"في خضمّ الصراعات الثقافية العالمية علينا إعادة بناء قيمنا الثقافية الأصيلة والوطنية"
قال رئيس الجمهورية، رجب طيب أردوغان، في كلمة له خلال حفل توزيع جوائز رئاسة الجمهورية الكبرى للثقافة والفنون: إن "أيّ توجّه يُقصي الهوية الوطنية والثقافة الوطنية والقيم والمُثُل والفضائل والأخلاق، محكومٌ عليه حتمًا بالزوال. وللأسف، لا يمكننا نحن أيضًا مجابهة هذه العاصفة العالمية بأعمالٍ تُنتَج وتُستَهلَك يوميًا، وهي تفتقر إلى العمق والأصالة. ففي خضمّ حروب الثقافة العالمية، يتعيّن علينا إعادة بناء قيمنا الثقافية الأصيلة والوطنية، ودمجها ضمن منظورٍ عالمي واعٍ".
حضر الرئيس أردوغان، حفل توزيع جوائز رئاسة الجمهورية الكبرى للثقافة والفنون، التي أقيمت في المجمع الرئاسي بالعاصمة أنقرة.
أشار الرئيس أردوغان إلى أن العالم يمر بمرحلةٍ تُلقي فيها العولمة بظلالها عبر فرض التجانس الثقافي على المجتمعات كافة، وأضاف قائلاً: "لا سبيل للتحرر من هذا القيد، الذي يُغذّي الاستهلاك المفرط في جميع المجالات ويحوّل الإنسان إلى كائنٍ سلبي، إلا بالتمسّك بجذورنا. فالفن، حين يستلهم من تراثنا ومعارفنا المتراكمة، سيعود ليشكّل حاجزًا واقيًا، إن صحّ التعبير، في مواجهة موجة هذا التجانس".
أكد الرئيس أردوغان أن الثقافة النيوليبرالية تُفسد العديد من جوانب الجمال الإنساني بما يُسمى بالموضة، وقال إنه لا أحد يعلم ما يخبئه المستقبل في عالم تصل فيه القصائد والكتب والأغاني والأفلام المصطنعة إلى مئات الملايين من الناس، مضيفًا: إن "أيّ توجّه يُقصي الهوية الوطنية والثقافة الوطنية والقيم والمُثُل والفضائل والأخلاق، محكومٌ عليه حتمًا بالزوال. وللأسف، لا يمكننا نحن أيضًا مجابهة هذه العاصفة العالمية بأعمالٍ تُنتَج وتُستَهلَك يوميًا، وهي تفتقر إلى العمق والأصالة. ففي خضمّ حروب الثقافة العالمية، يتعيّن علينا إعادة بناء قيمنا الثقافية الأصيلة والوطنية، ودمجها ضمن منظورٍ عالمي واعٍ. وأقول بصراحة، وبصفتي رجل دولة، إن هذا الأمر ليس يسيرًا على الإطلاق، ويتطلب جهودًا كبيرة؛ غير أنّ لدينا من الخبرة والقدرة ما يؤهّلنا لتحقيقه".