"تركيا تمر بمرحلة حساسة تتطلب منها تكريس كل طاقتها من أجل بقائها"

قال رئيس الجمهورية السيد رجب طيب أردوغان في كلمة ألقاها خلال مشاركته في اجتماع الكتلة النيابية لحزب العدالة والتنمية: "إن تركيا تمر بمرحلة حساسة للغاية، تتطلب منها تكريس كل طاقتها وإمكاناتها لقضايا تتعلق ببقائها. ونحن بحاجة إلى التوافق والتعاون وتعزيز روح العمل المشترك، من أجل أن نصل إلى تحقيق هدف تركيا الخالية من الإرهاب التي أصبحنا ندرك أهميتها الاستراتيجية بشكل أفضل اليوم".
شارك رئيس الجمهورية ورئيس حزب العدالة والتنمية السيد رجب طيب أردوغان في اجتماع الكتلة النيابية لحزبه في مجلس الأمة التركي الكبير (البرلمان) بالعاصمة أنقرة، وألقى كلمة بهذه المناسبة، تطرق فيها إلى آخر المستجدات المحلية والإقليمية والدولية.
وأشار الرئيس أردوغان في كلمته إلى أن تركيا تمر بمرحلة حساسة للغاية، تتطلب منها تكريس كل طاقتها وإمكاناتها لقضايا تتعلق ببقائها. مستطردا بالقول: "نحن بحاجة إلى التوافق والتعاون وتعزيز روح العمل المشترك، من أجل تحقيق هدف تركيا الخالية من الإرهاب التي أصبحنا ندرك أهميتها الاستراتيجية بشكل أفضل اليوم. وباعتبارنا أشخاصا يحملون مسؤولية الشعب، يجب علينا جميعا لاسيما من يجلسون تحت قبة هذا البرلمان الشامخ أن نظهر إرادة مشتركة في هذا الصدد".
"لم نر خلال عملية الهولوكوست في أوروبا مشاهد مروعة مثلما نرى في غزة"
قال الرئيس أردوغان إن إسرائيل قتلت من خلال الوحشية المتزايدة التي تمارسها منذ 620 يوما أكثر من 55 ألفا من سكان غزة الأبرياء، معظمهم من الأطفال والنساء. متابعا حديثه: "كما أصيب أكثر من 128 ألفا من أشقائنا الفلسطينيين هناك. وترك مليونا شخص مدني بريء يحاولون التمسك بالحياة في غزة التي دمرت نحو 80% منها، إلى الجوع والعطش ونقص الأدوية. وإضافة إلى ذلك، تمطر إسرائيل المظلومين الذين تجمعوا عند نقاط توزيع المساعدات بالرصاص والقنابل. لم نر خلال عملية الهولوكوست في أوروبا مشاهد مروعة أو مؤلمة أو لاإنسانية أو مثلما نرى في غزة. لقد تجاوز نتنياهو منذ زمن طويل الظالم هتلر في جرائم الإبادة الجماعية التي يرتكبها. نأمل من الله سبحانه وتعالى أن يحاسب في الدنيا قبل الآخرة أمام محكمة دولية مستقلة على جرائم القتل والمجازر التي ارتكبها".
وأضاف السيد الرئيس أن أيدي وجباه الذين وقفوا صامتين تلطخت بدماء المدنيين والرضّع والأطفال الذين قتلوا، شأنهم شأن الذين دعموا غطرسة إسرائيل. مستطردا بالقول: "إن من حق إيران الطبيعي والمشروع والقانوني الدفاع عن نفسها ضد ممارسات قطّاع الطرق وإرهاب الدولة التي تقوم بها إسرائيل. نحن نبذل كل ما في وسعنا لوقف هذا العدوان اللاإنساني على غزة وسوريا ولبنان واليمن وجارتنا إيران. لقد قمنا بالاستعدادات اللازمة لمواجهة كافة أنواع الاحتمالات السلبية وجميع أنواع السيناريوهات. إن الأمم المتحدة والمؤسسات الدولية ودول عديدة تقف صامتة أمام العدوان الذي يمارس على مرأى من البشرية، بل هناك من يدعم سياسة قطّاع الطرق هذه".
"نسعى بصدق من أجل السلام، لكننا لا نتردد في الرد اللازم على أي هجوم يستهدفنا"
أوضح الرئيس أردوغان أن تركيا أصبحت دولة تمتلك بنية دفاعية متكاملة ومتعددة الطبقات تحمي سماءها بأنظمة دفاع جوي محلية ووطنية. مضيفا: "إن وقف العدوان الإسرائيلي ضروري للعالم والإنسانية. ويجب على جميع دول منطقتنا بما فيها جارتنا إيران، أن تستخلص الدروس اللازمة من هذه الأحداث. ونحن سنمضي قدما بالصبر والعزيمة والمثابرة والخطوات الثابتة حتى نصل إلى هدفنا المتمثل في الاستقلال الكامل في الصناعات الدفاعية. لقد وسعّت إسرائيل نطاق أعمالها الإجرامية في المنطقة من خلال مهاجمتها بعض الأهداف في إيران وتنفيذ عمليات اغتيال داخل إيران".
وأكد رئيس الجمهورية أن تركيا ليس لديها طموح أو رغبة سوى تحقيق الهدوء والسلام والاستقرار في المنطقة. متابعا: "نحن فقط نريد التعاون والاستقرار والأمن في الشرق الأوسط بأكمله. نحن نسعى بصدق من أجل السلام، ولكننا في الوقت نفسه لا نتردد في الرد اللازم على أي هجوم يستهدفنا، مستمدين قوتنا من الإرث الذي ورثناه من تاريخنا وأجدادنا. إن نضالنا سيستمر لوقف هذا العدوان الإسرائيلي. وسنزيد من جهودنا لإحلال السلام في منطقتنا. ولن نتوقف عن اتصالاتنا الدبلوماسية ومكالماتنا الهاتفية. وسنبذل قصارى جهدنا من أجل منع كارثة قد تؤثر على الجميع".