"الغرب فشل مجددا باختبار الإنسانية في غزة"

قال رئيس الجمهورية السيد رجب طيب أردوغان، في خطاب ألقاه عقب ترأسه اجتماع مجلس الحكومة الرئاسية: إن "تركيا تقف إلى جانب أشقائها الفلسطينيين اليوم، كما فعلت بالأمس؛ وتقوم بما يلزم دون أي تردد أو شك. إلّا أن الغرب ولاسيما الدول الأوروبية فشل مجددا في اختبار الإنسانية في غزة. كما ترون يرتقي الأطفال والنساء وتئن المستشفيات تحت وطأة القصف منذ 25 يوما".
ترأس الرئيس أردوغان اجتماع مجلس الحكومة الرئاسية في المجمع الرئاسي بالعاصمة أنقرة، وعقب الاجتماع ألقى خطابا موجها للشعب تطرق فيه إلى القضايا التي تم تناولها في الاجتماع، حيث قال:
"لقد أظهرنا دعمنا لإخواننا وأخواتنا في غزة من خلال تجمع فلسطين الكبير في مطار أتاتورك في 28 أكتوبر / تشرين الأول. وحظي التجمع الذي شارك فيه أكثر من مليون ونصف المليون، بمتابعة وثيقة في مختلف أنحاء العالم، خاصة في إسرائيل. إن بلادنا، حامية المظلومين والمضطهدين أظهرت بقوة حساسيتها حيال هذه القضية".
" أولويتنا وقف المذبحة في قطاع غزة"
لفت الرئيس أردووغان، إلى أن أصحاب الضمائر الحية والأخلاق خرجوا إلى الشوارع للدفاع عن شعب غزة المظلوم، في أنحاء مختلفة من العالم بدءًا من لندن وباريس ونيويورك وصولا إلى برلين وباكستان ولبنان، مضيفا " نحن نثمن ردود فعل هذه الدول الغربية، التي لا تحظر المظاهرات فحسب، بل تحظر حتى العلم الفلسطيني باسم التضامن مع إسرائيل".
وتابع إن " أولويتنا هي وقف المذبحة في قطاع غزة التي تجاوزت يومها الـ 25. ولتحقيق ذلك، يتعين علينا أولاً التوصل إلى وقف لإطلاق النار ثم نمهد الطريق لتحقيق السلام الدائم. أنا أعتقد أن عقد مؤتمر سلام فلسطيني ـ إسرائيلي دولي، بمشاركة كافة الأطراف المعنية، سيكون أفضل السبل لتحقيق هذه الغاية. ونرى أنه من الضروري إنشاء آلية أمنية جديدة بالتعاون مع الجهات الفاعلة الإقليمية. إذا ما تم اتخاذ مثل هذه الخطوة، فنحن في تركيا على استعداد لتحمل المسؤولية في هذا السياق. هدفنا هو إخراج منطقتنا من هذه الدوامة التي انجرفت إليها".
"نحن نعمل على دعم إخواننا وأخواتنا في غزة بكافة الإمكانات المتاحة"
قال الرئيس أردوغان: "بينما نعمل على إنهاء الحرب من خلال الوسائل الدبلوماسية، فإننا نسعى جاهدين لدعم إخواننا وأخواتنا في غزة بكل الوسائل المتاحة لنا. وبالتنسيق مع السلطات المصرية، أرسلنا بالفعل حتى يومنا هذا عشر شحنات محملة بالمساعدات إلى مطار العريش. لقد قمنا بتأمين نقل 54 من موظفينا إلى المنطقة، بما في ذلك الأطباء والعملين في مجال الرعاية الصحية وأفراد آفاد والهلال الأحمر التركي إلى جانب الصحفيين. ويبلغ إجمالي كمية المساعدات التي أرسلتها بلادنا والتي وصل جزء منها إلى إخواننا وأخواتنا في غزة 213 طنا. وسنزيد من مساعداتنا بمجرد السماح لمزيد من شاحنات المساعدات الإنسانية بدخول غزة عبر بوابة رفح".
وشدد على أهمية ضغط المجتمع الدولي على الإدارة الإسرائيلية لإبقاء بوابة رفح مفتوحة، واستطرد قائلا: إن "تركيا تقف إلى جانب أشقائها الفلسطينيين اليوم، كما فعلت بالأمس؛ وتقوم بما يلزم دون أي تردد أو شك. إلّا أن الغرب ولاسيما الدول الأوروبية فشل مجددا في اختبار الإنسانية في غزة. كما ترون يرتقي الأطفال والنساء وتئن المستشفيات تحت وطأة القصف منذ 25 يوما. لقد ناضل 2.3 مليون من سكان غزة المضطهدين لمدة 25 يومًا، من أجل البقاء على مساحة 360 كيلومترًا مربعًا. في حين تم تدمير كل أثر للإنسانية واحدًا تلو الآخر في غزة".
"منظمات حقوق الإنسان لا تبدي أي ردة فعل حيال الجرائم ضد الإنسانية في غزة"
قال الرئيس أردوغان: "لكن الاتحاد الأوروبي لا يستطيع حتى الدعوة إلى وقف إطلاق النار، ناهيك عن انتقاد إسرائيل. ورغم مقتل أكثر من 34 من زملائهم في غزة لا تستطيع المؤسسات الإخبارية العالمية أن تتفوه بكلمة انتقاد واحدة في هذا الصدد. وهم لا يفشلون في القيام بذلك فحسب، بل يحاولون بشكل غير أخلاقي التستر على الفظائع الإسرائيلية. إن مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة يراقب بكل بساطة استهداف منظمات الأمم المتحدة وموظفيها في غزة. إن منظمات حقوق الإنسان لا تبدي أي ردة فعل حيال الجرائم ضد الإنسانية في غزة التي ارتكبت خلال الـ 25 يومًا الماضية. باختصار، أولئك الذين يقيمون الدنيا ولا يقعدونها عندما يتعلق الأمر بتركيا والعالم الإسلامي، يفضلون ألا يظهروا في مواجهة جرائم الحرب التي ترتكبها إسرائيل".
وتابع "أقولها بكل صراحة ووضوح، إن الذين يقفون اليوم موقف المتفرج الصامت تجاه ما يحدث من قتل لآلاف الأطفال الفلسطينيين في غزة، لن يبقى لحديثهم أي قيمة في أي قضية غدا. لأن المهم هو الحديث في الأوقات الصعبة. وكشف الحقائق اليوم. إن أولئك الذين يصمتون ولا يعترضون على المجازر التي تقوم بها إسرائيل "المدافعون عن الحق في المياه العذبة" لن يأتي الخير أبدا منهم لا للإنسانية ولا للعالم. نحن نؤمن بذلك، ونتحرك وفق ذلك، وبإذن الله تعالى، سنواصل الحفاظ على موقفنا القوي والثابت في هذا الأمر".