ألقى الرئيس أردوغان كلمة للأمة بعد اجتماع مجلس الوزراء

 

قال رئيس الجمهورية السيد رجب طيب أردوغان، في خطاب ألقاه عقب ترأسه اجتماع مجلس الحكومة الرئاسية: "نحن نستطيع أن نرى بوضوح يومًا بعد يوم أن دستورنا الحالي، الذي فرضه نظام 12 سبتمبر/أيلول على الأمة بالقوة، لا يسع تركيا وديمقراطيتها وبعيد كل البعد عن تلبية احتياجات تركيا على الرغم من كل التعديلات. على الجميع أن يدرك أن هدفنا المتمثل في الديمقراطية المتقدمة لا يمكن تحقيقه بالاستعباد للأحكام المسبقة".

ترأس الرئيس أردوغان اجتماع مجلس الحكومة الرئاسية في المجمع الرئاسي بالعاصمة أنقرة، وعقب الاجتماع ألقى خطابا موجها للشعب تطرق فيه إلى القضايا التي تم تناولها في الاجتماع.

"الدستور الحالي بعيد كل البعد عن تلبية احتياجات تركيا"

تطرق الرئيس أردوغان، إلى النقاشات الدائرة حول سن دستور جديد وقال: "نحن نستطيع أن نرى بوضوح يومًا بعد يوم أن دستورنا الحالي، الذي فرضه نظام 12 سبتمبر/أيلول على الأمة بالقوة، لا يسع تركيا وديمقراطيتها وبعيد كل البعد عن تلبية احتياجات تركيا على الرغم من كل التعديلات. على الجميع أن يدرك أن هدفنا المتمثل في الديمقراطية المتقدمة لا يمكن تحقيقه من خلال البقاء رهينة للأحكام المسبقة".

وتابع "كما قلنا مرارا وتكرارا، لا حزبنا ولا تحالف الشعب لديه أي مشكلة مع المواد الأربع الأولى من دستورنا".

"عازمون على إخراج تركيا من الأزمة التي تعصف بمنطقتنا برمتها"

وفيما يتعلق بالعدوان الإسرائيلي على غزة ولبنان، قال الرئيس أردوغان: إن "النار التي أشعلتها إسرائيل بهجماتها على غزة تنتشر في جميع أنحاء المنطقة من قبل الحكومة الحالية التي تتصرف بتعصب ديني. لقد قلنا مرارا وتكرارا أن المشكلة ليست في غزة ولا في حماس، وأن النية الحقيقية هي مواصلة سياسة الاحتلال. لقد قلنا في كل مناسبة ومنذ اليوم الأول أن إسرائيل لن تتوقف عند غزة، بل ستوجه أنظارها إلى بلدان أخرى".

وتابع إن "الهجمات التي شنتها إسرائيل على لبنان أظهرت مجددا مدى صحة مخاوفنا. وقال إن التصريحات الصادرة عن مكتب نتنياهو تشير بوضوح إلى أن إسرائيل لن تكتفي بغزو لبنان".

وشدد الرئيس أردوغان على أن غطرسة الحكومة الإسرائيلية، التي تهاجم وتهدد قوة الأمم المتحدة المؤقتة لحفظ السلام في لبنان، كافية لإثبات خطورة القضية لأولئك الذين ما زالت عقولهم تدرك الأمور، مضيفا: "ومشهد الأمم المتحدة التي لا تستطيع حتى حماية موظفيها يدعو للخجل للنظام العالمي ويبعق على القلق. نحن بصراحة نتساءل ماذا ينتظر مجلس الأمن الدولي لإيقاف إسرائيل؟ هل يمكنكم أن تتخيلوا أن الدبابات الإسرائيلية تدخل منطقة اليونيفيل، وتهاجم قوات حفظ السلام، بل حتى وتصيب بعضهم، في حين أن مجلس الأمن الدولي يراقب كل هذا الإجرام من المدرجات؟ إن هذا الأمر يسمى عجزا، ويعني الاستسلام للعدوان الإسرائيلي. ولهذا السبب نقول منذ سنوات إن العالم أكبر من خمسة". لذلك سنواصل ترديد الحقيقة بصوت عالٍ من أجل تغيير هذا الوضع غير العادل".

وأكد أنه وحكومته مصممون على إخراج تركيا من هذه الأزمة التي تعصف بمنطقتنا برمتها، مضيفًا: إن "رغبتنا في القضاء على جميع أنواع التهديدات ضد تركيا والديمقراطية التركية، بما في ذلك الإرهاب الانفصالي، لا تتزعزع".

"إسرائيل تحاول منع إيصال المساعدات إلى غزة"

لفت الرئيس أردوغان، إلى أن هناك قضية أخرى ملحة يتابعونها عن كثب وهي احتلال معبر رفح من قبل القوات الإسرائيلية، والانخفاض الكبير في حجم المساعدات المرسلة إلى غزة بسبب الاحتلال، وأردف بالقول: "تسعى إسرائيل لمنع إيصال المساعدات إلى غزة من خلال لصق صبغة الإرهاب بوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) التي تقوم بأنشطة مهمة في المنطقة. ونحن نحاول إيصال مساعداتنا إلى سكان غزة المحتاجين باستخدام كافة الوسائل الممكنة قبل حلول فصل الشتاء".

وتطرق الرئيس أردوغان، إلى عمليات إجلاء المواطنين الأتراك من لبنان، مؤكدا أن هذه العمليات ستستمر في حال استدعى الأمر ذلك، وأضاف بالقول: " مؤخرا قمنا بإيصال حوالي 300 طن من المساعدات إلى لبنان عبر سفينتين تابعتين لقيادة قواتنا البحرية، وعبر السفينتين قمنا بإجلاء 966 من مواطنينا الذين كانوا في لبنان".

وفي نهاية خطابه، هنأ الرئيس التركي البروفسور التركي دارون عجم أوغلو بفوزه بجائزة نوبل في الاقتصاد لعام 2024.