تحميل...

رئيس الجمهورية أردوغان: نحن في فترة نعمل فيها على زيادة نفوذنا السياسي على الساحة الإقليمية والعالمية مع تفعيل إمكاناتنا الاقتصادية

 

جاء في كلمة ألقاها رئيس الجمهورية رجب طيب أردوغان، خلال مشاركته في اجتماع الكتلة النيابية لـ"حزب العدالة والتنمية" بالبرلمان التركي في العاصمة أنقرة.

وفي بداية حديثه هنأ الرئيس أردوغان الحاضرين بشهر رمضان الفضيل قائلا: "أحييكم من أعماق قلبي. وأهنئكم بقدوم شهر رمضان الفضيل الذي أوله رحمة ووسطه مغفرة وآخره عتق من النار. نحن نقترب من الأيام الأواخر التي تحتوي على ليلة القدر. أتمنى أن يعود عيد الفطر بالخير على الجميع".

وأضاف السيد الرئيس أن شهر رمضان الفضيل إضافة إلى كونه شهر الرحمة والبركة والمغفرة، هو في نفس الوقت شهر التصافي والمسامحة والاحتضان وإنهاء الخصومات والمشاحنات. مستطردا بالقول: "هذا الشهر فرصة لنا للعودة إلى قوة الوحدة والتضامن والأخوة. نحن في حزب العدالة والتنمية نبذل جهودا من أجل إدراك هذا الشهر الكريم في إطار هذا المعنى. ونسعى إلى توطيد روابط الأخوة مع جميع شرائح المجتمع من خلال برامج الإفطار وزيارات الحرفيين والبيوت وبرامج السحور".

الوضع القانوني لمدينة القدس وحرمة المسجد الأقصى

قال الرئيس أردوغان إن أشهر رمضان مرّت خلال السنوات الأخيرة في ظل الأوبئة والحروب والاعتداءات على المسلمين. مضيفا: "لقد كانت جوامعنا وموائدنا وبيوتنا حزينة في فترة الجائحة. لقد استقبلنا رمضان هذا العام في أجواء المشاهد المأساوية للحرب شمالنا. وفي الأيام الأخيرة تمزقت قلوبنا مرة أخرى بسبب الاعتداءات الجديدة على حرمة قبلتنا الأولى المسجد الأقصى في القدس المدينة المباركة الثالثة بعد مكة والمدينة. لقد أبلغنا حساسيتنا فيما يتعلق بالوضع القانوني للقدس وحرمة المسجد الأقصى في كل اتصال أو لقاء جرى مع إسرائيلي سواء كان مسؤولا أو زعيما سياسيا أو دينيا. كما دعونا المجتمع الدولي في كل محفل لاسيما الأمم المتحدة إلى التحرك واتخاذ الإجراءات اللازمة ضد الظلم والاضطهاد الذي يتعرض له الفلسطينيون وسنواصل القيام ذلك.

وأعرب الرئيس أردوغان عن اعتقاده بأن العديد من الدول والمجتمعات في العالم لا تزال تجد صعوبة في فهم طبيعة هذه المشكلة المتمركزة حول القدس. مستطردا بالقول: "إذا كانت طبيعة هذه المشكلة والكوارث التي قد تسببها معروفة، ولكن يتم التعامل معها عن عمد بهذا الشكل، فهذا يعني أن هناك نوايا أخرى وحسابات أخرى. نحن لدينا علاقات مع إسرائيل وفقا للمعايير العالمية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية، تماما شأنها شأن أي دولة أخرى لها عضوية في الأمم المتحدة ومعترف بها من قبلنا. وفي الوقت الذي نبحث فيه عن طريقة لتحسين علاقاتنا مع الدول في المناطق النائية من إفريقيا وآسيا وأمريكا الجنوبية والمحيطات، لا يمكننا تجاهل هذه الدولة في أهم منطقة في بقعتنا الجغرافية. من الواضح أن طريقة الدفاع الفعال عن القضية الفلسطينية هي أن تكون لديك علاقة منطقية ومتوازنة ومتزنة مع إسرائيل، لكن هذا لا يعني أننا سنغض الطرف عن الاضطهاد الذي يجري في القدس والأراضي الفلسطينية الأخرى والاعتداءات على أماكننا المقدسة والاحتلال المستمر منذ سنوات طويلة. قطعا لن نفعل ذلك. وعلى الرغم من أن منظمة التعاون الإسلامي التي تأسست بعد عملية الحرق الدنيء للمسجد الأقصى عام 1969، لا تهتم بهذه القضية بما فيه الكفاية، إلّا أننا سنواصل الوفاء بالواجبات التي يفرضها علينا تاريخنا وكرامتنا وإيماننا. وهناك فرق بين قضيتنا المتمثلة في القدس، وبين الخطوات التي نتخذها من أجل تعزيز علاقاتنا السياسية والاقتصادية مع إسرائيل في نطاق احتياجاتنا العالمية والإقليمية. إن أجدادنا السلاجقة لم يقولوا "ما لنا والقدس؟"، بل ضحوا بأرواحهم في وجه الحروب الصليبية لعدة قرون. كما أن أجدادنا العثمانيين أيضا لم يقولوا "ما لنا والقدس؟"، بل اهتموا بها منذ فتحها وأولوها قيمة فوق رؤوسهم وفي أعماق قلوبهم. لقد قام أجدادنا بحماية هذه الأراضي ضد الهجمات من جميع الجهات، وقاموا بحماية المدن والآثار القديمة، باختصار، قاموا بجميع الواجبات التي فرضها عليهم التاريخ والمعتقدات".

"سنواصل بأعلى صوت تكرار إرادتنا لحماية القدس والمسجد الأقصى"

أكد الرئيس أردوغان أن الجميع هنا يشعر في أعماقه بأنين قصة العريف إغديرلي حسن الجندي الأخير في القوات العثمانية التي انسحبت من القدس والذي استمر في الزود عن المسجد الأقصى حتى أنفاسه الأخيرة. مضيفا: "سنواصل بأعلى صوت تكرار إرادتنا لحماية القدس والمسجد الأقصى".

وأوضح الرئيس أردوغان أنه أجرى اتصالات هاتفيا مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس وأمين عام الأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش والعاهل الأردني الملك عبد الله الثاني والرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتصوغ. مستطردا بالقول: "لقد عبرنا خلال المكالمات الهاتفية عن موقفنا من هذه القضية. ونأمل أن ينتهي الاضطهاد في القدس في هذه الأيام المباركة، وأن يعيش كل من يعيش في المنطقة، بمن فيهم المسلمون والمسيحيون واليهود، بسلام كل وفق عقيدته".

"تركيا بلد تجاوز حدود البقعة الجغرافية القريبة لقلبه"

أشار الرئيس أردوغان إلى أن تركيا بلد تجاوز حدود البقعة الجغرافية القريبة له. مستطردا بالقول: "نحن نعتبر أن الوقوف بجانب المظلوم وضد الظالم في جميع الأزمات والنكبات التي تشهدها المنطقة القريبة منا دون النظر إلى مصالحنا الشخصية، هي مسؤولية فرضتها علينا حضارتنا وتاريخنا. وفي هذا السياق، نحن نتبنى نهجا مبدئيا في كل قضية بدءا من سوريا إلى ليبيا ومن أوكرانيا إلى فلسطين، ولا نتخلى أبدا عن أولوياتنا الإنسانية وأولوياتنا تجاه ضميرنا".

وتابع السيد الرئيس حديثه: "نحن نسير تجاه رؤى جديدة وأهداف جديدة من خلال البنية التحتية القوية والثقة بالنفس التي أكسبناها لبلدنا في السنوات العشرين الماضية. نحن في فترة نعمل فيها على زيادة نفوذنا السياسي على الساحة الإقليمية والعالمية، مع تفعيل إمكاناتنا الاقتصادية. وكما وعدنا شعبنا، سنواصل تنمية بلدنا من خلال الاستثمار والتوظيف والإنتاج والتصدير".

join us icon
انضم إلينا لنكن أقوى.