"سنقدم كافة أنواع المساهمات الضرورية لإفريقيا لتأخذ المكانة التي تستحقها في النظام العالمي"

قال رئيس الجمهورية السيد رجب طيب أردوغان في كلمة ألقاها خلال مشاركته في ختام النسخة الرابعة من منتدى الأعمال والاقتصاد التركي الإفريقي: "أود أن تعلموا أننا سنقدم كافة أنواع المساهمات الضرورية للقارة الإفريقية لتأخذ المكانة التي تستحقها في النظام العالمي".
شارك الرئيس أردوغان في الحفل الختامي للنسخة الرابعة من منتدى الأعمال والاقتصاد التركي الإفريقي، الذي أقيم في مركز إسطنبول للمؤتمرات، وألقى كلمة بهذه المناسبة.
وقال الرئيس أردوغان في كلمته: "إننا نعتبر نجاح القارة الإفريقية بمثابة نجاحنا الخاص"، مشيرا إلى أن تركيا تدعم عضوية الاتحاد الإفريقي في مجموعة العشرين بشكل كبير منذ البداية.
وفي هذا السياق، أشار الرئيس أردوغان إلى أنهم رحبوا بعضوية الاتحاد الإفريقي في قمة مجموعة العشرين الأخيرة التي عقدت في نيودلهي. مستطردا بالقول: "أهنئ أخي العزيز رئيس جزر القمر السيد غزالي عثماني على هذه العضوية القيمة خلال فترة رئاسته للدورة. مضيفا: "أود أن تعلموا أننا سنقدم كافة أنواع المساهمات الضرورية للقارة الإفريقية لتأخذ المكانة التي تستحقها في النظام العالمي".
"لم ولن نقبل أبدا أي هجمات تستهدف المساجد والمستشفيات والتجمعات المدنية"
قال الرئيس أردوغان إنه في الوقت الذي كنا نعاني فيه من تداعيات الآثار السلبية للحرب الروسية الأوكرانية، صدمنا جميعا بالأحداث الأخيرة بين إسرائيل وفلسطين. مضيفا: "نحن قلقون من احتمال تفاقم التوتر وتمدده إلى المنطقة. ونقولها بصراحة إننا لم ولن نقبل أبدا بأي هجمات تستهدف المساجد والمستشفيات والتجمعات المدنية. وكما هو واضح أن الحصار الذي أدى إلى تفاقم الوضع الإنساني في غزة، جعل المنطقة عرضة للاستفزازات وجرّها إلى وضع حرج. إن قطع الكهرباء والمياه والوقود والغذاء عن مليوني شخص محاصرين في مساحة 360 كيلومترا مربعا يعد انتهاكا لأبسط حقوق الإنسان. كما أن إنزال العقاب الجماعي على سكان غزة لن يؤدي إلّا إلى تفاقم الأزمة والمزيد من الألم والتوتر والدموع".
"يجب أن تسمح الإدارة الإسرائيلية بمرور المساعدات الإنسانية عبر بوابة رفح"
أكد السيد الرئيس أن على الإدارة الإسرائيلية أن تسمح بمرور المساعدات الإنسانية عبر بوابة رفح. مستطردا بالقول: "لقد أرسلنا صباح اليوم طائرة مساعدات إنسانية محملة بالأدوية والأغذية طويلة الأمد والمعلبات وحفاضات الأطفال والمستلزمات الطبية إلى "مطار العريش". إن طائرتنا الأولى التي تحمل مساعدات وتوجهت إلى المنطقة منذ اندلاع الاشتباكات، هبطت اليوم في المطار في تمام الساعة 12 ظهرا. وتواصل رئاسة إدارة الكوارث والطوارئ (آفاد) استعداداتها لشحن مواد إغاثية جديدة إلى المنطقة. وبمشيئة الله تعالى سنواصل إرسال مساعداتنا الإنسانية إلى غزة عبر التعاون الوثيق مع السلطات المصرية الشقيقة. وبينما يتعرض ملايين الأشخاص لخطر المجاعة، أصبح قطع المساعدات الإنسانية عن الفلسطينيين وصمة عار جديدة على جبين من اتخذوا هذا القرار".
وأضاف رئيس الجمهورية أنه يدعو كافة الأطراف إلى التصرف بحس سليم وبحث سبل وقف إطلاق النار أولا ومن ثم التفاوض على إحلال السلام الدائم. متابعا حديثه: "نواصل أنا ووزير الخارجية ورئيس جهاز المخابرات اتصالاتنا المكثفة من أجل إيجاد مخرج لهذه الأزمة، لاسيما إطلاق سراح الرهائن. إلّا أن المواقف التحريضية لبعض الأطراف التي تصب الزيت على النار بدلا من إرساء الهدوء، تعرقل جهودنا وتعمق الأزمة".
"عازمون على إنهاء التهديد الإرهابي الذي يواجه بلدنا في مصدره بغض النظر عمن يدعمه"
أكد الرئيس أردوغان أن إرسال الولايات المتحدة حاملات طائرات إلى المنطقة، لا يسهم في تحقيق السلام والهدوء والحوار والدبلوماسية وتخفيف التوتر بين الأطراف. مضيفا: "كما أننا نعرب عن نفس المقاربة التي يتعامل بها الرئيس الأمريكي في تصريحه بشأن سوريا أمس، فيما يتعلق بنشاط بلاده في المنطقة. بعبارة أخرى، إن الأنشطة الأمريكية في سوريا من خلال مع امتدادات حزب العمال الكردستاني هناك تشكل تهديدا كبيرا للأمن القومي التركي. هذه التصريحات تتنافى مع روح التحالف والشراكة الاستراتيجية، كما تشجع أيضا التنظيمات الإرهابية التي تحاول تقسيم سوريا".
وأوضح السيد الرئيس أن تركيا عازمة على القضاء على التهديد الإرهابي الذي تواجهه في مصدره، بغض النظر عمن يقف وراء المنظمات الإرهابية. مستطردا بالقول: "نحن باعتبارنا الدولة الوحيدة في حلف الناتو التي قاتلت داعش وجها لوجه وألحقت بهذه المنظمة الإرهابية خسارة رغم سقوط شهداء، لا نقابل هذه المسرحية التي تمثّل ضدنا إلا بابتسامة مريرة. سنترك ممثلي المسرحية بمفردهم مع سيناريوهاتهم الخاصة، وسنستمر في اتخاذ الخطوات التي يتطلبها أمننا القومي. لقد أظهرت التطورات الأخيرة مرة أخرى، أنه لن يكون هناك هدوء في المنطقة دون إقامة دولة فلسطين المستقلة ذات السيادة والمتكاملة جغرافيا على حدود عام 1967، وعاصمتها القدس الشرقية. وليس لدي أدنى شك في أن أصدقاءنا الأفارقة الذين تعرضوا للقمع والاستغلال والاحتلال في أراضيهم لقرون، سيقومون بما هو ضروري فيما يتعلق بإقامة الدولة الفلسطينية على حدود عام 1967".