رسالة الرئيس أردوغان في يوم الأمم المتحدة

 

رسالة رئيس الجمهورية السيد رجب طيب أردوغان في يوم الأمم المتحدة والذكرى السنوية الثمانين لتأسيس منظمة الأمم المتحدة المصادف لـ 24 أكتوبر / تشرين الأول.

أهنئكم من أعماق قلبي بالذكرى الثمانين لتأسيس الأمم المتحدة التي نحن من أعضائها المؤسسين.

إن منظمتنا التي تأسست من أجل تعزيز السلام والتضامن والتعاون الدوليين في ضوء تجارب حربين عالميتين متتاليتين، قد اجتازت بنجاح العديد من التحديات على مدار الثمانين عاما الماضية.

وفي يومنا هذا الذي نكافح فيه في آن واحد تهديدات عديدة مثل الحروب والأزمات الإنسانية والجوع والفقر وكراهية الإسلام والإرهاب والتغير المناخي، تتعاظم المسؤولية التاريخية التي تتحملها الأمم المتحدة يوما بعد يوم.

ومما لا شك فيه أن الوفاء بهذه المسؤوليات على النحو الأمثل لن يكون ممكنا إلا من خلال التمسك بالمبادئ الأساسية والقيم التأسيسية للأمم المتحدة.

ومن الأهمية البالغة على وجه الخصوص، أن يعيد مجلس الأمن الدولي المسؤول عن الحفاظ على السلم والأمن الدوليين، هيكليته من جديد، من أجل تلبية التوقعات المشروعة للبشرية جمعاء.

لقد فشل مجلس الأمن في اجتياز الاختبار خلال الإبادة الجماعية في غزة التي دوست فيها القوانين الدولية وأهم القيم الإنسانية.

لقد قتل في غزة 70 ألف فلسطيني بينهم أكثر من 20 ألف طفل، وأصيب 170 ألف آخرون، وتم تحويل غزة إلى كومة هائلة من الركام، لكن مجلس الأمن فشل في حماية السكان الأبرياء في غزة، بل حتى فشل في حماية موظفي الأمم المتحدة.

نحن نعتبر جهودنا الإصلاحية تحت شعار "العالم أكبر من خمسة"، جهودا صائبة تهدف إلى تعزيز منظمتنا ودفعها نحو المستقبل، وندعم مبادرة أمين عام الأمم المتحدة 80.

وفي هذا الإطار، نهدف إلى تحويل إسطنبول المدينة التي تربط الحضارات والقارات، إلى مركز للأمم المتحدة مستفيدة من مواردها البشرية المؤهلة، إضافة إلى عوامل مثل الأنشطة والتكلفة وسهولة الوصول.

ونحن في تركيا، سنواصل العمل لضمان أن يسود السلام والهدوء والأمن بداية من منطقتنا وصولا إلى شتى أنحاء العالم.

وبهذه الأفكار، أهنئكم بيوم الأمم المتحدة 24 أكتوبر/تشرين الأول، وأؤكد مجددا إرادتنا وعزمنا على اتخاذ خطوات من شأنها أن تجعل المنظمة منارة أمل للبشرية.