تحميل...

رئيس الجمهورية أردوغان: الإرهاب عدو للقيم الإنسانية والبشرية بأسرها

 

عقد رئيس الجمهورية رجب طيب أردوغان، مؤتمرًا صحفيًا عقب اختتام قمة مجموعة العشرين، في مدينة أوساكا اليابانية.

قال الرئيس أردوغان، في مستهل كلمته "يجب أن يظهر أعضاء مجموعة العشرين موقفًا حازمًا مبنيًا على المبادئ بشأن مكافحة الإرهاب. إن من الخطأ تصنيف المنظمات الإرهابية وفقًا لأيديولوجياتها، والتعامل معها بأساليب مختلفة. ففي الواقع واجه العديد من البلدان ولا يزالون يواجهون الوجه الدموي للإرهاب في الفترة الأخيرة".

قال الرئيس أردوغان، إن "الإرهاب عدو للقيم الإنسانية والبشرية بأسرها، لذلك يجب أن يكون لدينا الشجاعة الكافية لتسمية الإرهاب بالإرهاب بغض النظر عن هويته. ولكن بكل أسف هناك تناقضات كبيرة في هذا الصدد لاسيما في القضية السورية. إن المنظمات الإرهابية، مثل بي واي دي- بي كي كي التي ترتكب عمليات تطهير عرقي وتجند الأطفال قسرًا وتجبر الأهالي على الهجرة ، تحظى بتقدير بالغ من جانب بعض البلدان".

وتابع إن" المنظمات التي قتلت بوحشية 251 شخصًا من مواطنينا خلال المحاولة الانقلابية في 15 يوليو/ تموز 2016، تتمتع بالحماية في بعض الدول الغربية. إن ثمن حماية الانقلابيين المتآمرين على الديمقراطية تحت ستار اللجوء السياسي سيكون باهظًا للبشرية جمعاء".

كما أكد الرئيس أردوغان، أنه من غير المعقول بالنسبة للبلدان التي تمثل أكثر من 80٪ من الاقتصاد العالمي أن تظل غير مبالية بقضايا مثل الإرهاب والجوع واللاجئين التي تؤثر على مستقبل الجميع، وأردف قائلًا: " نحن في تركيا نرغب بأن تتحول مجموعة العشرين إلى منصة أكثر فاعلية وتوجهًا نحو تحقيق النتائج وأقوى بشأن حل القضايا العالمية. ومن أجل تحقيق ذلك يتعيّن على الأعضاء الوفاء بالتزاماتهم وإظهار موقف عادل".

"الدول الغربية فشلت في أهم اختبار إنساني"

أكد الرئيس أردوغان، أنه تطرق خلال جلسة المساواة إلى جهود تركيا وتضحياتها بشأن مسألة اللاجئين، مجددًا تذكيره أن تركيا فتحت أبوابها أمام ملاين الفارين من الصراعات في سوريا، وأن تركيا تستضيف أكثر من 4 ملايين لاجئ، 3.5 مليون منهم لاجئين سوريين.

وذكّر أن حجم الموارد التي استخدمتها تركيا من أجل اللاجئين تجاوز الـ37 مليار دولار بحسب تقارير الأمم المتحدة، مضيفًا "لقد أجبرت دول مجاورة لسوريا مثل تركيا والأردن على تحمل عبء الملايين من المهاجرين غير الشرعيين لوحدهم. إن الدول الغربية التي تقيّم وضع البلدان الأخرى في مجال حقوق الإنسان فشلت للأسف في أهم اختبار إنساني".

"لم نسمح بالتستر على جريمة قتل جمال خاشقجي"

لفت الرئيس أردوغان، الانتباه إلى حرص تركيا على مكافحة الإرهاب والعنصرية الثقافية ولاسيما على إحقاق العدالة، مضيفًا "لقد أظهرنا هذا الحرص بحادثة جريمة قتل الصحفي الراحل جمال خاشقجي العام الماضي. فمن خلال تعاونها مع الأمم المتحدة لم نسمح بالتستر على جريمة قتل خاشقجي. إن تقرير المقررة الخاصة للأمم المتحدة، أنييس كالامار، الذي أعلن للرأي العام الأسبوع المنصرم، يوضح بشكل جلي العديد من الحقائق حول هذه الجريمة. نتوقع من الأمم المتحدة أن تتخذ الخطوات اللازمة بالوقوف خلف تقرير أنييس كالامار. المهمة الرئيسية للمجتمع الدولي تتمثل في توضيح جميع جوانب مقتل خاشقجي ومحاسبة كافة السياسيين المسؤولين عن هذا الأمر من أسفل الهرم إلى أعلاه".

وأوضح أنه تم إسماع تسجيلات مقتل جمال خاشقجي للأشخاص من المخابرات السعودية، مضيفًا إن "الأشخاص الخمسة عشر الذين أرسلوا إلى تركيا بطائرتين هم الفاعلون في هذه الجريمة، والكشف عن ملابسات هذا الأمر منوط بمحمد بن سلمان بالدرجة الأولى".

كما شدد الرئيس أردوغان، على ضرورة التحقيق في كافة أبعاد استشهاد محمد مرسي، أول رئيس منتخب بشكل ديمقراطي في مصر، لافتًا إلى أن مرسي الذي حوكم على مدار 6 أعوام في محاكم الانقلاب، توفي بصورة مشبوهة في قاعة المحكمة بتاريخ 17 حزيران/ يونيو الجاري.

"تصريحات الانقلابيين حول مرسي بعيدة كل البعد عن إراحة الضمائر"

قال الرئيس أردوغان، إن "تصريحات الانقلابيين حول مرسي الذي تُرك للموت هناك دون أي تدخل لمدة نصف ساعة، بعيدة كل البعد عن إراحة الضمائر، معربًا عن تطلعه بأن يدافع زعماء مجموعة العشرين عن الديمقراطية والقيم الإنسانية بصورة أكبر، فيما يخص وفاة مرسي".

وأشار الرئيس أردوغان، إلى أن دفن مرسي دون إجراء فحص الطب الشرعي، يدعو للتفكير، وأردف قائلًا: " خلاف ذلك، من الواضح أن هناك شبهات في هذه القضية، ويتعين على المجتمع الدولي وفي طليعته الأمم المتحدة محاسبة كافة السياسيين المسؤولين عن هذا الأمر".

وانتقد صمت الدول الغربية ومنظمات حقوق الانسان، عن عقوبات الاعدام الصادرة من محاكم الانقلاب في مصر، مشددًا على أن هذه الدول والمنظمات يقيمون الدنيا ولا يقعدونها عندما يتعلق الأمر بتركيا ويعتبرون مناقشة عقوبة الإعدام حتى من أجل الانقلابيين في تركيا أمرًا غير مقبول.

من جهة أخرى ذكّر الرئيس أردوغان، بعقد قمة أوروبية عربية في شرم الشيخ في 25  فبراير/ شباط ، بعد مضي 5 أيام فقط على إعدام 9 شبان مصريين، واستطرد قائلًا: " خلال هذه القمة لم ير القادة الأوروبيون أي غضاضة في مصافحة الانقلابيين. ينبغي عدم السماح بإزالة جريمة قتل خاشقجي ووفاة الرئيس مرسي المشبوهة من الأجندة الدولية. وأنا على ثقة بأن الإعلام الدولي سيلاحق بكل شجاعة قضية الوفاة المشبوهة لمرسي بحثا عن الحقيقة، شأنها شأن جريمة قتل خاشقجي".

"منظومة صواريخ إس 400 أصبحت في مرحلة التسليم"

عقب انتهاء تصريحه الصحفي أجاب الرئيس أردوغان، على أسئلة الصحفيين، وفي معرض رده على سؤال بشأن منظومة صواريخ إس 400، أشار أن الرئيس الأمريكي وضّح هذه المسألة اليوم وقدم خير جواب قبيل اللقاء الذي جمعه به.

وأضاف "بطبيعة الحال لقد انتهينا من صفقة منظومة صواريخ إس 400 وأصبحت في مرحلة التسليم، والعدول عن الصفقة في هذه المرحلة لا يليق بدولة كتركيا. لقد انتهى هذا الأمر. السيد ترامب وضّح هذه المسألة في تصريحاته اليوم، وسمعنا منه شخصيًا أن مثل هذا الأمر لن يكون واردًا. بينما تسير عملية شراء إس 400 من جهة، فإننا نعمل حاليًا من جهة أخرى على شراء 100 طائرة بوينغ من الولايات المتحدة، من لوكهيد مارتن. في عالم يوجد فيه اقتصاد السوق الحر لن نخلط هذه الأمور ببعضها وسنتخذ خطواتنا على هذا الأساس. وهنا أود التشديد على أن هناك شراكة استراتيجية تربط تركيا والولايات المتحدة ببعضهما البعض، وأن لا أحد يملك صلاحية التدخل في حقوق تركيا السيادية عندما تتخذ مثل هذه الخطوات، وعلى الجميع أن يعي هذه الحقيقة".

كما أوضح أن تركيا دفعت مليارًا و400 مليون دولار للولايات المتحدة في سياق مشروع طائرات "إف 35"، وأردف بالقول "نحن لا نمثل سوقًا، وإنما شركاء في الانتاج. وبناءً على ذلك هناك 4 طائرات إف 35 جرى تسليمها لنا حتى الآن ولكن العدد الذي سنحصل عليه هو 116 طائرة. هذه هي تطلعاتنا. إن تركيا بدأت بالدفع وتواصله، ولكن هناك تصريحات تصدر من قبل بعض الجهات لا تتوافق مع نهج الرئيس ترامب على الإطلاق. أنا أعتقد أن هذه الجهات لن تفسد علاقاتنا الثنائية، وسنواصل طريقنا بهذا الإصرار".

وردًا على سؤال جاء فيه "هل يمكننا القول إنه لن تكون هناك عقوبات بين الولايات المتحدة وتركيا؟"، قال الرئيس أردوغان: "لا يوجد مثل هذا المشهد حاليًا".

join us icon
انضم إلينا لنكن أقوى.