانب الدولة ساهمت في تعقيد المشهد. جبال طوروس كانت إحدى هذه الممارسات، وكذاك جرائم القتل التي لم تُكشف ملابساتها. وسجن ديار بكر، والقرى التي أُحرقت، والأهالي الذين أُجبروا على الهجرة بين ليلة وضحاها أمثلة أخرى. كما أن الأمهات اللواتي مُنعن من التحدث بالكردية مع أطفالهن داخل السجون، جميعها كانت ممارسات خاطئة تركت جروحًا في الذاكرة المجتمعية".
وأردف: "دفعنا جميعا ثمن تلك الأخطاء، ولم يقتصر الأمر على خسائر في أرواح قواتنا الأمنية والمدنيين، بل أصبحت تركيا غير مستقرة بسبب هذه الهجمات الإرهابية، وتكبدنا خسائر اقتصادية تقارب تريليوني دولار، وفوق كل ذلك، ألحق التنظيم أضرارا بالغة بالسلم الداخلي بلادنا".
"مشروع تركيا الخالية من الإرهاب ليس نتيجة مفاوضات ولا ثمرة مساومات ولا جزءًا من عملية تبادل أو تنازلات متبادلة"
لفت الرئيس أردوغان إلى أن آفة الإرهاب التي استمرت 47 عاما دخلت بدءا من يوم أمس مرحلة النهاية بإذن الله، وأضاف بالقول: "اليوم يوم جديد وصفحة جديدة فتحت في التاريخ، اليوم فُتحت أبواب تركيا العظيمة والقوية على مصراعيها".
وأكد أنه وحكومته يقودون عملية دقيقة وحذرة للغاية، من أجل اغتنام الفرصة التي وفّرها تفكك التنظيم الإرهابي وقراره بإلقاء السلاح لصالح تركيا، مشددًا على أن مشروع تركيا الخالية من الإرهاب ليس نتيجة مفاوضات، ولا ثمرة مساومات، ولا جزءًا من عملية تبادل أو تنازلات متبادلة.
لفت الرئيس أردوغان إلى أن آفة الإرهاب، التي استمرت على مدى 47 عامًا، قد دخلت مرحلة نهايتها مع إعلان التنظيم الإرهابي إلقاء السلاح رسميًا خلال مراسم احتفالية. مؤكدًا أن هذا التطور يمثّل نصرًا لكل فرد من أبناء الشعب التركي البالغ عددهم 86 مليونًا، بمختلف مكوناتهم: أتراكًا، وأكرادًا، وعربً، وقال: "على الجميع أن يوقن بأمر واحد: لن نسمح أبدًا بانتهاك شرف الجمهورية التركية، ولن نسمح لها بأن تنحني. نحن نواصل مشروعنا من أجل تركيا خالية من الإرهاب وفق هذا المبدأ."
وشدّد على أنهم لا يشاركون في أي مبادرة لا تخدم مصالح تركيا، مؤكدًا أن السياسات والتوجهات الحالية تستند إلى فهمٍ وطني يصبّ بالكامل في مصلحة الدولة والشعب.
أكد الرئيس أردوغان أن وجود الإرهاب لا يخدم سوى بارونات الإرهاب ومن يعتاشون على الدم، وقال: "اليوم، نُفشل هذه اللعبة القذرة ونقلبها رأسًا على عقب. إن التاريخ يعيد نفسه، وأن الأتراك والأكراد يتعانقون من جديد بمودّة صادقة لا حدود لها. اليوم، تُستعاد روح ملاذكرد، ويتجدد تحالف القدس، وينبثق جوهر حرب الاستقلال. اليوم، يشرق فجرُ تركيا العظيمة والقوية.
"اتخذنا خطوات تاريخية لتعزيز مبادئ التعايش والإخاء"
لفت الرئيس أردوغان إلى تناول قضية الإرهاب بطريقة متعددة الأبعاد عندما تولى حزب العدالة والتنمية السلطة في تركيا بعد انتخابات 3 نوفمبر/ تشرين الثاني 2002، وقال: "بينما كنا نواصل مكافحة الإرهاب، سعينا أيضا لتجفيف المستنقع الذي تشكل بذريعة للإرهاب، واتخذنا التدابير اللازمة لمنع التنظيم من الإيقاع بأشقائنا الأكراد في الفخ وإبعادهم عن الدولة والشعب. لقد اتخذنا خطوات تاريخية لتعزيز مبادئ التعايش والإخاء، وبينما كنا ننفذ إصلاحات شكلت ثورة صامتة على الصعيد المحلي فيما يتصل بالديمقراطية وحقوق الإنسان، قمنا بنشاط دبلوماسي مكثف في الخارج. إلى جانب كل ذلك، قمنا بتطوير صناعاتنا الدفاعية وأنتجنا أسلحتنا لمكافحة الإرهاب دون الاعتماد على الخارج، وسيطرنا على حدودنا عبر عمليات عابرة للحدود".
وأكمل: "خلال السنوات الأخيرة، نجحنا في تدمير القدرات العملياتية للتنظيم الإرهابي بشكل كامل، ومنعنا الأعمال الإرهابية من استهداف المسؤولين أو المدنيين، كما عززت عملياتنا في العراق وثورة 8 ديسمبر/ كانون الأول في سوريا موقفنا في مكافحة الإرهاب".