تحميل...

حضر الرئيس أردوغان حفل العشاء الذي نظمته اللجنة التوجيهية الوطنية التركية الأمريكية

 

قال رئيس الجمهورية السيد رجب طيب أردوغان، في كلمة له مشاركته في مأدبة عشاء نظمتها اللجنة التوجيهية الوطنية الأمريكية (TASC)، إن" النظام العالمي بدأ يفقد كل ثقله ومصداقيته، وأن المؤسسات المعنية بضمان السلام والأمن تعاني من انهيار أخلاقي واضح، والمجزرة المستمرة في غزة منذ 352 يوما أظهرت ذلك مجددا".

شارك الرئيس أردوغان، في مأدبة عشاء نظمتها اللجنة التوجيهية الوطنية الأمريكية (TASC) بمدينة نيويورك الأمريكية التي يزورها بغية المشاركة في جلسات الدورة التاسعة والسبعين للجمعية العمومية للأمم المتحدة.

توجه الرئيس أردوغان بمستهل كلمته بجزيل الشكر للجنة التوجيهية الوطنية الأمريكية (TASC) على استضافة الفعالية، وهنأ ممثليها على أنشطتهم التي تقدم تركيا وثقافتها وقيمها للمجتمع الأمريكي، وتحمي المصالح الوطنية من خلال " الدبلوماسية الشعبية".

وأثنى على رجال الأعمال والمستثمرين الذين يشكلون مصدر فخر لتركيا بنجاحاتهم في الحياة التجارية والاقتصادية قائلاً: "وحدتكم وتضامنكم لهما أهمية كبيرة في تعزيز مصالح المجتمع التركي، والفعاليات التي تنظمونها في جميع أنحاء الولايات المتحدة و"مسيرات اليوم التركي" تساهم في تعزيز صورة بلدنا لدى الأصدقاء الأمريكيين، كما أنها تلعب دورًا هامًا في نقل هويتنا الوطنية إلى شبابنا وأجيالنا الجديدة".

 وأشار الرئيس أردوغان، إلى أهمية الحفاظ على القيم الدينية والثقافية للمواطنين الأتراك الذين يعيشون في الخارج، موضحًا أن تركيا تدعم الاندماج لكنها ترفض بشدة الانصهار الثقافي، كما حث المواطنين الأتراك في الولايات المتحدة الأمريكية على النجاح والتميز مع الحفاظ على هويتهم وقيمهم.

ولفت الانتباه إلى أن تركيا هي إحدى الدول التي تخوض أكبر معركة ضد آفة الإرهاب سواء على المستوى الميداني أو على الطاولة، مضيفا: " "بما أنكم الجالية التركية في أمريكا، فإن دعمكم لحربنا ضد المنظمات الإرهابية، وعلى رأسها منظمة غولن وبي كي كي مهم للغاية. إن أعضاء التنظيمات الإرهابية لا تستهدف فقط مصالح تركيا بل أيضًا مواطنيها ومشاريعهم التجارية ومنظمات المجتمع المدني في الخارج، وهم يحاولون تحقيق مكاسب من خلال الكذب على صناع القرار ودوائر الأعمال الأمريكية يحاولون أيضًا تأجيج الانقسامات داخل المجتمع التركي. أتطلع منكم أن تكونوا يقظين ضد هؤلاء الذين يعملون كمتطوعين في كل عملية ضد تركيا".

" معاداة الإسلام والعنصرية ضد الأجانب تحولا إلى تهديد كبير لراحة مواطنينا"

لفت الرئيس أردوغان، الانتباه إلى تصاعد معاداة الإسلام والعنصرية ضد الأجانب، مشددًا على أن هذه الظاهرة أصبحت تهديدًا كبيرًا لراحة المواطنين الأتراك في أوروبا، وأردف بالقول: إن " مساجدنا وجوامعنا وأماكن عمل المسلمين تُحرق في كل يوم تقريبًا، كما يتم استهداف المهاجرين والمسلمين من قبل الحركات اليمينية المتطرفة. إن وسائل التواصل الاجتماعي وبعض السياسيين تشجع حرفيًا على انتشار الكراهية العنصرية وتصب الزيت على النار. نحن في تركيا نتابع عن كثب تصاعد التيارات اليمينية المتطرفة وخطاب الكراهية، وندعو إلى تصنيف الإسلاموفوبيا كجريمة مع فرض عقوبات صارمة عليها".

وذكّر أنه لعب دورًا رائدًا مع منظمة التعاون الإسلامي في تخصيص يوم عالمي لمكافحة رهاب الإسلام في 15 آذار/مارس من كل عام، وأضاف بالقول: "تزعمنا القرارات التي اتخذها مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة والجمعية العامة بشأن الهجمات الشنيعة ضد كتابنا المقدس، القرآن الكريم، في أوروبا. وكانت كل هذه المبادرات بمثابة عامل ضغط للدول الغربية لتعديل أنظمتها القانونية والإدارية وتطوير استراتيجيات جديدة في الحرب ضد اليمين المتطرف. كما أن إعداد "وثيقة الإستراتيجية الوطنية لمكافحة الإسلاموفوبيا" في أمريكا في نوفمبر الماضي خير مثال على ذلك. سنواصل من الآن فصاعدا، قيادة الحرب ضد معاداة الإسلام".

"المؤسسات والمنظمات العالمية لم تتخذ أي خطوات فعالة لوقف الظلم في غزة"

قال الرئيس أردوغان: إن" النظام العالمي بدأ يفقد كل ثقله ومصداقيته، وأن المؤسسات المعنية بضمان السلام والأمن تعاني من انهيار أخلاقي واضح، والمجزرة المستمرة في غزة منذ 352 يوما أظهرت ذلك مجددا".

وذكّر أنه بعد مرور 30 ​​عامًا على مجزرة سربرينيتسا في البوسنة والهرسك، تحدث إبادة جماعية وحشية للغاية في قطاع غزة الفلسطيني أمام أعين العالم أجمع، وأستطرد قائلًا: " حتى الآن أُجبر 1.9 مليون شخص على النزوح، ويكافح هؤلاء الأشخاص من أجل البقاء على قيد الحياة في ظل ظروف سيئة للغاية مع انعدام في البنية التحتية والاكتفاء بما تبقى لهم. وبينما كانت هذه المعاناة قائمة، ومع الأسف الشديد لم يكن هناك أي رد فعل واضح من جانب الإدارات، باستثناء حفنة من الأشخاص الشجعان. وكذلك فإن المؤسسات والمنظمات العالمية لم تتخذ أي خطوات فعالة لوقف الظلم في غزة ومنع المجازر الإسرائيلية".

"تركيا تبذل قصارى جهدها لوقف سياسات الاحتلال والاستيلاء التي تمارسها إسرائيل في المنطقة"

أشار الرئيس أردوغان، إلى أن الإدارة الإسرائيلية التي تتم مكافأتها بعد كل خروج على القانون، تواصل شن هجمات أكثر دموية من سابقاتها، وأضاف: إن "الإبادة الجماعية التي ترتكبها إسرائيل في الأراضي الفلسطينية، وخاصة في غزة، تهدد أيضًا سلام المنطقة برمتها. والهجمات الأخيرة على لبنان والتصريحات الأخيرة التي أدلت بها إسرائيل هي تجسيد واضح لمساعيها لنشر الحرب في المنطقة. تركيا تبذل قصارى جهدها لوقف سياسات الاحتلال والاستيلاء التي تمارسها إسرائيل في المنطقة، كما أننا لم ولن نصمت حيال أي اعتداء على قدسية ومكانة المسجد الأقصى التاريخي، الذي يعتبر القبلة الأولى للمسلمين".

join us icon
انضم إلينا لنكن أقوى.