الرئيس أردوغان يحضر القمة الثلاثية التركية الأذربيجانية الباكستانية

التقى رئيس الجمهورية السيد رجب طيب أردوغان، الرئيس الأذربيجاني إلهام علييف ورئيس الوزراء الباكستاني شهباز شريف، وذلك في إطار القمة الثلاثية التركية الأذربيجانية الباكستانية التي عُقدت في مدينة لاتشين بأذربيجان.
وفي مستهل كلمة القاها في القمة أعرب الرئيس أردوغان عن امتنانه من لقاء القادة في الاجتماع الثاني للقمة الثلاثية بين تركيا وأذربيجان وباكستان، بعد انعقاد دورتها الأولى في أستانا العام الماضي. وعن خالص شكره للرئيس إلهام علييف على استضافته الكريمة.
وقال: "أهنّئ أذربيجان العزيزة بمناسبة عيد استقلالها، الموافق لـ 28 مايو/ أيار من كل عام. كما أترحّم بكل إجلال وإكبار على أرواح الشهداء الذين بذلوا دماءهم دفاعًا عن استقلال أذربيجان، وأحيّي ذكراهم بكل احترام. نحن ثلاث دول شقيقة، تربطنا أواصر المحبة والاحترام والثقة المتبادلة، وتجمعنا حضارة واحدة وقيم مشتركة. ونعمل معًا على تعزيز روابط التعاون بين شعوبنا، التي يبلغ عددها قرابة 350 مليون نسمة، ويصل حجم اقتصاداتها مجتمعة إلى نحو 1.5 تريليون دولار. وأؤكد من هذا المنبر دعمنا التام لكل خطوة تُسهم في تحويل وحدتنا إلى شراكة استراتيجية متينة. فالأحداث المتسارعة في منطقتنا تُظهر، يومًا بعد يوم، مدى أهمية التضامن بين بلداننا. ومع تحرير الأراضي الأذربيجانية التي كانت ترزح تحت الاحتلال طوال ثلاثين عامًا، نأمل أن تنعم المنطقة بالاستقرار والازدهار والتنمية المستدامة".
"نأمل أن يشكّل وقف إطلاق النار خطوة أولى نحو سلام دائم"
أعرب الرئيس أردوغان، عن اعتقاده التام بأن مطار لاتشين، الذي شارك في افتتاحه صباح اليوم سيسهم في تحقيق التنمية وتعزيز التكامل مع العالم، بما يتماشى مع تطلعات المنطقة منذ سنوات طويلة، مضيفًا: "قبل ثلاثة أيام، استضفنا في إسطنبول أخي العزيز شهباز شريف، رئيس وزراء باكستان. وخلال لقائنا، استعرضنا سبل التعاون في إطار مجلس التعاون الاستراتيجي رفيع المستوى، واتفقنا على تعزيز العلاقات التاريخية والإنسانية المتجذّرة بين بلدينا. وبهذه المناسبة، أود أن أعرب عن ارتياحي لقرار وقف إطلاق النار الذي أنهى حالة التوتر الأخيرة بين باكستان والهند. وأهنئ مجددًا أخي شهباز والقيادة الباكستانية على إدارتهم الحكيمة والمتزنة لهذه المرحلة الحساسة. نأمل بصدق أن يشكّل وقف إطلاق النار خطوة أولى نحو سلام دائم، وتركيا على استعداد لتقديم كل ما في وسعها لدعم هذا المسار".
"تطورات المنطقة تظهر مدى أهمية التضامن بين تركيا وأذربيجان وباكستان"
أشار الرئيس أردوغان، إلى أن بلدان الدول المشاركة في القمة تقع في منطقة استراتيجية حيوية، عند ملتقى طرق أوراسيا، لافتًا إلى مواجهتها تحديات متشابكة في المنطقة وخارجها، بدءًا من التهديدات الأمنية، مرورًا بالأزمات الاقتصادية، وصولًا إلى أزمات الطاقة والغذاء، وأردف بالقول: "وفي مواجهة هذه التحديات المتزايدة، نرى أن تعزيز التضامن والعمل المشترك بين دولنا لم يعد خيارًا، بل ضرورة ملحّة. نحن اليوم نتبادل وجهات النظر مع إخوتنا حول قضايا محورية تهدف إلى تعزيز تعاوننا الثلاثي. وفي المرحلة المقبلة، سيضطلع وزراء خارجيتنا بدور أساسي في مأسسة هذا التعاون، من خلال وضع إطار متكامل يعكس الرؤية المشتركة لبلداننا، لا سيما في مجالات التجارة والاستثمار، والنقل والطاقة، والصناعات الدفاعية، ومكافحة الإرهاب، وهي كلها عناصر تتصدر أجندتنا المشتركة. كما سنعمل – نحن تركيا وأذربيجان وباكستان – على ترسيخ هذا التعاون الثلاثي من خلال تنظيم قمم دورية واجتماعات وزارية منتظمة، بما يسهم في تعزيز الشراكة والتكامل بين دولنا وشعوبنا".
"تركيا وأذربيجان وباكستان ستساهم معا في مشاريع مثل طريق التنمية والممر الأوسط وممر النقل بين الشمال والجنوب"
قال الرئيس أردوغان: "سنعمل على تعزيز تعاوننا في المجال الدفاعي، ونؤكد عزمنا المشترك على مواصلة مكافحة الإرهاب وجميع التهديدات العابرة للحدود. كما سنسعى إلى اتخاذ خطوات عملية مشتركة في مجالات تسهيل التجارة، وتشجيع الاستثمارات، وتسريع وتيرة التحول الرقمي. أما في قطاع النقل، الذي يشكّل ركيزة استراتيجية لتعاوننا، سنسهم في دعم مشاريع حيوية، مثل "مسار التنمية"، و"الممر الأوسط"، و"ممر النقل بين الشمال والجنوب"، لما لها من دور مهم في تعزيز الترابط الإقليمي. كما سنُطلق مشاريع تهدف إلى توطيد التفاعل المتبادل بين شبابنا وأكاديميينا، خصوصًا في ميادين الثقافة والتعليم. وسنعمل معًا على تقييم فرص التعاون في مجالات أمن الطاقة، وأمن إمدادات الغذاء، ومصادر الطاقة المتجددة. وبمشيئة الله تعالى ومن خلال تنفيذ مشاريع نوعية ومرموقة في هذه القطاعات كافة، سنرفع مستوى تعاوننا الثلاثي إلى آفاق أرحب، ونقدّم مبادرات تنموية جديدة تعود بالنفع على شعوبنا".
"سنتصدى لمحاولات زعزعة استقرار المنطقة"
لفت الرئيس أردوغان، إلى انزلاق النظام الدولي نحو أزمة شرعية متفاقمة في وقت تتعمق فيه الانقسامات، وتتزايد فيه مظاهر التكتل والاستقطاب، وأضاف بالقول: "تُعدّ الممارسات الإسرائيلية الوحشية في فلسطين، وسياساتها التوسعية المتواصلة، خير شاهد على هذا الانحدار. نحن عازمون على مواصلة الدفاع عن حقوق الأبرياء، وفي مقدّمتهم الأطفال والنساء الذين يُقتلون يوميًا في غزة. كما أجدد التأكيد على موقفنا الثابت بالتصدي لكل محاولات زعزعة الأمن والاستقرار في منطقتنا. لقد أُغرقت منطقتنا في الدماء والدموع. ومن هذا المنبر، نناشد المجتمع الدولي بأسره تكثيف الضغوط على الحكومة الإسرائيلية من أجل التوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار في غزة، وضمان تدفّق المساعدات الإنسانية بشكل فوري ومستمر إليها".