رئيس الجمهورية أردوغان يستقبل رؤساء تحرير بعض الصحف والقنوات التلفزيونية في إسطنبول

 

استقبل رئيس الجمهورية رجب طيب أردوغان، في قصر "وحد الدين" بولاية إسطنبول، رؤساء تحرير بعض الصحف والقنوات التلفزيونية إلى جانب عدد من الكتاب والأكاديميين.

أعرب الرئيس أردوغان، في كلمة له عقب عرض الفيلم الترويجي لمنظومة صواريخ "إس 400"، عن جزيل شكره للصحفيين على موقفهم المشرف بشأن توريد هذه المنظومة التي تعد مسألة مهمة من ناحية الأمن الوطني والحقوق السيادية لتركيا.

" جبال قنديل لن تعود مصدر تهديد إرهابي"

شدد الرئيس أردوغان على استمرار عمليتا "المخلب 1" و"المخلب 2" العسكريتان في المنطقة بكل نجاح، وقال في هذا الصدد، "عقب انتهاء هذه العمليات لن تعود جبال قنديل مصدر تهديد إرهابي. حاولوا جعل منطقة سنجار بديل لجبال قنديل. وقد تم تطهير المنطقة حاليًا، ولم ينجوا في تحقيق غايتهم هذه، ونأمل ألا ينجحوا. وبذلك تم إغلاق الطرف الشرقي للممر الإرهابي الذي كانوا يعتزمون إنشاءه شرق الفرات".

وأشار إلى أن الموضوع الأخر الذي يثير الحساسية الأمنية لتركيا في الآونة الأخيرة يتمثل في التطورات الأخيرة التي تشهدها منطقة شرق المتوسط، وأردف قائلًا: إن "تركيا مستمرة في اتخاذ الخطوات اللازمة في مواجهة محاولات تجاهل حقوق ومصالح تركيا وجمهورية قبرص التركية شرق المتوسط.  حيث أن سفينتا التنقيب التركيتان "فاتح" و"ياووز"، وسفينة "بربروس خير الدين باشا" البحثية، مستمرون في عملهم في المنطقة رغم كافة التهديدات، وذلك تحت حماية القوات البحرية والجوية التركية. كما أن تركيا تتابع عن كثب جميع التطورات في دول المنطقة وعلى رأسها إسرائيل، ومصر، وليبيا، والجزائر، وتونس".

"تركيا تتابع عن كثب كافة التطورات في منطقتها"

أفاد الرئيس أردوغان، أن تركيا تتابع عن كثب جميع التطورات في جنوب آسيا في أفغانستان، وباكستان والهند، مضيفًا "كما تتابع عن كثب تطورات العقوبات الأمريكية على أفغانستان، وجميع تحركات السعودية والإمارات في منطقة الخليج".

وأضاف أن تركيا تتابع كذلك جميع ما يحدث في البلقان، وشرق أوروبا، والقوقاز، وآسيا الوسطى، لأن جميع التطورات في تلك المناطق يصل تأثيرها إلى تركيا.

"تركيا تستحق الحصول على جائزة نوبل للسلام على سياستها حيال اللاجئين"

أشار الرئيس أردوغان، إلى أن تركيا تستحق الحصول على جائزة نوبل للسلام على سياستها التي تتبعها في التعامل مع اللاجئين، واستطرد قائلًا: "عندما نقول نوبل، يقولون "عدالة"، إذا، هل هناك بلد آخر غير تركيا يقوم بذلك؟ لا يوجد. بناءً عليه لماذا لا يتم تناول هذا الموضوع أو لماذا لا يتم تقييمه. نحن لا نقوم بهذه الجهود لأننا نتوقع مقابل لها وإنما نتخذ هذه الخطوات فقط لأن ثقافتنا تحتم علينا القيام بذلك".

ومن جهة أخرى ذكّر أن تركيا أحد أكبر الدول الداعمة لحلف شمال الأطلسي (الناتو)، بدأت حينها البحث عن أفضل الطرق لضمان أمنها في مواجهة التهديدات، وأن عدد من دول الحلف أرسلت أنظمة دفاع صاروخي إلى تركيا بشكل مؤقت، وفي وقت لاحق تم سحب بعض من هذه الأنظمة.

"من خلال منظومة صواريخ إس 400 نعمل على ضمان سلام تركيا وحماية أمنها القومي"

قال الرئيس أردوغان، إن" تركيا لم تشتر منظومة إس 400 لتستعد للحرب وإنما لحماية السلام وأمنها القومي، وهذا هو الهدف من جميع مبادراتنا الأخرى لتحسين صناعتنا الدفاعية"، مؤكدًا أن تركيا ستستلم كامل منظومة إس 400 بحلول أبريل/ نيسان 2020.

وأشار إلى أن منظومة "إس "400" هي منظومة دفاعية في حين أن "إف 35" سلاح هجومي، مضيفًا "آمل لئلا يحدث تطور مختلف بشأن إف 35. في الوقت الراهن يتم التحدث عن فرض عقوبات بين الحين والآخر. في هذا الصدد وبناءً على الانطباعات التي تلقيتها من السيد ترامب أقول إن قانون مكافحة أعداء أمريكا من خلال العقوبات الذي يتم الخوض فيه في هذا السياق وقع عليه السيد ترامب عام 2017، ومشروعنا نحن يعود تاريخه إلى أقدم من ذلك. تركيا لا تدخل في نطاق قانون مكافحة أعداء أمريكا من خلال العقوبات، لذا فليس هناك شيء من هذا القبيل".

وأوضح الرئيس أردوغان، أنه تناول مع نظيرة الروسي فلاديمير بوتين خلال لقائه معه موضوع الإنتاج المشترك لمنظومة "إس 400"، وأضاف بالقول " بعد هذه المرحلة ربما تشارك تركيا في صناعة منظومة إس-500، النسخة التالية لـ "إس-400" مستقبلًا. اليوم لا نفكر في الوقت الحالي فقط وإنما نفكر على المدى الطويل. لأنه إذا كانت هناك بعض الدول التي تشكل تهديدًا لنا، فيتعين علينا اتخاذ الاحتياطات اللازمة ضدها".

وشدد على أن تركيا هي المتحكم الفعلي بشكل كامل بمنظومة إس-400 الدفاعية، موضحًا أن الوفد التركي الذي أرسل إلى روسيا للتدريب سيدرب الفرق الأخرى في تركيا.

وقال إن "اتفاقية شراء منظومة إس-400 من روسيا، تعد أهم اتفاقية في تاريخ تركيا، لأنها لا تنطلق من منطق السوق وإنما من منظور الشراكة وتتضمن الإنتاج المشترك مع روسيا". وذكر أن هناك العديد من الاتفاقيات مع فرنسا وإيطاليا إلى جانب روسيا وأن هناك خطوات اتخذت مع البريطانيين بشأن الطائرات المقاتلة.

كما أكد أن امتلاك تركيا لمنظومة إس-400 يعزز من قوة حلف شمال الأطلسي، وعليه ينبغي أن يكون حلف شمال الأطلسي "الناتو" سعيدا لهذا.

" تركيا ترى أن نهج الولايات المتحدة حيال إيران خاطئ"

ومن جهة أخرى أعرب الرئيس أردوغان عن معارضته للموقف الأمريكي من إيران، موضحًا أن تركيا ترى أن نهج الولايات المتحدة حيال إيران خاطئ، وقال إن "المنطقة تعبت كثيرًا من الحروب، وأن تركيا لا تجد هذه الممارسات والعقوبات صحيحة. لأن المنطقة لابد أن تعود مرة أخرى للوقوف على قدميها. حيث يحتاج سكان المنطقة الآن إلى النوم براحة في الليل والاستيقاظ بسلام في الصباح. ونحن هنا من أجل هذا. إذا نقلنا العالم إلى السلام، فسنحمله على هذا النحو، وبهذا نضع النقاط على الحروف".