رئيس الجمهورية أردوغان يدلى بتصريح للصحفيين خلال عودته إلى تركيا

جاء ذلك في تصرح أدلى به رئيس الجمهورية رجب طيب أردوغان، للصحفيين، بالطائرة خلال عودته إلى تركيا، عقب مشاركته بالقمة الطارئة لزعماء دول حلف شمال الأطلسي "ناتو".
أوضح: "سأجرى محادثة اليوم مع زيلينسكي، وقد أجري أخرى مع بوتين نهاية الأسبوع الجاري، أو بداية الأسبوع المقبل".
وحول الأمن الغذائي قال أردوغان: "نتخذ كافة التدابير اللازمة بشأن الأمن الغذائي وبإذن الله لن نجعل مواطنينا يواجهون أي صعوبات في شهر رمضان المبارك".
وأشار إلى أن "العديد من الشركات الأمريكية والعالمية تغادر روسيا وأبوابنا مفتوحة لكافة القادمين إلى بلادنا".
وأكد أردوغان أن "الناتو ليس ميتا دماغيا كما قال (الرئيس الأمريكي إيمانويل) ماكرون سابقا وأعتقد أنه كان تصريحا غير موفق ويعتبر (ماكرون) من أنشط قادة الحلف اليوم".
وأضاف أن ماكرون يبذل جهوداً كبيرة، ويجري لقاءات ومباحثات نشطة جداً مع أوكرانيا، وروسيا وبلدان أخرى حيال الأزمة الأوكرانية.
وبيّن انه أجرى مباحثات مع ماكرون ورئيس الوزراء الإيطالي ماريو دراغي، في بروكسل بشأن تطوير أنظمة الصواريخ STAMP-T، وأن الأخرين أجريا مباحثات بينهما أيضا حول الموضوع نفسه.
وأشار إلى أنه تركيا وفرنسا اتخذتا خطوات لمراجعة العلاقات الثنائية من جديد، ومواصلة تفعيل المنصة الثلاثية بين تركيا، وفرنسا وإيطاليا.
يشار إلى أن وزارات دفاع تركيا وفرنسا وإيطاليا وقعت في 8 يناير/كانون الثاني 2018، اتفاق "إعلان نوايا" حول تعزيز التعاون في مجال تصنيع أنظمة صواريخ دفاعية بين البلدان الثلاثة.
وبموجب الاتفاق، ستبدأ شركة "يوروسام" الفرنسية- الإيطالية والشركات التركية المختصة بأعمال البحث عن منظمة تستند إلى نظام الدفاع الجوي الأوروبي "SAMP/T " لتحديد الاحتياجات المشتركة بين الدول الثلاث.
ويهدف الاتفاق أيضًا للتعاون في مجال الأنظمة الإلكترونية العسكرية، والبرمجيات ومعدات الاتصالات، وتعزيز التعاون في مجال أنظمة الدفاع الجوي والصاروخي والتكنولوجي.
وأكد أردوغان على ازدياد أهمية دور الناتو مع زيادة وتيرة الحرب الروسية الأوكرانية، مضيفا أنه تطرق إلى ضرورة الحفاظ على الانسجام بين الحلفاء خلال القمة، وضرورة عدم السماح لاستنزاف الحلف بهدف تحقيق مصالح سياسية يومية ضيقة.
ورحب في هذا الصدد بتمديد فترة مهام الأمين العام للحلف ينس ستولتنبرغ لمدة عام آخر.
ولفت إلى أن تصريحات ستولتنبرغ في القمة حيث أوضح أن الحلف يواجه واقعا جديدا بخصوص أمنه، ما يحتم عليه إعادة تنظيم قوته الدفاعية والردع على المدى البعيد.
وأشار الرئيس التركي إلى أن الناتو يشكل حجر الأساس للأمن في أوروبا، وأن تركيا تعد لاعبا لا يمكن الاستغناء عنه على صعيد الأمن الإقليمي، وهو ما أكده عدد كبير من الزعماء في القمة.
وشدد على أن تركيا بذلت جهودا كثيفة منذ بداية الحرب الروسية الأوكرانية بهدف إيقافها، حيث عقد اتصالات مع عدد من الزعماء، وكذلك أجرى وزير الخارجية (تشاووش أوغلو) لقاءات عديدة مع نظرائه في هذا الصدد.
وأردف أردوغان أن أنطاليا استضافت اجتماعا ثلاثيا لوزراء خارجية تركيا وأوكرانيا وروسيا، ومن ثم أجرى تشاووش أوغلو زيارات إلى موسكو، ولفيف، في إطار مساعيها للعب دور الوساطة بين الجانبين.
وأضاف أن روسيا وأوكرانيا يناقشان في المفاوضات 6 عناوين رئيسية، إلا أن هناك ملفات تعد موضع خلاف بين الطرفين.
وتابع قائلا أن الجانبين اتفقا حاليا على 4 نقاط، بينها حلف الناتو، حيث أعلنت أوكرانيا عزمها التراجع عن طلب الانضمام للناتو، وموضوع اللغة الروسية.
"مرحلة إيجابية مع واشنطن حيال تحديث وشراء مقاتلات إف-16"
أشار أردوغان إلى أن هناك مقاربات إيجابية فيما يتعلق بتحديث وعملية شراء جديدة لمقاتلات" إف-16".
وأضاف: "قال لي (الرئيس الأمريكي جو) بايدن سأعرض مقاربتي الإيجابية إلى الكونغرس بشأن هذا الموضوع وسأتابعه. اذا توصلنا إلى نتيجة في هذا الاتجاه فستتاح لنا الفرصة لإنهاء عملية شراء وتحديث إف-16 بسرعة. آمل ذلك".
يشار أن تركيا قدمت طلبا للولايات المتحدة لشراء مقاتلات من طراز "إف-16" ومعدات لتحديث مقاتلات من نفس الطراز ضمن سلاحها الجوي.
وفي 17 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، أشار الرئيس أردوغان إلى أن ملف مقاتلات "إف-16" له صلة بمقاتلات إف-35، وأن العرض بهذا الخصوص (توريد طائرات حربية من طراز إف-16 إلى بلاده من الولايات المتحدة علاوة على تحديث مقاتلاتها الحالية) صدر من الجانب الأمريكي وليس من تركيا.
وبين أن الموضوع الذي يهم تركيا هو أنها دفعت مليارا و400 مليون دولار، لمشروع مقاتلات إف-35، وما تناقلته وسائل الإعلام هو عرض أمريكي لبيع تركيا 40 مقاتلة من طراز إف-16 مقابل ذلك.
يشار إلى أن واشنطن لم تسلم تركيا مقاتلات "إف-35" رغم دفع ثمنها، بذريعة تزود أنقرة بمنظومة إس- 400 الروسية للدفاع الجوي وذلك بعدما أحجمت الولايات المتحدة عن تزويد تركيا بمنظومات باتريوت.
وفيما يتعلق بمخاطر انجراف ألغام بحرية مزروعة بالبحر الأسود إلى المياه التركية، أكد الرئيس أردوغان اتخاذ القوات البحرية التركية كافة التدابير.
وبشأن إعادة تركيا طائرات لها من طراز "A400m" بقيت في العاصمة كييف، أشار إلى استمرار الاتصالات مع روسيا وأوكرانيا.
وتابع "يقدمون لنا جميع أنواع الضمانات، ويقولون : نحن على اتصال بكم وسنرسل هذه الطائرات بمجرد أن يكون هناك وضع سليم يتيح بذلك".
وحول منظومة الدفاع الجوي "إس 400" التي اشترتها تركيا من روسيا، قال أردوغان: "قلنا في البداية إن الأمر انتهى واليوم نحن في نفس النقطة (القرار)".