"نأمل أن تواصل الإدارة الجديدة في سوريا طريقها بنهج يحتضن كافة شرائح الشعب"
قال رئيس الجمهورية السيد رجب طيب أردوغان في كلمة ألقاها خلال مشاركته في المؤتمر الخامس عشر للسفراء: "نأمل أن تواصل الإدارة الجديدة في سوريا طريقها بنهج يشمل ويحتضن كافة شرائح الشعب السوري. ونحن في تركيا، سنواصل الوقوف إلى جانب الشعب السوري في المرحلة الجديدة".
شارك الرئيس أردوغان وعقيلته السيدة الأولى أمينة أردوغان في المؤتمر الخامس عشر للسفراء. وفي البرنامج الذي تم تنظيمه في قاعة المعارض بالمجمع الرئاسي في العاصمة أنقرة، ألقى السيد الرئيس كلمة بهذه المناسبة.
"نحن نمر بفترة صعبة وصل فيها النظام العالمي إلى طريق مسدود"
قال الرئيس أردوغان إن الجميع يمكنه أن يرى أننا نمر بفترة صعبة وصل فيها النظام العالمي إلى طريق مسدود، وفقد فيها المجتمع الدولي ردود فعله، وأصبحت فيه آليات الإدارة متعددة الأطراف عاجزة عن إيجاد الحلول. مضيفا: "إن المؤسسات والمنظمات الدولية المسؤولة عن ضمان السلام والأمن، تمهد الطريق لمشاكل وصراعات جديدة من خلال موقفها الخامل، بدل القيام بمنع الحروب والصراعات. إن من الأهمية البالغة بالنسبة لمستقبل بلدنا أن نبني نموذج سياستنا الخارجية على أساس أكثر فعالية وديناميكية واستدامة في هذه المناخ السلبي".
وأكد الرئيس أردوغان أنهم بحاجة اليوم أكثر من أي وقت مضى إلى ثقافة التقييم والتشاور من أجل الوقوف ضد التهديدات وتجاوز التحديات التي تواجه تركيا بعقل سليم. مستطردا بالقول: "إن مؤتمر السفراء الذي تتم مناقشة سياستنا الخارجية بنهج استراتيجي في جميع جوانبه، له قيمة كبيرة في هذا الصدد".
"الطريق الذي تسلكه الحكومة الإسرائيلية بإصرار وعناد ليس هو الطريق الصحيح"
أوضح الرئيس أردوغان أن وزارة الخارجية التركية والسفراء يتحملون مسؤولية تاريخية لوقف المجازر، لاسيما التي تقع في المناطق المجاورة، وإعادة الاستقرار في هذه المناطق. مضيفا: "هناك اعتداءات ومجازر مستمرة منذ 14 شهرا في غزة والأراضي الفلسطينية المحتلة، تسببت في مقتل أكثر من 50 ألف فلسطيني 70% منهم من الأطفال والنساء، ولكن مع الأسف لم تتوقف هذه المجازر. بل على العكس تضيف الإدارة الإسرائيلية الحالية هجمات جديدة كل يوم، مما يزيد من تعقيد المشاكل في المنطقة. إن اللامبالاة التي يظهرها المجتمع الدولي تجاه هذه المجازر يساهم في تآكل وانهيار المبادئ والقيم القانونية الأساسية التي تبقي النظام على صامدا على قدميه. يجب أن يتوقف هذا الأمر".
وأشار رئيس الجمهورية إلى أنه لا يمكن تحقيق الأمن من خلال إراقة المزيد من الدماء وإلقاء المزيد من القنابل فوق رؤوس المدنيين الأبرياء. إن الطريق الذي تسلكه الحكومة الإسرائيلية بإصرار وعناد ليس هو الطريق الصحيح. وهذا الأمر ينطبق على سوريا كما ينطبق على غزة وفلسطين".
"نؤكد منذ 14 شهرا على ضرورة إعطاء الفرصة لتحقيق وقف دائم لإطلاق النار"
قال الرئيس أردوغان إن تركيا تؤكد منذ 14 شهرا على ضرورة إعطاء فرصة للتوصل لوقف دائم لإطلاق النار وتحقيق السلام في غزة. مضيفا: إن الديناميّات المتغيرة في منطقتنا ملائمة أكثر من أي وقت مضى لهذا الأمر. كما أن تركيا مستعدة لتحمل كافة المسؤوليات بجميع أنواعها من أجل وقف نزيف الدماء في غزة. ونحن على ثقة بضرورة أن تأخذ القوى العالمية التي لها تأثير على الحكومة الإسرائيلية زمام المبادرة لفتح نافذة للسلام في غزة. وإذا تم إظهار الإرادة الصادقة حقا بدلا من تكتيكات المماطلة، فبالطبع سيتم التوصل لنتائج إيجابية".
"سنقدم جميع أنواع الدعم اللازم لأشقائنا السوريين في كل ما يحتاجونه"
تابع الرئيس أردوغان حديثه بالقول: إننا نؤمن من أعماق قلوبنا بأن إخواننا السوريين الذين انتصروا في نضالهم ضد النظام القاسي الملطخة أيديه بالدماء، سينتصرون أيضا في المرحلة المقبلة. ونأمل أن تواصل الإدارة الجديدة في سوريا طريقها بنهج يشمل ويحتضن كافة شرائح الشعب السوري. ونحن بمشيئة الله في تركيا، سنواصل الوقوف إلى جانب الشعب السوري في المرحلة الجديدة".
وأكد السيد الرئيس أن تركيا ستقدم جميع أنواع الدعم اللازم للأشقاء السوريين في كل ما يحتاجونه. مضيفا: "إن كل تطور في العراق سيكون له انعكاساته على بلدنا ومنطقتنا. ومثل سوريا تماما، فإن الحفاظ على وحدة أراضي العراق وسيادته أمر مهم للغاية بالنسبة لنا".