تحميل...

"أي مشروع يهدف لتهجير الفلسطينيين من أراضيهم غير مقبول"

 

قال رئيس الجمهورية السيد رجب طيب أردوغان في كلمة ألقاها خلال مشاركته في برنامج إفطار رمضاني بعنوان إفطار الأخوّة مع الفلسطينيين: "لن نسمح بتنفيذ مخططات جديدة تعتمد على مفهوم "فرّق مزّق تسد" في منطقتنا. إن أي مشروع يهدف لطرد الفلسطينيين من أراضيهم وحدوث نكبة ثانية للشعب الفلسطيني هو مشروع مرفوض".

شارك الرئيس أردوغان في برنامج إفطار رمضاني بعنوان "إفطار الأخوّة مع الفلسطينيين". وفي الفعالية التي أقيمت في قاعة الأمة بيش تبه للمعارض بالمجمع الرئاسي في العاصمة أنقرة، ألقى السيد الرئيس كلمة بهذه المناسبة.

وفي بداية كلمته رحّب الرئيس أردوغان بالضيوف الفلسطينيين، وهنأهم بمناسبة حلول شهر رمضان المبارك. كما حيّا بإجلال أبناء فلسطين الشجعان الذين يتمسكون بالحياة الكريمة في مختلف أنحاء العالم، وعلى رأسهم الأشقاء في قطاع غزة والقدس والضفة الغربية.

"المجازر التي ارتكبتها إسرائيل في غزة وصمة عار في تاريخ البشرية"

وصف السيد الرئيس المجازر التي ارتكبتها إسرائيل في غزة بأنها وصمة عار في تاريخ البشرية، مضيفا: "لقد استشهد جراء هجمات شبكة الإبادة الجماعية أكثر من 61 ألفا من أشقائنا، غالبيتهم من الأطفال والنساء. كما قُتل عمدا أكثر من 200 صحفي، وأكثر من 330 من العاملين في مجال الرعاية الصحية الذين كان من المفترض عدم المساس بهم حتى في أوقات الحرب".

وتابع رئيس الجمهورية حديثه: "لم نترك إخواننا الفلسطينيين وحدهم قط، فقد تقاسمنا معهم مصيرا مشتركا تحت سقف واحد لأربعة قرون. وما زالت آثار تاريخنا وصداقتنا وتضامننا وأخوّتنا المشتركة موجودة في كل زاوية من أرض كنعان، من القدس إلى حيفا، ومن صفد إلى يافا، ومن نابلس إلى عكا. إن وحدة قلوبنا، سواء بين الأتراك أو الأكراد أو العرب، تجسدت في شوارع وأزقة ومساجد وخانات وأسواق وينابيع فلسطين".

وأشار الرئيس أردوغان إلى أن أحد الشوارع القريبة من باب السلسلة، أحد أبواب المسجد الأقصى، يُدعى شارع "هقّاري"، وهو يحمل اسم فرسان هقّاري الذين شاركوا في غزو القدس بقيادة صلاح الدين واستقروا هناك بعد الفتح. مستطردا بالقول: "إن القصر الحكومي العثماني، الذي يرتفع بكل عظمته شامخا وسط يافا اليوم، والعديد من المعالم الأثرية الأخرى، تمثل رموزا حيّة لماضينا المشترك مع فلسطين. فهناك علامات وأختام لأخوتّنا الأبدية في جميع أنحاء الأراضي الفلسطينية، وفي كل متر مربع تقريبا".

"الشعب التركي يواصل وقوفه إلى جانب القضية الفلسطينية"

قال السيد الرئيس إن الشعب التركي يواصل وقوفه إلى جانب القضية الفلسطينية والقدس. مضيفا: "لم ولن نترك إخواننا في غزة وحدهم في مواجهة سياسة الاحتلال والإبادة الجماعية التي انتهجها النظام الصهيوني لمدة 471 يوما. لقد سخّرنا كل إمكانياتنا منذ بدء الهجمات في السابع من أكتوبر من أجل وقف إراقة الدماء في غزة. كما كنّا صوت الفلسطينيين المظلومين ورفعنا صوتهم في كل المحافل الدولية التي شاركنا فيها لاسيما الأمم المتحدة. وساهمنا في اعتراف 9 دول أخرى بفلسطين. وقررنا الدخول طرفا في قضية الإبادة الجماعية المرفوعة ضد إسرائيل لدى محكمة العدل الدولية. وأرسلنا نحو 100 ألف طن من المساعدات الإنسانية إلى غزة. وخسرنا نحو 9.5 مليار دولار بسبب وقف التجارة مع إسرائيل بشكل كامل. ودعمنا النضال العادل لإخواننا الفلسطينيين من خلال التجمعات الجماهيرية التي شارك فيها أكثر من 500 ألف شخص والمقاطعات وحملات التوعية. وعملنا على إجلاء 1369 جريحا ومريضا ومرافقا من غزة للعلاج في مستشفيات بلدنا. وقدمنا ​​المأوى لنحو 2000 من أشقائنا الفلسطينيين في العديد من مدننا، لاسيما أنقرة واسطنبول".

"سندافع بكل شجاعة وفي كل الظروف عن كفاح فلسطين من أجل الاستقلال"

أكد رئيس الجمهورية أنهم لن يتركوا فلسطين وإخوانهم الفلسطينيين وحدهم. مستطردا بالقول: "سندافع بكل شجاعة وفي كل الظروف عن كفاح فلسطين من أجل الاستقلال. نحن نرحب بالإرادة القوية التي أظهرتها الدول الإسلامية في الآونة الأخيرة في سياق التمسك بالقضية الفلسطينية وحماية حقوق الفلسطينيين. كما أننا نجد الخطة الخاصة بمستقبل غزة التي تم تشكيلها خلال القمة الطارئة الخاصة بغزة في العاصمة المصرية القاهرة، ذات قيمة كبيرة. ونأمل أن يستمر الاتفاق الذي تم التوصل إليه في 19 يناير/كانون الثاني. لكن هناك محاولات من حكومة نتنياهو لتقويض وقف إطلاق النار، وتزايدت هذه المساعي منذ اليوم الأول للهدنة. نحن ندرك جيدا ما تسعى له الحكومة الحالية التي جعلت من التوسع الصهيوني سياسة رسمية لها. ولن نسمح بتنفيذ مخططات جديدة تعتمد على مفهوم "فرّق مزّق تسد" في منطقتنا. إن أي مشروع يهدف لطرد الفلسطينيين من أراضيهم وحدوث نكبة ثانية للشعب الفلسطيني هو مشروع مرفوض".

وتابع السيد الرئيس حديثه بالقول: "يجب على الجميع أن يقبل هذه الحقيقة: إن حل الدولتين هو السبيل الوحيد لتحقيق السلام لجميع شعوب المنطقة. وليس من الممكن الحديث عن حل عادل ودائم دون إقامة دولة فلسطين الحرة المستقلة ذات السيادة على أراضيها على حدود عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية. وبهذه المناسبة أدعو المجتمع الدولي كافة، لاسيما الدول الإسلامية إلى تحمل المسؤولية بشكل فعّال وتحمل مسؤولية إعادة إعمار غزة".

"تركيا لا تريد السلام في غزة والضفة الغربية فقط بل في جميع أنحاء المنطقة"

أوضح الرئيس أردوغان أن تركيا لا تريد السلام والهدوء والازدهار في غزة فقط، أو في الضفة الغربية فقط، بل في جميع أنحاء منطقتها. مستطردا بالقول: "إننا نحلم بمنطقة تعيش فيها جنبا إلى جنب مختلف المعتقدات والطوائف والأعراق، ونعمل بكل طاقتنا لتحقيق ذلك. نحن نولي أهمية كبيرة لوحدة أراضي جارتنا سوريا، والحفاظ على بنيتها، وتعزيز وحدتها. ودافعنا عن هذا الأمر منذ اليوم الأول، وأكدنا أهميته ونرى أن كل جهد يبذل لتطهير سوريا من الإرهاب هو خطوة في الاتجاه الصحيح. إن التنفيذ الكامل للاتفاق الذي تم التوصل إليه أمس سيساهم في إرساء الأمن والسلام في سوريا. وسيستفيد من ذلك جميع إخواننا السوريين".

join us icon
انضم إلينا لنكن أقوى.